أميركا تسعى لتحقيق 3 أهداف بسوريا.. هل تشمل رحيل بشار الأسد؟
تسعى الإدارة الأميركية حالياً إلى تحقيق ثلاثة أهداف بسوريا، على رأسها ضمان عدم عودة “داعش”، ومـ.واجهة النفوذ الإيراني، وذلك من خلال 10 إجراءات عسكرية وسياسية، وفق ما نقلت مصادر رفيعة لصحيفة عربية.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” في عددها الصادر اليوم الخميس، عن مصادر مطلعة، أن الخطة التي تتبناها واشنطن إزاء سوريا تتضمن خطوات تنفيذية، بينها البقاء في شمال شرقي سوريا، والتنسيق مع دول أوروبية بحيث يكون الانسحاب الأميركي وتقليص عدد الألفي جندي متزامناً مع نشر قوات أوروبية بما يمنع إيران من ملء الفراغ، إضافةً إلى دعم الحملة “الإسرائيلية” في ضرب مواقع إيران و”حزب الله” لضمان الالتزام بـ”الخطوط الحمر” في سوريا.
وفيما لا تشمل الخطة الأميركية السعي لإسقاط نظام الأسد بشكل مباشر، فإن الخطة تضمنت التنسيق مع أوروبا لفرض عقوبات اقتصادية على حكومة نظام الأسد ومؤسساتها وشخصيات مقربة منها، وعرقلة التطبيع العربي الثنائي والجماعي، وتجميد إعمار سوريا، وفرض عقوبات على رجال أعمال سوريين منخرطين في مشاريع الإعمار، وتوجيه ضربات مركّزة إلى مواقع سورية تابعة للنظام في حال استعمال السلاح الكيماوي، واعتبار الكلور سلاحاً كيماوياً.
وتعكف وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتين حالياً على استقصاء ما إن كانت قوات الأسد قد قصفت بلدة “كبينة” بريف اللاذقية الشمالي بمواد كيماوية منذ ثلاثة أيام، وهو ما ترجحه واشنطن وحلفاء غربيون على رأسهم بريطانيا، مهددين بـ”رد سريع ومحدد” على استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي مجدداً.
وفي رسالة رفعها 400 عضو من مجلس النواب والشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين إلى الرئيس دونالد ترمب لإقرار “استراتيجية جديدة” حول سوريا، تبين مدى تراجع الاهتمام بالشأن الداخلي السوري، بل إن الرسالة التي تقع في ثلاث صفحات خلت من أي إشارة إلى القرار 2254 أو الحل السياسي. وجاء في الرسالة: “يتسم الصراع السوري بدرجة كبيرة من التعقيد، كما أن الحلول المحتملة المطروحة لا تتسم بالمثالية، ما يبقي خيارنا الوحيد هو تعزيز السياسات التي من شأنها الحد من التهديدات المتصاعدة ضد مصالح الولايات المتحدة، وإسرائيل، والأمن والاستقرار على الصعيد الإقليمي في المنطقة، وتتطلب هذه الاستراتيجية توافر القيادة الأميركية الحازمة… مع التهديدات التي يجابهها بعض من أوثق حلفائنا في المنطقة”.
وركزت رسالة الكونغرس على أربعة تهديدات، هي: “الإرهاب” متمثلاً بداعش والقاعدة، وفق الرسالة.
أما التهديدات الثلاثة الأخرى فهي: إيران وروسيا و”حزب الله”.
وعلى الرغم من التصعيد العسكري في شمال غرب سوريا، والاحتقان شرق الفرات، يواصل المبعوث الدولي غير بيدرسون مساعيه لإبقاء عجلة البحث عن تسوية سياسية من بوابة مسار جنيف عبر تشكيل لجنة دستورية والاتفاق على قواعد العمل وتقديم مقاربة شاملة لتنفيذ القرار 2254، وحاول بيدرسون البناء على ذلك عبر اقتراح تشكيل منصة جديدة تجمع “ضامني آستانة” (روسيا وإيران وتركيا) مع “المجموعة الصغيرة” التي تضم أميركا وبريطانيا وفرنسا ودولاً عربية والصين.
إلا أن اللاعبين الدوليين والإقليميين يعتقدون بضرورة ترك المسار السياسي حياً إلى حين نضوج المحاصصة الخارجية في المسرح السوري المرتبط أصلاً بعلاقات استراتيجية أكبر بين اللاعبين، إذ تسعى روسيا إلى توسيع مكاسبها على حساب “حليفتها” إيران المهددة بالطرد من سوريا، وكذلك تسعى الولايات المتحدة لتحقيق حضور أكبر بوجود أقل من خلال دعم وترسيخ حلفائها المحليين على المدى المتوسط، مع سعي تركيا لتحصيل أكبر حضور ممكن شرقي الفرات.
-حرية برس.