تركيا تصدر توضيحاً بشأن شمال سوريا وعودة العلاقات مع نظام الأسد
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن أنقرة تطالب بأن يكون نطاق وطريقة إدارة المنطقة الآمنة شمال سوريا بيد تركيا وأن يتم تطهير شرقي الفرات من “الإرهـ.ابيين”.
جاء ذلك خلال حوار أجراه مع الأناضول، على هامش مشاركته في المؤتمر السنوي المشترك الـ 37 لمجلس الأعمال التركي ـ الأمريكي “TAİK”، والمجلس التركي ـ الأمريكي “ATC”، في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وأضاف قالن قائلا: “فيما يتعلق بشكل ونطاق وطريقة إدارة المنطقة الآمنة، نطالب بأن تكون إدارتها والسيطرة عليها بيد تركيا، كما أفاد بذلك الرئيس رجب طيب أردوغان. وهذا ضروري من أجل عدم تحوّلها إلى ملاذ للتنظيمات الإرهابية”.
وبيّن رغبة أنقرة بنقل تجربتها في تطهير غربي نهر الفرات شمالي سوريا، من الإرهاب وإنشاء نظام معين هناك، إلى مناطق شرقي الفرات أيضا، مؤكدا أنها تمتلك كافة الإمكانات والقدرات اللازمة من أجل ذلك.
وأشار قالن، في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الخميس، إلى أنه يجب الحفاظ على الوضع الحالي في محافظة إدلب السورية.
وشدد قالن على أن زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى أنقرة ليست لإجراء وساطة بين تركيا “والنظام السوري ولا توجد مساع من هذا القبيل”.
وأردف المتحدث باسم الرئيس التركي بالقول: “لسنا على اتصال مع النظام السوري”.
وحول خريطة طريق منبج، شمالي سوريا، دعا متحدث الرئاسة التركية إلى ضرورة تنفيذها في أقرب وقت ممكن، وتطهير مناطق شرقي نهر الفرات من العناصر الإرهابية بشكل كامل، مشددا على أهمية ذلك من حيث الأمن القومي التركي، ووحدة وسيادة الأراضي السورية.
وتطرق “قالن” إلى ملف شراء تركيا منظومة “400 S” من موسكو، وتأثير ردود الفعل الأمريكية في هذا الخصوص على علاقات البلدين.
وأفاد أن تركيا بصفتها عضو في حلف شمال الأطلسي، ستواصل اتخاذ الخطوات التي من شأنها تعزيز قوة “الناتو”.
وأكد أن تركيا لن تسمح بالتشكيك في مكانتها ضمن حلف “ناتو”، في سياق الحديث عن منظومة “400 S” ومقاتلات “35 F”.
وأعرب عن رفضه التصريحات التي تشكك في مكانة أنقرة ضمن “ناتو”، مبينا أن مكانة عضو ما لدى الحلف، لا يمكن تحديدها من قبل بلد واحد، بل من قبل جميع الدول الأعضاء.
وأردف: “نحن لسنا بلدا مراقبا في حلف شمال الأطلسي، بل عضو من بين سائر الأعضاء، ونملك كامل الصلاحية في اتخاذ القرارات ضمن بنية الحلف، وبالتالي لن نسمح في التشكيك بمكانة تركيا فيه”.
وأشار إلى أن منظور السياسة الخارجية التركية تجاه الأحداث والأمور قائم على الانفتاح، والإكثار من البدائل، وتطوير المزيد من العلاقات مع مختلف البلدان.
وشدد على أن علاقات أنقرة مع روسيا ليست بديلا عن نظيراتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك علاقاتها مع الأخيرتين ليست بديلا عن علاقاتها مع روسيا.
وانتقد “قالن” لغة التهديدات تجاه تركيا، في إطار الحديث عن منظومة “400 S”، مبينا أن هذه اللغة غير مجدية مع أنقرة.
وأكد أن شراء أنقرة منظومة “400 S” من موسكو، ليست خطوة معادية لواشنطن، بل قرار تركي لتطوير إمكاناتها الدفاعية، مبينا أن تركيا طالبت بالحصول على أنظمة “باتريوت” أيضا، إلا أنها لم تحصل على رد إيجابي من واشنطن.
وفي ما يخص منظمة “غولن”، دعا “قالن” إلى الإسراع في اتخاذ خطوات ملموسة من قبل الولايات المتحدة في هذا الخصوص، وذلك في ضوء الأدلة والوثائق المرسلة من قبل أنقرة.
وفي سياق آخر، شدد “قالن” على أهمية استهداف تركيا والولايات المتحدة رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى مستوى 75 مليار دولار، داعيا إلى إيجاد آليات مناسبة من أجل تحقيق هذا الهدف.
واختتم المسؤول التركي حديثه بالإشارة إلى إدراك أنقرة للمشاكل التي تسود علاقاتها مع واشنطن، مبينا أن مطالب أنقرة واضحة من أجل التوصل إلى حلول في مواضيع الخلاف، وذلك في سبيل عودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي.