أصحاب محلات سورية يردون على تصريحات رئيس بلدية تركية توعـد بإغلاق محلاتهم.. هكذا خاطبوه!
صهيب الابراهيم
ترجمة وتحرير الوسيلة:
طالب أصحاب محلات سورية في مقاطعة “كمال باشا” بولاية إزمير رئيس البلدية المنتخب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض رضوان كاراكايلي بعدم اللعب في لقمة خبزهم.
جاء ذلك بعد توعد كاراكايلي بقطع المساعدات الممنوحة للسوريين عن طريق بلديته وعزمه إزالة اللافتات المكتوبة باللغة العربية وطـردهم من تركيا.
وبحسب ما ترجمت ” الوسيلة” عن صحيفة صباح التركية، فقد صرح رئيس بلدية كمال باشا التابعة لولاية إزمير رضوان كارايكالي خلال برنامج تلفزيوني متخذاً موقفاً عنصرياً تجاه اللاجئين السوريين في تركيا.
وكان كاراكايلي، قد توعّد بقطع المساعدات عن اللاجئين السوريين، وطردهم من تركيا.
وقال كارايكلي: “لقد وصل السلام إلى سوريا, ماذا يفعلون هنا..سنطردهم من هنا”.
كما تعهد رئيس البلدية المعارض باتخاذ الاجراءات القانونية ضد السوريين الذين لا يدفعون الضرائب بالإضافة لإزالة اللافتات المكتوبة باللغة العربية مشيراً لوجود لافتات مكتوبة باللغة العربية لدكاكين عائدة لسوريين بجانب مبنى حزبه “حزب الشعب الجمهوري”.
وأجرت صحيفة صباح لقاء مع صاحب البقالية السورية “محمد الأريت 26 عاماً”، الملاصقة بقاليته لمبنى حزب الشعب الجمهوري المعارض.
وقال محمد: ” أعيش في منطقة في كمال باشا منذ 6 أعوام، هربت من الحرب التي اندلعت في سوريا وأتيت إلى هذه المنطقة, وتزوجت هنا وأصبح لدي طفل، كما أسست حياة لي”.
وأوضح محمد أن زوجته لا تعمل, مضيفاً: “أعتمد على هذا الماركت في تأمين معيشتي, وعادة جميع زبائني في الماركت من السوريين”.
وأكد صاحب البقالية السورية أن إغلاق دكانه أو فرض مخالفة بحقه لن يجعله قادراً على تأمين حتى الخبز لبيته.
وأردف محمد قائلاً: “لم نتسبب بأي ضرر لأحد, لم نقلل احترام مع أحد لغاية اليوم, بإمكانهم (يقصد رئيس البلدية) الذهاب وسؤال جيراننا الأتراك عنا”.
ولفت محمد إلى أنه لم يتلقّ أية مخالفة عمل حتى الآن، من قبل موظفي بلدية كمال باشا.
وعبر صاحب البقالية السورية عن خوفه من ردة الفعل عقب تصريحات رئيس البلدية الذي هدد بإغلاق دكانه.
أدفع الإيجار بانتظام
من جانبه, قال محمد الجندي 31 عاماً صاحب بقالية سوري ولديه 3 أطفال إنه هرب من الحرب الدائرة في سوريا واستثمر دكاناً في منطقة كمال باشا وأنا أقوم بدفع إيجار الدكان لصاحبه التركي بشكل منتظم منذ سنتين.
وأضاف الجندي: “لم نتسبب بأي أذى لأحد هنا”.
ونوه الجندي إلى أن هدفه الوحيد هو تأمين لقمة عيشه وعيش أفراد عائلته.
وبين صاحب الدكان السوري: “أن 24 شخصاً يستفيدون من عمل هذا الدكان”.
وأكد الجندي أن إغلاق هذا الدكان سيؤدي لتجويع هؤلاء الأشخاص الـ 24″.
أما أحمد العلي البالغ من العمر 17 عاماً, فقد أفاد لصحيفة صباح أنه هرب من الحرب مع إخوته الأربعة ووالده ووالدته وسكن في مدينة غازي عنتاب.
وأضاف العلي قائلاً: “بعد أن أمضينا 3 سنوات هناك, أتينا إلى منطقة كمال باشا في إزمير عام 2014, وصرنا نعمل أنا ووالدي في الإنشاءات لتأمين لقمة العيش”.
واستدرك العلي قائلاً: “في عهد رئيس البلدية السابق كان يساعدنا في تأمين احتياجات عن طريق “الماركت الاجتماعي” قبل أن يغلق الماركت منذ حوالي الشهر ولم تعد نحصل على أي مساعدة”.
وبعد تصريحات رئيس بلدية كمال باشا الجديد, وصل الحال بالسوريين إلى خوفهم من الخروج إلى الشارع وفق ما ذكر أحمد العلي.
وبنى مرشحو الأحزاب المعارضة لأردوغان وخاصة حزب الشعب الجمهوري حملاتهم الانتخابية على مهـ.ـاجمة اللاجئين السوريين تحديدا، واستـ.ـفزوا خلال حملاتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتقـ.ـادهم الشديد لانتشار اللغة العربية والمحلات السورية في إسطنبول.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد تعهد بمواصلة تقديم الدعم للاجئين السوريين.
وقال أردوغان خلال مؤتمر في العاصمة أنقرة الخميس 18 نيسان، “سنواصل دعم السوريين عبر قناة الحكومة والولايات، بالرغم من اعتزام زعيم أكبر أحزاب المعارضة إرسالهم إلى بلادهم”.
وأضاف أردوغان، “كلما سلطنا الضوء على المعايير المزدوجة بمسألتي مكافحة الإرهاب واللاجئين، تتضاعف الأخبار ضدنا”، بحسب تعبيره.
وجاءت تصريحات الرئيس التركي ردًا على تصريحات مسؤولين من حزب “الشعب الجمهوري” تتوعد بقطع المساعدات والتراخيص المقدمة للاجئين السوريين في تركيا، في خضم الوعود الانتخابية الأخيرة.
وسبق أن توعد رئيس بلدية بولو في الشمال الغربي لتركيا، تانجو أوزجان، التابع لحرب “الشعب الجمهوري” بقطع المساعدات المقدمة للاجئين السوريين في ولايته، إلى جانب التضييق عليهم للعودة إلى بلادهم.
وقال أوزجان عقب فوزه برئاسة بلدية بولو، في وقت سابق، “السادة المسؤولون في مديرية الثقافة والمساعدات الاجتماعية، نرجو منكم قطع المساعدات العينية والمادية عن المواطنين الأجانب المقيمين ضمن حدود ولايتنا لأنهم يتلقون مساعدات من برنامج الغذاء العالمي WFP والهلال الأحمر التركي ووزارة العائلة والخدمات الاجتماعية”.
وأضاف في أحد تصريحاته، “وعدت في حملتي الانتخابية أني لن أقدم قرشًا واحدًا للسوريين من أموال البلدية وسأفي بوعدي”، بحسب صحيفة “تقويم”.
وتمكن حزب “الشعب الجمهوري” من الفوز برئاسة بلديات كبرى المدن التركية، العاصمة أنقرة واسطنبول، وغيرها من البلديات بعد منافسة ساخنة مع حزب “العدالة والتمنية” الحاكم.
وتستضيف تركيا نحو ثلاثة ملايين و618 ألفًا و624 لاجئًا، بحسب إحصائية رسمة نشرتها إدارة الهجرة التركية.