في ظهور جديد.. الجولاني يدعو الفصائل الموالية لأنقرة بالتحرك واتخاذ هذه الخطوة.. وهذا ما طلبه من المدنيين!
متابعة الوسيلة:
دعا القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني، فصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة إلى فتح جبهات قتال جديدة مع قوات الأسد للتخفيف عن جبهات إدلب وحماة، مطالباً الأهالي بحفر ملاجئ تأويهم وتحميهم من القصف بدلاً من النزوح.
وقال الجولاني في ظهور هو الثالث نشرته الهيئة على تطبيق “تلغرام” ورصدته الوسيلة: “بعض الفصائل الموجودة في درع الفرات والمنطقة هناك، بإمكانهم أن يخففوا علينا ويفتحوا جبهة على حلب مثلاً”.
ولفت الجولاني إلى أن فتح جبهات جديدة يشتت النظام ويصب في صالح المعارضة.
وأضاف الجولاني: “لديهم محاور مع النظام، وتشتيت العدو وفتح أكثر من محور يصب في صالحنا”.
يشار إلى أن فصائل معارضة بدعم تركي سيطرت على المناطق المعروفة بـ”درع الفرات” وغصن الزيتون في ريف حلب الشمالي تمتد من جرابلس في الريف الشمالي الشرقي إلى عفرين في الريف الشمالي الغربي.
ورأى الجولاني أن هدف قوات النظام السوري من خلال تكثيف عملها العسكري هو “تهجير” المدنيين.
ودعا زعيم هيئة تحرير الشام الأهالي في المنطقة إلى اتباع أسلوب جديد في التصدي لحرب النظام السوري ضد السكان.
واقترح الجولاني حفر ملاجئ للتحصن من ضربات قوات النظام التي تستهدف المدنيين.
وتابع الجولاني:”يجب أن تكون ثقافة جديدة في المنطقة، كل عائلة، كل مجموعة عوائل… تستطيع أن تحفر مكانها وتتحصن فيه كملجأ”.
وأردف الجولاني قائلاً: “يجب أن نتساعد كفصائل، كحكومة (في إدلب)، كدفاع مدني لحفر ملاجئ للناس”.
واستدرك الجولاني فقال: “إذا صارت معركة في مدينة إدلب على سبيل المثال، هناك 700 ألف مدني، تخرج كل مدينة إدلب؟ أما إذا توفرت كل هذه الملاجئ (…) تتشبث الناس في أرضها”.
وكانت قوات الأسد قد سيطرت في الأيام الماضية على عدة مناطق من يد فصائل المعارضة في ريف حماة، أبرزها بلدة كفرنبودة وقلعة المضيق في الريف الغربي وصولًا إلى بلدة الحويز في سهل الغاب.
ورغم تقدمها إلا أنها لاقت تصد كبير من فصائل المعارضة، والتي اتجهت إلى استخدام الصواريخ المضادة للدروع لعرقلة تقدم الآليات والدبابات.
وكانت تركيا توصلت إلى اتفاق مع روسيا في سوتشي، في 17 من أيلول الماضي، يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام في إدلب.
المنطقة بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وينص الاتفاق على انسحاب الفصائل الراديكالية من المنطقة المتفق عليها.
كما وثق فريق “منسقو الاستجابة” مقتل 455 مدنيًا بينهم 139 طفلًا وطفلة، موزعين على المناطق: إدلب 334 مدنيًا بينهم 113 طفلًا، حماة 108 مدنيين بينهم 22 طفلًا، وحلب 11 مدنيًا بينهم ثلاثة أطفال، واللاذقية مدنيان بينهم طفل، وذلك منذ 2 من شباط وحتى 13 من أيار الحالي.
كما وثق نزوح 41814 عائلة (260503 أشخاص)، منذ 29 من نيسان وحتى 13 من أيار، جراء التصعيد العسكري على المنطقة.
وبدأت تركيا، التي تعتبر الدولة الضامنة لاتفاق سوتشي مع روسيا، خلال الأسبوع الماضي بالتحرك سياسيًا لإيقاف الحملة العسكرية، عبر اتصالات بين رؤساء وزراء دفاع روسيا وتركيا.
