خـلافات بين روسيا وإيران وبشار الأسد اختار شريكه في سوريا
متابعة الوسيلة:
أكد موقع “جيوبوليتيكال فيوتشرز” الأميركي تحوّل روسيا وإيران من بلديْن شريكيْن إلى منافسيْن مع اقتراب النزاع من نهايته، معيداً السبب إلى عدم امتلاكهما “رؤية مشتركة” لمرحلة ما بعد الحرب.
وانطلق الموقع في تقرير ترجمه موقع لبنان 24 ورصدته الوسيلة من تباين الأهداف الروسية والإيرانية في سوريا.
وبين الموقع في تقريره أنّ موسكو قررت دعم رأس النظام السوري بشار الأسد، لإقامة موطئ قدم في الشرق الأوسط وتحدّي- بصورة محدودة- الدور الأميركي، وحماية قاعدتها البحرية في طرطوس. من جهة، وحرصاً منها على عدم دخول المنطقة في حرب من شأنها أن تهدد استقرار القوى الإقليمية (إيران وتركيا والسعودية) وتوسعها لتشمل القوقاز، من جهة ثانية.
وأشار الموقع إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتاج إلى صرف انتباه الشعب الروسي عن تردي الأوضاع الاقتصادية، قائلاً إنّ الحرب السورية أتاحت له ذلك.
وحول الأهداف الإيرانية، اعتبر الموقع أنّها سعت إلى توسيع نطاق نفوذها عبر شق “ممر بري” يربط إيران بالعراق وسوريا وبيروت، ما من شأنه أن يمكّنها من الاتصال بالمتوسط بشكل مباشر وبلبنان، وبالتالي تسهيل عملية دعم المجموعات التي تدعمها وتشكيل تحدٍ وجودي بالنسبة إلى إسرائيل والسعودية وتركيا.
ورأى الموقع أن روسيا سعت إلى ممارسة نفوذها في دمشق عبر دعم الأسد وجيش النظام، إذ تريد موسكو أن تبقى سوريا مستقلة بقدر المستطاع وأن تتفادى الانزلاق إلى دائرة نفوذ قوى إقليمية مثل تركيا وإيران.
وفي موازاة ذلك، أوضح الموقع أنّ إيران عمدت إلى إرسال عناصر من “فيلق القدس” إلى سوريا وتدريب وتزويد المجموعات التي تدعمها وبناء علاقات متينة مع الزعماء المحليين.
وفي السياق، أكد الموقع إنّ الأسد أبدى استعداداً أكبر خلال الحرب للسماح للقوات الإيرانية بدعم المقاتلين الذين قاتلوا إلى جانب جيش النظام السوري.
واستدرك الموقع بأنّه لا يريد اليوم بأن تكون علاقة هؤلاء المقاتلين بطهران أقوى بالمقارنة مع نظام دمشق.
إلى ذلك، استبعد الموقع تخلي إيران عن علاقاتها بالمقاتلين السوريين هؤلاء بسهولة، نظراً إلى أنّها تمثّل جزءاً أساسياً من الاستراتيجية التي تتبعها لممارسة نفوذها على الأسد.
ووفقاً لما سبق فقد نوه الموقع إلى الخلافات الروسية-الإيرانية، المتمثلة بالمواجهات الأخيرة بين المجموعات التي يدعمها كل منهما وعن الاتهامات الإيرانية لروسيا بالتعاون مع إسرائيل والشائعات التي تحدّثت الشهر الفائت عن محاولة روسيا تحييد ماهر الأسد، الذي يعتبره البعض موالياً لإيران.
كما اعتبر الموقع أنّ النظام السوري يميل أكثر إلى روسيا، وذلك بسبب تأييد إيران هيكلية عسكرية لامركزية في سوريا، ما من شأنه أن يمثّل تحدّياً بالنسبة إلى الأسد، على حدّ تحليل الموقع.
وأظهر الموقع أنّ نظام الأسد يراجع المناهج المدرسية من أجل تصوير روسيا بشكل أكثر إيجابية بالمقارنة مع إيران، إذ بدأت تعلّم اللغة الروسية في المدارس.
ويستنتج الموقع وفق المعطيات المتوفرة أنّ الحرب السورية أفرزت شراكات غريبة، مفترضاً ألاً تدوم لفترة طويلة.