خبير عسكري سوري يؤكد عدم قدرة تركيا شن عملية عسكرية شرق الفرات.. وهذه الأسباب!
متابعة الوسيلة:
أكد الخبير العسكري السوري المنشق عن نظام الأسد العميد أحمد الرحال، أن “الأزمة الحاصلة حالياً بين أنقرة وواشنطن تعكس مدى تشابك الملفات العالقة بين أنقرة وواشنطن من جهة، وما بين أنقرة وموسكو أيضاً من جهة أخرى”.
وقال الرحال لـ “أنا برس” بحسب ما رصدت الوسيلة إن “التصريحات الأخيرة تقول إنه تم التوافق بين الولايات المتحدة الامريكية وتركيا في شرق الفرات على ثلاث نقاط وما زال الاختلاف عالق حول نقطتين”.
وأضاف الرحال قائلاً: ” فالخلاف حول عمق المنطقة الآمنة والخلاف مازال على دور قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”.
ولفت الرحال إلى أنه: “تم الاتفاق على ثلاث نقاط؛ النقطة الأولى هي أن تكون تسمية المنطقة بالآمنة وليست الأمنية.. والنقطة الثانية هي أن يكون هناك حظر جوي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها على المنطقة.. بينما النقطة الثالثة مرتبطة بعدم السماح لعودة النظام والميليشيات الإيرانية وروسيا لشرق الفرات”.
وأوضح الرحال أنه “بعد هذا الاتفاق مباشرة خرج رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي ليقول لا نستغرب إذا ما تراجعت تركيا عن شراء منظومة إس 400.. فالمعلومات وصلت لموسكو أن هناك توافقات حصلت بين أنقرة وواشنطن.. وأيضاً وزارة الدفاع الأمريكية أكدت أن الأمور جارية بصفقة الدفاع الجوي وطائرات إف35 لتركيا”.
وبين الخبير العسكري السوري أن “تصريحات بومبيو بالتهديد بأي عمل عسكري تركي شرق الفرات، أو ما يخص صفقة إس 400.. رأينا اليوم أن هناك مقترحاً تركياً بإنشاء لجنة لدراسات مخاطر (إس 400) بالتالي فالأمور ذاهبة إلى الحل”.
واعتبر الرحال أنه “إذا أخذنا الاحتمال الثاني من ذهاب تركيا لعمل عسكري شرق الفرات، فإن أي عمل عسكري يحتاج إلى مظلة سياسية، فعندما قامت تركيا بعملية غصن الزيتون أو عملية درع الفرات كان هناك توافق سياسي دولي وإقليمي على هذه العمليات”.
ورأى الخبير العسكري أن الوضع الداخلي اليوم في تركيا “لا يسمح لها بالذهاب إلى أية عملية، بخاصة فيما يتعلق بالانتخابات وتداعياتها”.
واستدرك الرحال أن “التزوير الذي حصل في بعض مراكز الانتخاب والتلاعب بنتائجها، والصراع الذي بدأ يأخذ منحى دولياً وإقليمياً فيما حدث بالانتخابات.. وبالتالي ما جرى وكأنها ضغوط على أنقرة، وعلى الرئيس التركي أردوغان.. وبالتالي فالوضع الداخلي غير مؤهل لقيام أنقرة بأي عمل عسكري”.
واستبعد الرحال من ناحية ثانية ” دخول تركيا في حرب في منطقة توجد فيها مقاتلين أمريكيين وفرنسيين وبريطانيين وبالتالي هذا يعتبر إعلان على دول وليس على ميليشيا ب ي د أو ب كي كي”.
واعتقد الخبير العسكري السوري أن “التهديدات التركية والتهديدات الأمريكية لخلق أجواء من نوع ما لتغيير الموقف التركي.. أي أن تركيا اضطرت لإلغاء صفقة ” إس 400″ تحت الضغوط الأمريكية”.
وتوقع الرحال أن تركيا ” ستلغي الصفقة” مع روسيا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحفيين الجمعة إن التصريحات الأمريكية الحالية حول أنظمة الدفاع الصاروخي إس – 400 خاطئة جداً.
وأضاف أردوغان: “إجراءات شراء أنظمة الدفاع الصاروخي إس – 400 (من روسيا) مستمرة وإن عملية التسلّم ستبدأ في تموز/ يوليو المقبل”.
وأشار أردوغان إلى أن ” مسألة شرائنا أنظمة الدفاع الصاروخي إس – 400 من روسيا تحتل مكانة مهمة في الوقت الراهن ضمن اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وروسيا (يعقد الأسبوع المقبل).
وأوضح “لقد أكملنا العملية المتعلقة بشراء إس – 400، وإن إجراءات التسديد متواصلة”.
ولفت إلى أنهم تقدموا بطلب شراء منظومة صواريخ “باتريوت” من الولايات المتحدة، إلا أن الأخيرة لم تقدم لهم الشروط المناسبة في البيع مثلما قدمت روسيا لهم بخصوص شراء أنظمة الدفاع الصاروخي إس – 400.
وأردف أردوغان أن بلاده غير متحمسة لشراء منظومة باتريوت بالشروط الأمريكية الحالية لأنها لاتلبي تطلعاتها.
وأمس الخميس رفض وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إملاءات الولايات المتحدة الأمريكية، بخصوص شراء تركيا منظومة “إس 400” الروسية.
يشار أن تركيا قررت في 2017، شراء منظومة “إس-400” الصاروخية من روسيا، بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوية (باتريوت) من الولايات المتحدة.