خاص – الوسيلة:
تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لطفلة في الثامنة من عمرها وهي تشم رائحة الشعلة “مواد لاصقة” وبعدها ترمـ.ـي بنفسها في نهر بردى وسط العاصمة دمشق ومن ثم يتم إنقـ.ـاذها.
وبحسب الفيديو الذي رصدته الوسيلة تظهر طفلة في الثامنة من عمرها وهي في حالة يرثى لها نتيجة قيامها بشم رائحة الشعلة قرب نهر بردى وسط العاصمة دمشق في الجهة المقابلة للمتحف ووزارة السياحة التابعة لنظام الأسد.
وعندما بدأ مصور تلفزيون سما الموالي لنظام الأسد يستفسر من الطفلة عن المادة التي تشمها ومن أي منطقة هي, قالت الطفلة: إنها من حي الشاغور الدمشقي.
وأضافت الطفلة وفق الفيديو أن والدتها متوفية، ووالدها في السجن.
وما هي إلا لحظات وأثناء حديث مصور الفيديو مع الطفلة, رمت بنفسها في النهر وعلى الفور سارع أحد عناصر شرطة النظام لإنقاذها وإخراجها من النهر.
وأثار الفيديو تفاعل متابعي مواقع التواصل الاجتماعي الذين تعاطفوا مع الطفلة التي ظهرت بحالة كارثية.
وانتقد موالو النظام في تعليقاتهم على الفيديو مصور الفيديو وهو “تابع لتلفزيون سما” وطريقة استجواب الطفلة.
واعتبر موالون أن أسلوب مصور الفيديو بدا وكأنه ضابط أمن يحقق مع الطفلة بدل أن يحاول على إنقاذها قام بطلب الشهرة وجمع اللايكات.
وعلقت ياسمين عبد الهادي معتبرة ما حصل مع الطفلة بسبب قوات النظام التي ربما تكون قد قتلت أمها ووضعت والدها في السجن.
وأضافت عبد الهادي: ” لو ما يكونو حماه دياركن قاتلين امها ولو ما يكونو حماه دياركن معتقلين ابوها ماكان صار فيها هيك”.
ورأى أنس حميد أن مصور الفيديو راكض وراء الشهرة والدليل وضع شعاره بالخط العريض.
كما أشار حميد إلى أنه اعتقد مصور الفيديو ضابط أمن وليس مصور تلفزيوني.
وقال حميد معلقاً: “أهم شي انك حاطط الشعار تبعك ع هيك فيديو مأساوي … ما بستبعد انك انت شلفتا من فوق لتحت مشان تعمل شو لحالك …يععع عشهوة الشهرة”.
وأضاف حميد: “لما حكيتلها شو عمتشربي بأول الفيديو حسيتك ضابط بشي مركز امني”.
واستغربت رؤى علي الرفاعي من أسلوب المصور اللاهث وراء جمع اللايكات والشهرة متسائلة إن كان يقوم بعمل تجريبي للكاميرا.
وقالت رؤى الرفاعي معلقة: ” انو معلي بس سؤال اللي عم يصورا شو وضعو !؟”.
وأضافت الرفاعي: “عم يعمل خير وحملة توعية مثلاً ولا عم يدور ع لايكات و مشاركات ولا عم يجرب الكاميرا !؟”.
واعتبرت الرفاعي أن هذه الطريقة تعكس جوع شهرة وانتشار على حساب “العالم الفقيرة والمعترة”.
أما نبيل س دم فخاطب المصور بقوله: “أسلوبك أسلوب محقق ، هيك حالة بعتقد ما كان بدها هالطريقة بالسؤال”.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت العديد من مقاطع الفيديو والصور التي تحكي إدمان الأطفال على شم مادة الشعلة، في شوارع العاصمة دمشق، حيث تنتشر بشكل كبير هذه الظاهرة السلبية وكان أبرزها انتشار مقاطع مصورة تُظهر أطفالاً لا يتجاوزون العاشرة من عمرهم وهم يشمون رائحة الشعلة في الحدائق العامة وسط العاصمة دمشق.
وكانت كنانة الدبس أحد مؤسسي مبادرة “سيار” التطوعية قد أشارت في لقاء مع إذاعة موالية بحسب ما رصدت الوسيلة لانتشار ظاهرة إدمان
شم “الشعلة” من قبل الأطفال المشردين في الشوارع والذين لا أهل لهم أو قام النظام بتجنيدهم في صفوفه دون أن يكملوا الـ 18 من عمرهم.
وألقت الدبس اللوم في إدمان هذه المواد على تجار المخدرات الذين يقومون باستدراج أطفال الشوارع وتعمد إغراقهم في الإدمان، بغية استعبادهم واستخدامهم في المهمات القذرة.
وبينت “الدبس” أن الظاهرة الأكثر انتشاراً في دمشق وريفها، هي شم “الشعلة”، مضيفة: في باقي المدن اكتشفنا بعض الظواهر يعني سلوك سلبي… مثلا تخمير الجرابات (تدخل في موجة ضحك)، هو شيء مضحك يعني، تخمير الجرابات لفترة معينة وشمها، أو الأكثر انتشارا حرق الصراصير وشمها.
وسبق أن أعلن رئيس دائرة المخدرات بوزارة الصحة ماجدة حمصي، عن ضبط حالات تعاطٍ للمخدرات في بعض مدارس ريف دمشق وبعض الجامعات، موضحاً أن من يعلّم الأطفال على شم الشعلة حتماً يريد جرهم لتعاطي مواد مخدرة أكثر.
وأضاف حمصي أن “من يعلّم الأطفال على شم الشعلة حتماً يريد جرهم لتعاطي مواد مخدرة أكثر”.
وتغيب الأرقام الرسمية حول عدد الأطفال المشردين في سوريا، إلا أن تبعات الحرب خلفت أرقامًا عدة عن آثارها، ومنها بلوغ عدد المتسربين من المدارس داخل سوريا مليون طفل، بالإضافة إلى نزوح ما لا يقل عن 3.5 مليون طفل سوري من منازلهم.