تركيا تودع “عدو أتاتورك” وأحد كواكب الدولة العثمانية في موكب مهيب.. فمن هو طربوش الوحدة التركية؟
خاص – الوسيلة:
ودعت تركيا في أول أيام شهر رمضان المبارك أحد كواكب ومعاصري الدولة العثمانية المؤرخ الشهير، قدير مصر أوغلو، عن عمر ناهز 86 عاماً بعد صـ.راع طويل مع المرض.
وبالرغم من محاربة العلمانيين الشديدة له واتهامه بالجنون وسجنه وتعذيبه إلا أن حشوداً هائلة شاركت في تشييع جنازة مصر أوغلو المعروف في تركيا باسم “عدو أتاتورك”.
كما ظل قدير مصر أوغلو رقماً صعباً لامتلاكه الوثائق النادرة التي تُكذّب الكثير من الأنباء الواردة في كتب التاريخ المزوّر ولعجز مؤرخي العلمانية والخصوم عن مناظرته أو الرد عليه.
انتقاد مصر أوغلو لمؤسس الدولة التركية
وجه انتقادات لاذعة لمؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
ولم يكتف بالانتقاد بل هاجم مصر أوغلو أتاتورك علانية من خلال كتاب ألفه عام 1964 بعنوان “معاهدة لوزان، انتصار أم خدمة؟!”.
ويرى أوغلو في كتابه أن “الأتراك هم من تخلوا عن قيادة المسلمين ورضوا بقطعة صغيرة من الأرض”.
كما أن مصر أوغلو فضح الأكاذيب التي يروجها الإنكليزي وعملاؤهم حول الأوضاع في المدينة المنورة في تلك الفترة، وأكد مرارا وتكرارا وبالأدلة والشواهد في كتبه أن الحصار الإنكليزي للمدينة هو الذي تسبب بموجة من الجوع والعطش لسكانها، لا سياسات فخر الدين باشا الذي عمل على حماية المدينة وشعبها من الحصار، فضلا عن مساعدته للمحتاجين بالمال والطعام
العرب لم يخونوا الدولة العثمانية
كانت مسألة حقيقة خيانة العرب للدولة العثمانية أبرز المسائل التي دافع فيها عن حقيقة ما يردده البعض نافياً بالبراهين الدامغة هذه الخيانة المزعومة جملة وتفصيلاً.
موقف مصر أوغلو
كما أن مواقفه وآراؤه السياسية تسببت له بالسجن لعدة مرات إضافة للنفي خارج تركيا ما اضطره للعيش مدة 11 سنة في ألمانيا وإنجلترا قبل أن يعود مرة أخرى إلى تركيا عام 1991 لمواصلة نشر مؤلفاته والاستمرار على النهج الذي نشأ عليه.
خسارة كبيرة لتركيا
وبوفاة مصر أوغلو خسرت تركيا علامة ومؤرخاً لطالما اهتم بتفنيد الأكاذيب التاريخية عن المسلمين عامة وخاصة عن فخر الدين باشا حامي المدينة المنورة في أواخر العهد العثماني، والذي
قدّم نموذجا بطوليا في الدفاع عن مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بوجه الأطماع الإنكليزية.
ترك إرثاً من المؤلفات والأبحاث:
ولعل عشرات المؤلفات والأبحاث في التاريخ واللغة العثمانية تشهد لمصر أوغلو بفكره النير ومحبته لتركيا ولشعبها.
ومن أبرز مؤلفاته: “حركة المسلمين السود في أمريكا”، دليل اللغة التركية الصحيحة”، “السلطان المظلوم.. عبد الحميد الثاني”، “قضية الموصل وأتراك العراق”، “مختصر التاريخ الإسلامي”، “مأساة فلسطين” وأعطى مئات الساعات من الندوات والمحاضرات، فعُرفه بأنه ذاك الباحث الذي أفنى عمره بكشف الحقائق التاريخية المخفية عن الناس.
عرف مصر أوغلو، المؤرخ والكاتب والشاعر والحقوقي والصحفي، بتخصصه في مجال التاريخ العثماني القديم والتاريخ التركي الحديث.
أتقن عدة لغات:
كان مصر أوغلو يجيد أربع لغات هي: اللغة العربية والفارسية والعثمانية والتركية، وألف العديد من الكتب التي تحدثت عن الحكم العثماني للعالم الإسلامي مع أردوغان
رافق قدير مصر أوغلو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العديد من محطات حياته وبقي متمسكاً بطربوشه رغم حظره من قبل القوى العلمانية ما دفع كتاب وصحفيين لإطلاق لقب “طربوش الوحدة التركية” عليه.
من هو قدير مصر أوغلو؟
ولد مصر أوغلو في 24 يناير عام 1933 بولاية طرابزون، شمالي تركيا، وأتم فيها دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية ثم انتقل إلى إسطنبول لاتمام دراسته الجامعية حيث درس الحقوق والتاريخ في جامعة اسطنبول عام 1954.