أخبار تركيا

قضية الأرمن تُثار مجدداً في أمريكا وإيطاليا.. وتركيا تردُّ بغضـب

قدَّم أعضاء في الكونغرس الأمريكي مشروعي قرار للمطالبة بالاعتراف بأحداث عام 1915 على أنها “إبـ.ـادة جماعية للأرمن”، في الوقت الذي أقر فيه البرلمان الإيطالي، الأربعاء، بأن أحداث 1915 “إبـ.ـادة جماعية”، وهو ما اعتبرته تركيا تشويهاً مسيَّساً لتاريخها.

وأمس الأربعاء، قدَّم أعضاء بمجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين مشروعي قرارين منفصلين للمجلسين، للمطالبة بالاعتراف بأحداث عام 1915 على أنها “إبـ.ـادة جماعية للأرمن”.

وقدَّم مشروع القرار إلى مجلس النواب رئيس لجنة الاستخبارات بالمجلس، النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا آدم شيف، في حين قدَّم مشروعاً مماثلاً إلى مجلس الشيوخ النائب الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي بوب ميندينز، والجمهوري تيد كروز النائب عن ولاية تكساس.

وقال شيف في مشروع قراره: إن “مجلس النواب يرى أن الاعتراف بالإبـ.ـادة الجماعية للأرمن وإحياء ذكراها سياسة أمريكية”.

من جانبه، وافق البرلمان الإيطالي على المقترح بعد تصويت 382 نائباً في البرلمان بالموافقة عليه، وامتناع 43 آخرين عن التصويت، وفق وكالة “الأناضول”.

وقال أنريكو كاريللي النائب عن “حركة النجوم الخمسة”: “لا تجعلوا علاقاتنا الجيدة مع الدولة الصديقة (تركيا) مثار جدل، فهي تختلف تماماً عن الإمبراطورية العثمانية”، مشدداً على أن “تركيا تؤدي دوراً استراتيجياً بين الشرق والغرب”.

تركيا تعتبره تشويهاً للتاريخ

بدوره، أدان رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، بشدة، المقترح الذي تقدمت به الحكومة الإيطالية إلى البرلمان، قائلاً على حسابه بـ”تويتر”: “ندين بأشد العبارات جهود البرلمان الإيطالي لتشويه تاريخنا وتسييسه”.

وأردف ألتون قائلاً: إن “هذا الاقتراح عبارة عن مبادرة عقيمة وعدائية مؤسفة. وعوضاً عن هذا النهج، يجب علينا التحقق والعودة معاً إلى التاريخ، للتأكد من الحقائق”.

من جهته، أكّد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، أمس الأربعاء، أن تصريحات بعض المسؤولين الإيطاليين بهذا الصدد خاطئة للغاية.

وبيّن جليك: “تنساقون وراء مكيدة الشتات الأرمني الذي لا يرغب في تطبيع العلاقات بأي شكل من الأشكال، ولا يرغب في إظهار الحقيقة، وتتحدثون عن مواجهة المجازر، ولكن تخلُّوا عن الاهتمام بتاريخ الدول الأخرى وعليكم الاهتمام بتاريخكم، وليكن لديكم نهج مبدئي بهذه المسألة”.

وتابع: “هناك فائدة كبيرة من مواجهتكم لأعمالكم التي ارتكبتموها في ليبيا بين عامي 1911 و1940، حيث قضى مئات الآلاف من المسلمين الأفارقة في المعسكرات التي أقمتموها”.

ولفت جليك إلى أن ربع سكان برقة الليبية، البالغ تعدادهم وقتها 225 ألف نسمة، لقوا حتفهم، مبيناً أن أعمالاً وحشية للغاية ارتُكبت مثل استخدام الأسلحة الكيماوية وقتل أسرى الحرب.

هذا وتؤكد الحكومة التركية عدم إمكانية إطلاق صفة “الإبادة العرقية” على أحداث 1915، بل تصفها بـ”المأساة” لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيداً عن الصراعات السياسية.

كما تدعو تركيا إلى حل القضية من منظور “الذاكرة العادلة”، وهو ما يعني التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهُّم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.

ما قصة الواقعة

يشار إلى أنه في عام 1914، تعاون القوميون الأرمن مع القوات الروسية لإنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى.

وفي عام 1915، ارتكبت “العصابات الأرمنية”، بدعم روسي، مجازر بحق المدنيين في المناطق التي سيطرت عليها، ثم قررت الدولة العثمانية تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب والمتواطئين مع الجيش الروسي إلى مناطق أخرى ضمن أراضي الدولة؛ وهو ما تسبَّب في فقدان عدد كبير من الأرمن حياتهم نتيجة لظروف المعارك، والمجموعات الساعية إلى الانتقام، وذلك بحسب وجهة نظر تركيا.

وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم، بشكل عام، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير على أنه “إبادة عرقية”؛ ومن ثم دفع تعويضات.

وبحسب اتفاقية 1948، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقَب عليها، فإن مصطلح “الإبادة الجماعية” (العرقية) يعني التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.

زر الذهاب إلى الأعلى