صحيفة بريطانية تكشف أسباب عدم تنفيذ تركيا لعملية شرق الفرات
نشرت صحيفة “إندبندنت عربية” مقالاً للكاتب السوري “رستم محمود” تحت عنوان “هذه هي الأسباب التي تمـ.نع أردوغان من تنفيذ عملية عسكـ.رية في شرق الفرات”، من وجهة نظر الكاتب والصحيفة.
حيث يشير الكاتب في مقاله إلى أنه بغض النظر عن إمكانية التوافق الروسي التركي بخصوص العملية العسكـ.رية التركية في منطقة شرق الفرات، وخصوصاً بعد زيارة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إلى موسكو، إلا إن الظروف الموضوعية تمـ.نع تركيا حالياً من اللجوء إلى هذه الخطوة لثلاثة أسباب، تضاف إلى عدم التجاوب الروسي مع مسعى الطرح التركي حتى الآن.
ويبدأ الكاتب في توضيح الأسباب تلك من وجهة نظره، قائلاً: “لا يمكن لتركيا أن تقوم بالتوافق مع روسيا بعملية عسكـ.رية في الداخل السوري في منطقة غير خاضعة لأي نفوذ عسكـ.ري روسي، بل هي جوهر التفاهم العسكـ.ري الأمريكي الروسي في الداخل السوري، إذ إنها ستبقى وفق هذا التفاهم خاضعة للهيمنة العسكـ.رية للولايات المتحدة وقوى التحالف الدولي في إطار محـ.اربة الإرهـ.اب”.
ويضيف الكاتب بأن المسألة الأخرى تتعلق بالواقع الداخلي التركي، قائلاً: “فبينما أثبتت الانتخابات المحلية التركية تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، فإن أردوغان سيركز في المرحلة المقبلة على مسألة امتصاص صـ.دمة الخسارة هذه، دون التطرق إلى فتح أبواب جديدة قد تـ.ؤثر على الاقتصادر التركي، وخاصة بعد التهـ.ديدات الأمريكية ضد أي عمل عسكـ.ري تركي في شرق الفرات”.
أما السبب الثالث، فيقول الكاتب: “ولأن الأسابيع القليلة الماضية التي تلت القضـ.اء على تنظيم داعش في تلك المنطقة، أثبتت قدرة قوات قسد على الإمساك بالأرض وتيسير الحياة العامة، وهو الأمر الذي كانت تشكك فيه تركيا على الدوام”، بحسب تعبير الكاتب.
ويوضح الكاتب في أطار مقاله إلى أنه على الرغم من ذلك، فإن الاستراتيجية التركية تسعى إلى نسج دعائم عدة مع الطرف الروسي، اقتصادية وسياسية وعسكـ.رية، لتتمكن في المحصلة من استخدامها في خلق مساحة قبول روسية للتوجهات التركية في الداخل السوري، وخصوصاً في ما يتعلق بمنطقة سيطرة قوات قسد في شرق الفرات، وهي المسألة التي تعتبرها تركيا تمـ.س أمنها القومي.
كما يبدو أن الرئيس “أردوغان” في اتجاهه إلى روسيا، كان قد فقد الأمل تماماً بالتوصل إلى توافق مع الولايات المتحدة في شأن منطقة شرق الفرات، إذ إن الجولات المكوكية التي خاضها السفير الأمريكي “جيمس جيفري” مع تركيا للتوصل إلى توافقٍ ما معها في شأن تلك المنطقة لم تصل إلى أي نتيجة حتى الآن، بحسب قول الكاتب.
حيث أنه بينما كانت الولايات المتحدة تطرح ما يتعلق بإيجاد منطقة آمنة على الحدود بين تركيا ومنطقة شرق الفرات، فإن الاستراتيجية التركية كانت تصر على أن تسحب الولايات المتحدة كل دعمها لقوات قسد، وأن تصنفها كقوة مسـ.لحة إرهـ.ابية، وأن يسلم ملف منطقة شرق الفرات كاملاً إلى الجانب التركي.
يضاف إلى ذلك الإصرار التركي على إتمام صفقة منظومة صواريخ “S400” الروسية، والتي ظهرت كأنها سعي إلى تأكيد تفكك العلاقة السياسية بين تركيا والولايات المتحدة، التي رفضت التوجهات التركية في سوريا، وهو ما سيجعل تركيا أن تقوم باتخاذ خطوات أكثر جـ.رأة لربط نفسها سياسياً وعسكـ.رياً مع روسيا، الأكثر ليونة تجاه تركيا في الملف السوري.
ويختم الكاتب مقاله مشيراً إلى أمرٍ مهم وهو الذي يتمثل في التراجع الاستثنائي للهدنة في منطقة إدلب، فتلك المنطقة كانت تشكل لب التفاهم الروسي التركي في الشأن السوري، وكانت بمثابة التنازل الذي قدمته روسيا لتركيا لتحدث تحولاً استراتيجياً في قراءتها للمسألة السورية.
حيث أن القـ.صف المتقطع الذي يقوم به نظام الأسد وروسيا على مختلف المدن في منطقة إدلب، طوال الشهرين الماضيين، ظهر كأنه تراجع من قبل روسيا وإيران عن التزاماتهما تجاه تركيا في تفاهمات أستانة وسوتشي، وبذلك هو محاولة لإخراج تركيا تماماً من المسألة السورية.
المصدر: مدونة هادي العبد الله