أخبار العالمأخبار سوريا

أردوغان يكشف تفاصيل وساطة تركية بين نظام الأسد وإسرائيل حول الجولان

كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان تفاصيل وساطة تركية بين نظام بشار الأسد وإسرائيل حول الجولان.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان خلال مشاركته في مقابلة تلفزيونية مشتركة مع محطتين محليتين مساء الأربعاء تطرق خلالها إلى إلى القرار الذي اتخذه نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، مؤخرًا، واعترف بموجبه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

وأكد أردوغان مجددا أن مرتفعات الجولان أراض سورية، لافتا إلى وجود قرار صادر عن الأمم المتحدة بشأن هذه المرتفعات، عام 1967، في إشارة للقرار الأممي رقم 242 الصادر في نوفمبر / تشرين الثاني 1967.

وأوضح الرئيس التركي أنه سبق له أن توسط لحل أزمة الجولان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، وذلك في الوقت الذي كانت توجد فيه علاقات مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

ولفت أن الوساطة كادت أن تسفر عن توقيع اتفاق لولا حدوث قصف لقطاع غزة من الاحتلال الإسرائيلي في نفس التوقيت أسفر عن مقتل 1500 شخص تقريبًا، وفقا لوكالة الأناضول.

واستطرد قائلا “هذه الأحداث كانت كفيلة بإنهاء ما تم التوصل إليه بخصوص الجولان”، مضيفًا “ورغم صدور قرار أممي بشأن انسحاب إسرائيل منها، نرى الآن ترامب يتصرف بشكل متسلط ومتعجرف، وهو نفس موقفه بشأن القدس(في إشارة لقرار ترامب الخاص بنقل السفارة الإسرائيلية من تل أبيب للقدس)”.

وخاطب الرئيس التركي ترامب قائلا “ترأسك لدولة مثل أمريكا لا يعطيك الحق في أن تفعل أمرًا كهذا”، متابعًا “بالطبع قمت باتخاذ هذه الخطوة لتحسين صورة نتنياهو أمام بعض المؤسسات اليهودية في إسرائيل قبيل الانتخابات المزمعة هناك يوم 9 أبريل / نيسان؛ في ظل ما يتعرض له هو وزوجته ونجله من قضايا فساد”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اعترف رسمياً، الاثنين، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية ، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.

ووقع ترامب على قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان أمام نتنياهو، وأهداه القلم الذي وقع به وقال له إنه فعل ذلك من أجل الإسرائيليين.

واكتفت خارجية النظام السوري بإصدار بيان يعتبر قرار ترامب “صفعة مهينة” للمجتمع الدولي ويمثل “أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية”.

ووصف مصدر في الخارجية السورية القرار بأنه “اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي” سوريا.

ورأى المصدر أن القرار جاء تجسيداً للتحالف “العضوي” بين إسرائيل وأميركا، واعتبر أن واشنطن أصبحت العدو الأول الرئيسي للعرب، بسبب دعمها “اللامحدود” والحماية التي تقدمها لإسرائيل.

وأشارت خارجية النظام إلى أن ترامب لا يملك الحق بـ”اغتصاب” أراضي الدول بالقوة، وقالت إن سياسات أميركا “العدوانية”، تضح المنطقة تحت خطر وتجعل السلم والاستقرار فيها في “مهب الريح”.

من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن وضع مرتفعات الجولان لم يتغير بموجب قرارات مجلس الأمن. وقال المتحدث الرسمي باسمه: “بالنسبة لنا موقفنا لم يتغير وموقف الأمين العام لم يتغير وتعكسه قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة”.

وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو قال رداً على قرار ترامب: “مهما تفعلونه من أجل هذا المستبد الذي يغير على غزة (نتنياهو) غير مجدٍ. لذلك فإن جهود الولايات المتحدة لا طائل تحتها”. وأضاف أن “هذا القرار لا يشرعن الاحتلال الإسرائيلي، ونرى أن قرار ترامب هدية انتخابية لنتنياهو الذي يعيش وضعاً حرجاً قبيل الانتخابات”.

وتابع أن “تركيا ستقوم باللازم في كافة المحافل بما فيها الأمم المتحدة، ضد قرار ترامب المتعلق بالجولان، وستعمل مع المجتمع الدولي لأننا لا ندعم ولا نقبل الخطوات أحادية الجانب”. كذلك

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إن “قرار الولايات المتحدة حول مرتفعات الجولان وقصف اسرائيل غزة مظهر من مظاهر عقلية المواجهة ومناهضة السلام”.

واستولت إسرائيل على مرتفعات الجولان التابعة لسوريا في حرب 1967، ونقلت بعدها مستوطنين إلى المنطقة ثم أعلنت ضمها إليها في 1981، في إجراء لم يلق اعترافًا دوليًا.

الجامعة العربية قالت في بيان: “اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل باطل شكلاً وموضوعاً”. وأكدت وجود “إجماع كامل على حق سوريا في أرضها المحتلة ستعكسه القرارات الصادرة عن القمة العربية المُرتقبة في تونس”.

وفي السياق، قال الاتحاد الأوروبي: “موقفنا لم يتغير حيث أننا لا نعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ 1967 بما فيها مرتفعات الجولان”. كذلك قالت بريطانيا: “نرى مرتفعات الجولان أرضاً محتلة ولم نعترف بضمها لإسرائيل في عام 1981 ولا نخطط للاعتراف بذلك”.

من جهته، استنكر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قرار ترامب وعدّه “انتهاكاً سافراً للقانون الدولي”. وقال في مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، إن “اعتراف واشنطن بإسرائيلية الجولان يقود إلى انتهاك سافر للقانون الدولي، ويعرقل تسوية الأزمة السورية، ويزيد الوضع في الشرق الأوسط تأزماً”.

زر الذهاب إلى الأعلى