شيخ دمشقي يكشف عن آخر كلمات قالها الشيخ فتحي صافي.. ما علاقة شباب الشام؟
خاص – الوسيلة:
أكد الشيخ محمد وائل الحنبلي أن الشيخ فتحي صافي تعهد في آخر أيامه ألا يترك شباب الشام تنخدع بالتشيع أو تذهب للتسيب وأنه ماض في تعليمهم وهديهم إلى الله.
وقال الشيخ الحنبلي في منشور له عبر صفحته في الفيسبوك بحسب ما رصدت الوسيلة: “قال في آخر أيامِه: لن أتركَ شبابَ الشامِ تَنخدع بالتشيُّع أو تَذهب للتسيُّب، وسأَبقى أُعلِّم وأدلُّ على الله تعالى، وهذا ما كان”.
كما كشف الحنبلي عن مضمون وصية كتبها الشيخ المرحوم فتحي صافي بخط يده داعياً إياه لطلب العلم حتى الرمق الأخير في حياته والزهد في الحياة الدنيا بالابتعاد عن ملذاتها.
وجاء في وصية صافي للشيخ الحنبلي المكتوبة بتاريخ 20 من ذي الحجة عام 1416 هـ بحسب ما رصدت الوسيلة: أوصيك بما أوصي به نفسي, اتق الله في السر والعلانية واطلب العلم حتى آخر رمق في حياتك حتى تلقى الله وأنت طالب علم”.
وذكر صافي بحسب وصيته إلى الشيخ مثالاً عن ملذات الدنيا والضعف أمامها, مضيفاً: “واعلم يا أخي لو أن طالباً أعطي أوراق الأسئلة قبل الامتحان فنجاحه مؤكد فلماذا لا تنجح وأسئلة يوم القيامة معك منذ الآن”.
ودعا صافي في وصيته للشيخ الحنبلي أن يهجر الدنيا ويلتفت لليوم الآخر كي ينجو مستشهداً بحديث العلماء حول قصة الرجل في البئر وقرص العسل.
ورأى الحنبلي أن ما كلُّ ما يُعلم يقال، وعلى الله الاتكال, في إشارة تلميحية لوجود معلومات مخفية لم تظهر إلى العلن حول موقف الشيخ فتحي صافي من الغزو الشيعي الإيراني للعاصمة دمشق وتصرفات الشيعة وممارساتهم بحق أهل الشام.
وعن شهادته بالشيخ صافي, أوضح الحنبلي قائلاً: “عرفتُه مذ أكثرَ مِن 25 عامًا عن قُرب، فرأيتُ رجلًا يعيش ليدعوَ إلى الله تعالى في أيِّ مكانٍ أقام فيه أو زاره”.
وأضاف الحنبلي: “عرفتُه عن قربٍ فوجدتُ فيه العالمَ الذي تعلَّم ليَعملَ ويُعلِّم، لا لِيأسرَ منبرًا أو يَكسبَ جاهًا، تلقى علومَه الشرعية على بعض شيوخ وعلماء حي الصالحية”.
وبين الشيخ الحنبلي قائلاً: “كنتُ تلك الأيامَ شابًّا في بداية طريق العِلم والدعوةِ إلى الله تعالى، أَجتمع به في مغارةِ الدَّم بجبل قاسيون، فكان يقول لي: (إنت جبلي الشباب لهون، واترك الباقي عليَّ)، فكنتُ أصطحب معي بعضَ زملائي في الثانوية لعندِه، فما أنْ يَسمعوا كلامَه إلا وهدايةُ الله تُلامِسُ قلوبَهم” …
وحول إبعاده عن دعوة الشباب وتعليمهم, كشف الحنبلي قائلاً: “حدَّثني عن التضيق والحسد الذي تَعرَّض له مِن البعض، وأنهم عيَّنوه إمامًا في مسجد مغارة الدَّم أعلى جبلِ قاسيون؛ إبعادًا له عن الدعوة والتعليم، فكان يقول: هم أَرادوا إبعادي فصارت الشبابُ تأتي لعندي”.
وأردف الحنبلي قائلاً: “أعجبني فيه عدمُ تَنطُّعِه بالفكِّر أو تَقعُّرِه بالكلام، لم يكن يُبدِّع ولا يُكفِّر، ولكنْ يَنصح ويُوجِّه، لم يكن يُفسِّقُ ويَحتقِر، ولكنْ يدعو بالهداية ويَدلُّ على الله تعالى”.
وعن الغاية من مؤلفاته من الكتب, أكد الحنبلي أن فتحي صافي “ألف بعضَ الكتبِ والرسائل، وأهداني بعضَها وقال لي: (أنا أَلَّفتُ هذه الكتبَ؛ لأني رأيتُ حاجةَ الناسِ لها، وليس ليُقال عني عالمٌ أو مؤلِّف)”.
وحول أحد المواقف التي رآها مع الشيخ صافي, أشار الحنبلي قائلاً: “رأيتُه ـ والله ـ في يومٍ مِن الأيام يَبكي على طلبةِ علمٍ، أُدخلوا أَقبيةَ التعذيبِ؛ بسبب وِشايةٍ مِن مدير مدرسة شرعية! وكان يقول: (ابتعد عن كلِّ عالمٍ منافقٍ، والزَم العلماءَ الصالحين)”.
وكانت وزارة أوقاف النظام السوري قد نعت بعد ظهر الخميس 2 أيار 2019 “الشيخ فتحي صافي” أحد رجال الدين الدمشقيين عن عمر ناهز الـ 65 عاماً, إثر معـ.اناة مع مرض عضـ.ال ألم به مؤخراً.
ونعى ابن الشيخ الخميس والده الشيخ فتحي صافي فقال: “لقد رحل والدي الشيخ فتحي صافي بعد صراع مع المرض”.
