نائب عن حزب معارض يستحضر إلى الأذهان مشهد استفزاز رئيس تركي سابق للمسلمين في نهار رمضان.. ما علاقة أردوغان؟
ترجمة وتحرير الوسيلة:
استحضر النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض طوفان كوسي، إلى الأذهان ما فعله الرئيس العاشر للجمهورية التركية أحمد نجدت سيزر عندما شرب الماء على مرأى الشعب في نهار شهر رمضان المبارك.
وبحسب ما ترجمت الوسيلة عن صحيفة يني عقد التركية فإن الحركة التي قام بها النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض طوفان كوسي خلال جلسة مناقشات البرلمان التركي يوم أمس قد استحضرت إلى الأذهان حركة مشابهة في السنوات الماضية.
وأوضحت الصحيفة التركية أنه وفق ما هو معروف, فإن أحمد نجدت سيزر الرئيس العاشر لتركيا بين أعوام 2000 و2007 كان قد شرب الماء على مرأى الأمة في قصر تشان كايا الرئاسي في نهار شهر رمضان المبارك بعد توليه وظيفته الرئاسية.
وأكدت الصحيفة التركية أن تلك المشاهد لا تزال محفوظة في الذاكرة.
ورأت الصحيفة التركية أن النائب عن حزب الشعب الجمهوري بحركته تلك يمثل نفس عقلية نظيره سيزر ما يعني أنه منذ 12 عاماً لم يتغير أي شيء أبداً.
كما تداولت مواقع وحسابات مغردين أتراك صورة قديمة للرئيس العاشر للجمهورية التركية أحمد نجدت سيزر تعود لشهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2003.
وبحسب الصورة التي حصلت عليها الوسيلة يظهر الرئيس السابق أحمد نجدت سيزر وهو يشرب الماء في نهار رمضان أمام رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان لعلمه أن الأخير صائم في تلك الأيام.
وجاء هذا التصرف من سيزر مقصوداً نظراً لمشاعر الكراهية والعنصرية التي يملكها ضد تيار الإسلام ورفضه لترشح أردوغان لرئاسة الوزراء آنذاك وتحذيره من خطر حزب العدالة والتنمية على العلمانية التركية.
وكان طوفان كوسي قد شرب الماء الخميس 4 رمضان الجاري أثناء اعتراضه على قرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة انتخابات اسطنبول، الماء، وأكمل حديثه عن القرار الذي اتخذته اللجنة بعد وضعه الكأس.
وانتقد النائب عن حزب العدالة والتنمية عمران كيليج ما فعله طوفان كوسي بحسب ما رصد موقع الوسيلة معتبراً أن شربه للماء فيه قلة احترام لشهر رمضان المبارك.
وأضاف نائب حزب العدالة والتنمية “احترم شهر رمضان، تركيا دولة مسلمة”، وجاء ذلك خلال جلسة البرلمان التركي الأربعاء 8 مايو 2019.
فأجاب النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، توما اتشيلك، مدافعاً عن نائب “الشعب الجمهوري” تركيا ليست مسلمة، هنا تركيا العلمانية، وأنا لست مسلما”.
الأمر الذي دعا نواب حزب العدالة والتنمية ومناصروه لاعتبار ما حصل استفزاز واضح للمسلمين خلال نهار رمضان المبارك.
وجاءت المشادة الكلامية داخل البرلمان على خلفية قرار اللجنة العليا للانتخابات إعادة انتخابات بلدية اسطنبول بسبب التلاعب والتزوير الذي جرى في 31 آذار الماضي.
ورأى نواب حزب العدالة والتنمية ومناصروه بأن ما حصل من شرب الماء في نهار رمضان استفزاز واضح للمسلمين خلال نهار رمضان.
ويوم الاثنين 6 مايو/أيار 2019، قررت اللجنة العليا للانتخابات إلغاء انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، وإعادة إجرائها في 23 يونيو/حزيران المقبل.
يمتاز الرئيس العاشر للجمهورية التركية، “أحمد نجدت سيزر” بخلفيته العلمانية المتمثلة بالعصبية الشديدة لدرجه صراحته بإطلاق تحذيرات للجيش من حزب العدالة والتنمية الحزب الحاكم منذ ذلك الوقت وحتى اليوم.