وسبق أن ظهر القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني في تسجيل نشره الإعلامي المقرب من “الهيئة”، طاهر العمر، عبر قناته في “تلغرام”، اليوم الأحد 12 من أيار، وفق ما رصدت الوسيلة على جبهات ريف حماة وفوقهما مروحيات النظام.
وأكد الجولاني حينها أن الحملة العسكرية التي أعلنتها قوات الأسد وروسيا هي نتاج لفشل المؤتمرات السياسية ومحاولة الخداع التي يحضر لها للالتفاف على الثورة السورية في مؤتمرات أستانة وسوتشي.
وقال الجولاني: إن الروس قرروا بعد فشل المؤتمرات العمل العسكري التي كانت “الهيئة” تتوقعه.
ورأى الجولاني أن المؤتمرات السياسية لن ينتج عنها حل وهي مجرد التفاف على الثورة وسلب مقدراتها.
وجاء ظهور الجولاني بعد حملة قصف جوي وصاروخي مكثفة شنتها قوات الأسد بدعم روسي على جبهات ريفي إدلب وحماة ما أسفر عن سيطرة قوات الأسد على عدد من القرى والبلدات وصولاً إلى تخوم محافظة إدلب.
وتعليقاً على تبرير روسيا القصف بأنه يأتي ردًا على قصف قاعدة حميميم من قبل مقاتلي الهيئة، أوضح الجولاني أن “القيادة الروسية تبحث عن حجج تبرر من خلالها قتل الأطفال وتدمير المشافي والمدارس، إذ في الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص والأحياء الشرقية في حلب لم يكن هناك صواريخ ترمى على حميميم، ومع ذلك قام سلاح الجو الروسي بقصف المناطق وتدمير المؤسسات المدنية”.
وأضاف الجولاني أن “قاعدة حميميم بالأساس هي ليست قاعدة سلام وإنما أتت لقصف المدنيين، وقصفها من قبل الجبهة هي ردة فعل ومن حق الفصائل”.
ودعا قائد هيئة تحرير الشام روسيا إلى التوقف عن دعم النظام السوري وقتل المدنيين، إذا أرادت أن يتوقف القصف على حميميم.
واستهدف فوج المدفعية والصواريخ في الهيئة مطار حميميم بـ 35 صاروخ غراد وفق ما صرح مصدر عسكري لوكالة “إباء”، الخميس 2 من أيار الحالي.
في المقابل توعد وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، الأربعاء الماضي، هيئة تحرير الشام بتلقي رد قوي نتيحة قصفها لقاعدة حميميم.
كما وجهت انتقادات لـ “هيئة تحرير الشام” بالانسحاب من هذه المناطق في بداية المعارك وعدم وضع ثقلها العسكري، وخاصة كفرنبودة بريف حماة الشمالي الغربي.
ورد الجولاني على الانتقادات الموجهة للهيئة بالقول: إن “الهيئة أرسلت قوات كثيرة ومؤازرات متعددة إلى الجبهات، ووزعت عناصرها بحيث لا تستدرج كل القوى إلى موضع واحد، مع بقاء أعينها منفتحة على الجبهات الأخرى خشية فتح جبهات من قبل روسيا وإيران”.
واستدرك الجولاني قائلاً: ” إن “هيئة تحرير الشام” تعمل بقدر استطاعتها وطاقتها”.
وحول ما ذكر عن منع مقاتلي الفصائل من الوصول إلى الجبهات، أشار الجولاني إلى أنه “في كل يوم نشاهد توافد أعدادًا جديدة من المجاهدين للجبهات، وهذه المحنة كانت منحة من الله، لأنها جمعت وألفت بين قلوب المجاهدين، والكل يقف في صف واحد وتوجهت البندقية باتجاه الصحيح”.
وأضاف أن “الهيئة” تمد يدها وترحب بأي شخص يريد الدفاع عن المنطقة، وتستقبله ولا مانع من ذلك، مشيرًا إلى أنه خلال اليومين الماضيين التحقت الكثير من الفصائل والمجموعات للدفاع عن المنطقة.