وبوفاة صافي ودعت جوامع دمشق داعية عرف بشخصيته المبتسمة وهو يحاول تقريب الناس ومتابعيه إلى الدين والمساجد عبر أسلوبه الفكاهي المرح.
وذاع صيت فتحي صافي عبر خطاباته الدعوية في الفترة الأخيرة وأسلوبه الدعابي الذي جذب الناس على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما نشر الداعية السوري المعروف محمد راتب النابلسي على صفحته الشخصية في الفيسبوك منشوراً نعى خلاله الشيخ فتحي صافي.
وقال النابلسي: “انتقل الى رحمته تعالى فضيلة الشيخ فتحي صافي إنا لله وإنا إليه راجعون”.
كما نعى دعاة وشيوخ وشخصيات سورية وعربية الشيخ فتحي صافي على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي معبرين عن حزنهم لفقد صاحب الابتسامة الدائمة ورجل الدين السوري.
وجاءت وفاة صافي قبل يوم من إعلان قناة “الإرث النبوي” أن الشيخ فتحي صافي سيقدم موسماً جديداً من برنامج “بريد القلوب” طيلة أيام شهر رمضان المبارك.
وسبق أن أعلن الشيخ فتحي صافي عن إصابته بمرض السرطان، مؤكداً أنه مؤمن بالله ويخاف الله لا السرطان.
وكانت الصفحة الرسمية لفضيلة الشيخ فتحي أحمد صافي على الفيس بوك قد نشرت تسجيلاً مصوراً قبل نحو شهر يظهر الشيخ فتحي صافي على فراش المرض، وبدت علامات التعب وسوء الصحة على وجهه.
وبحسب التسجيل فقد حيا صافي متابعيه ومحبيه، وحمد الله وشكره على نعمة الإيمان، ثم رفع سبابته إلى السماء وقال: “هو الشافي” فكانت آخر كلماته في ذلك التسجيل.
والجدير بالذكر أن الشيخ فتحي صافي من مواليد مدينة دمشق عام 1954م، تسلم الإمامة والخطابة في جامع مقام الأربعين، ثم جامع الحنابلة بدمشق، إضافة لإشرافه على حملاتٍ للحج والعمرة.
أهم مؤلفاته رحمه الله:
1ـ (التعليقات المرضيَّة على الأحكام الشرعيَّة في الأحوال الشخصيَّة).
وهو كتابٌ يتعلَّق بأحكامِ النكاحِ والطلاقِ والنَّسبِ والنَّفقة، كان الشيخ يحفظ هذه الأبحاثَ ويُتقِنها، بل عندَه أسلوبٌ فريدٌ في شرحها وإيصالها لعامَّةِ الناس.
2ـ (جبل الأربعين وأُسطورة مغارةِ الدَّم).
ألَّف الشيخُ رحمه الله هذه الرسالةَ لبيانِ كثيرٍ مِن الخرافات والبدع والأحاديثِ المنكرة حولَ هذا المكان.
ومغارةُ الدَّمِ مكانٌ أَوى إليه العبادُ والعلماءُ والصالحونَ منذ القرونٍ الأُولى، واختلَوا به واستسقوا وتعبَّدوا، ولكنْ مع الأسف انتشرتْ حولَه خرافاتٌ، فعالجها الشيخُ بأسلوبٍ علميٍّ هادئٍ.
وقد أهداني رحمه الله هذه الرسالةَ وقرأتُها عليه بتمامها، وأَرسل معي أيضًا نسخةً هديةً إلى شيخنا العلامةِ المفسِّر الأديب أحمد نصيب المحاميد رحمهما الله تعالى، وطَلَب مِن الشيخ أنْ يرسلَ له أيَّ ملاحظةٍ أو تنبيهٍ على الرسالة.
3ـ (أحكام الحيض والنفاس)
ألفها بأسلوبٍ معاصرٍ، وعباراتٍ سهلةٍ غيرِ معقَّدة؛ كي يُقرِّب هذه الأحكامَ إلى العامَّة.
4ـ (إرشاد الناس لما يَفعلونه بموتاهم مِن دفنٍ وتعزيةٍ وفقَ الشريعةِ الإسلامية).
أَورد فيه الشيخُ ما ورد في السُّنة مِن الأحاديث الصحيحة، وحذَّر الناسَ مِن الأفعال المخالفةِ التي لا أصلَ لها.
5ـ (سبيل الهدى والعمل)
رسالةٌ جمعها الشيخ ليَحثَّ الناسَ على الأفعال والأقوال المأثورة.
6ـ (تعليم الصلاة للصغار).
7ـ (الجانب المشرق من تجربتي في درعا).
أقام الشيخُ مدةً طويلةً بمدينة درعا يدعو الناسَ فيها إلى الله تعالى، ويُرشدهم لسُبل الخير والسُّنة، وجرتْ معه قصصٌ وأهوالٌ عجيبة، إلا أنه كَتَب ونَشَر الجانبَ المشرِق فقط!
8ـ (يا أسفي على الموالد كيف أصبحت).
رسالة تكلَّم الشيخُ عن فضيلة جمعِ الناسِ وإرشادِهم، وحذَّر مِن بعض الأفعال الذميمة التي ينبغي الابتعادُ عنها.
9ـ (شرح الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية).
شرح فيه رسالةَ العلامةِ طاهر الجزائري في العقيدة، وجعلها سهلةَ العبارة مُيسَّرةً.
10ـ (تعليقاتٌ وحواشٍ على متن نور الإيضاح) في الفقه.
11ـ (الدرة في أحكام الحج والعمرة).
12ـ (ما أكثر الضجيج وما أقلَّ الحجيج).
– شاهد أيضاً: