ازدياد حالات الطلاق في سوريا.. فما هي الأسباب وراء طلب الطلاق بين المتزوجين؟ (فيديو)
خاص – الوسيلة:
تزداد حالات الطـلاق في المجتمع السوري بشكل غير مسبوق خلال الحـرب وما قبلها ما جعل بعض الزيجات تستمر لبضعة أشهر فقط وبعضها الآخر يستمر لأيام معدودة ويحصل التفريق بين المتزوجين.
الأمر الذي ساهم بتضاعف حالات التدهور النفسي والاجتماعي والتفكك الأسري الذي يخلفه الطلاق وسط تعدد الأسباب المؤدية له في سوريا وبروز أسباب جديدة لم تكن موجودة قبل عصر الإنترنت والعولمة.
ما هي أبرز أسباب الطلاق؟
كشف مصدر قضائي سوري مطلع بحسب ما رصدت الوسيلة عن ارتفاع كبير في عدد حالات الطلاق واستمرار تلك الحالات في ظل أسباب عديدة أهمها الحرب وغياب الزوج عن المنزل وبالتالي تقصيره في أداء واجباته تجاه زوجته إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والواتس أب.
التقصير المادي للزوج:
وأوضح المصدر القضائي لوسائل إعلام موالية أن تقصير الزوج مادياً وانشغاله عن زوجته أحد الأسباب البارزة في يومنا هذا.
وبين المصدر القضائي أن غياب الزوج لفترات طويلة عن المنزل ذكر القاضي الشرعي الأول في حماة مصطفى عبد اللطيف يجعله ينسى أو حتى يتناسى أواصر الود والمحبة ما يجعله يلجأ لأمور غير أخلاقية وسلوك طرق ملتوية بعيداً عن المنزل.
وأشار المصدر القضائي أن هذا السبب يحصل بنسبة 50% من حالات الطلاق، خاصة من قبل سائقي السيارات وتكاسي الأجرة تحديداً.
الخيانات الزوجية:
واتهم المصدر القضائي مواقع التواصل الاجتماعي وأهمها الفيسبوك والواتس أب بالتسبب في كثير من حالات الخيانات الزوجية وبالتالي تفريق وطلاق بين الأزواج.
وأكد المصدر ذاته أن نسبة الطلاق جراء الخيانات الزوجية عن طريق الإنترنت بلغت نحو 30%.
وحذر المصدر القضائي السوري من خطورة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لغير الأغراض التي وجدت لأجلها داعياً إلى التنبه من قدرة تلك المواقع على هدم الروابط الأسرية.
تدخل الحموات في حياة الزوجين:
يؤدي التدخل المستمر للحموات في شؤون وحياة أولادهن إلى حدوث التفكك الأسري والطلاق وفق ما ذكر المصدر القضائي.
وأضاف أن: الحموات لا يتركن فرصة للأزواج كي يستقلوا في حياتهم الشخصية ما يحدث مشكلات بين الأزواج ونفور بينهما .
وكانت نسبة 20% من حالات الطلاق في المجتمع بسبب هذا السبب.
بالأرقام.. عدد حالات الطلاق:
وبحسب المصدر القضائي فقد زادت نسبة الطلاق في سوريا مقارنةً بين سنوات الحرب وما قبلها
كما أن نسبة الطلاق في عام 2018 بلغت 40 ألف حالة، معظمها في دمشق وريفها وفق ذات المصدر
وكان ربع هذه الحالات قد وقعت بسبب غياب الزوج فترة طويلة عن زوجته لأسباب أمنية ما يدفع الزوجة لطلب خلع الزوج.
كما نوه المصدر إلى أن العديد من حالات الطلاق وقعت لخلافات عائلية وكانت بنسبة 75%
تردي الأوضاع المادية يزيد حالات الطلاق:
ويرجع أخصائيون نفسانيون واجتماعيون سبب ازدياد حالات الطلاق إلى الأوضاع المادية “المزري” للعائلات السورية وصعوبة تأمين احتياجات الزوجة والأولاد.
ويرى الأخصائيون أن ما يتعرض له الزوجان من ضغوط نفسية ومادية أدت إلى انعدام الصبر بين الزوجين وفقدان الأمل بالتئام العلاقة بينهما من جديد.
ويوضح الأخصائيون الاجتماعيون أن الزوجة لم تعد قادرة على تحمل فقر زوجها وضيق حاله مادياً، فيما يسعى الزوج إلى الطلاق للتنصل من المسؤولية والابتعاد عن ضائقات أخرى تزيد معاناته في ظل الواقع الاقتصادي الصعب.
وتجدر الإشارة إلى أن 83% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر بسبب “الحرب المندلعة منذ العام 2011” وفق دراسة أجرتها الأمم المتحدة منتصف عام 2016.