من هو أحمد نجدت سيزر؟
وأحمد نجدت سيزر من مواليد مدينة أفيون عام 1941
هو سياسي من أصول شركسية وهو رئيس الجمهورية التركية الأسبق.
تولى الرئاسة من 16 مايو 2000 إلى 28 أغسطس 2007، وتخرج من جامعة أنقرة كلية القانون في عام 1962 وبدأ مسيرته كقاضٍ في أنقرة ثم حصل على ماجستير في القانون المدني من كلية القانون في جامعة أنقرة في عام 1978.
في عام 1964 تزوج من سمرة هانم وله ثلاثة أولاد.
لم يكن تولي أردوغان خلفا لسيزار أمرا يسيرا،
فقد ظلّت معادلة العلاقة الصعبة بين قيادات الجيش التركية (العلمانية) والتيارات الإسلامية تنتهي دوما – منذ إلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924 – بقيام الجيش بانقلاب عسكري (كما حدث أعوام 1960، 1971، 1980).
وقد تحسّنت هذه المعادلة نسبيا منذ انتخابات 1996 عقب وصول حزب (الرفاه) الإسلامي للسلطة وتولي نجم الدين أربكان رئاسة الوزراء لأول مرة، وتحسنت أكثر وأكثر عقب وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة عام 2002، وقيامه بتعديلات دستورية – بدعم من الاتحاد الأوروبي – لتقليص سلطة الجيش ضمن خطوات الانتقال للديمقراطية.
سارع الرئيس التركي العلماني أحمد نجدت سيزر إلى التحريض ضد ترشيح رجب طيب أردوغان.
وقال سيزر الذي انتهت ولايته الرئاسية في 16 مايو 2007: إن “النظام العلماني في تركيا يواجه أكبر خطر منذ تأسيس الجمهورية عام 1923″.
كما بث سموم تحريضه للجيش التركي في كلمة بالأكاديمية الحربية قائلاً: إنه يعتقد أن هناك حملة مستمرة للإضرار بالقوات المسلحة.
الفشل في اختيار رئيس
وربما هذه التخوفات التي أطلقها سيزار وقتها، هي السبب في بقائه في منصبه 16 مايو 2007 على الرغم من انتهاء مدة ولايته القانونية نظرا لفشل البرلمان في انتخاب من يخلفه، وذلك منذ إنشاء الجمهورية التركية عام 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك بعد تفكك “دولة الخلافة العثمانية”.
وكان من المفترض أن يتسلم وقتها الرئيس الجديد منصبه خلفا لسيزار لكن هذا لم يحدث الإ بعد شهرين، ليسجل التاريخ السياسي في تركيا هذا اليوم على أنها المرة الأولى التي تعجز فيها البلاد عن انتخاب رئيسها في الموعد المحدد.
كراهية سيزر للتيار الإسلامي جعلته يرفض الذهاب إلى مركز التصويت لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، حتى إن أعضاء حزب الشعب الجمهوري، فشلوا بعد محاولات عديدة، بإقناع “سيزر” بالذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت لـ”أكمل الدين إحسان أوغلو”.
ما دفع محللين للتأكيد بأن خلفية “إحسان أوغلو” الإسلامية كان لها التأثير الأكبر في رفض “سيزر” التصويت له.
مخالفة الجيش
عرف سيزر بمعاكسة الجيشَ مرتين، في الأولى رفض أن يصادق على المرسوم الحكومي الخاص بإقصاء موظفي الدولة المشتبه بعلاقات تجمعهم بالجماعات الدينية و”الانفصالية” أي الكردية.
وكان ردّه على الجيش، ومن بعده على الحكومة، أن مسألة كهذه تستلزم قانونا لا مرسوما.
فهي، على هذا النحو، تخالف الدستور وتتعارض مع حقوق الإنسان، خصوصا أنها تؤدي إلى طرد آلاف الموظفين من دون محاكمة، بهذا أعاد رئيس الجمهورية الاعتبار للبرلمان مطالبا بإصداره قانون يخصّ الموظفين.
أما في الثانية، فدار الخلاف حول النظام الضريبي، فالبنك الدولي طلب من أنقرة أن تغيّر هذا النظام بسرعة كي يستطيع إقراضها، إبان مؤتمر براغ، 5.2 بليون دولار.