هكذا أفشلت قوات المعارضة خطة روسيا شمالي سوريا.. ماعلاقة تركيا؟
لا يبدو أن الماء البارد الذي سعت روسيا دبلوماسيا لسكبه على صفيح شمالي سوريا الساخن من خلال فرض هدنة عاجلة تُمكّن قوات النظام من تثبيت سيطرتها في قرى حماة، كافياً لإطفاء غضب أنقرة المتصاعد وامتـ.صاص ردة فعل فصائل المعارضة المسـ.لحة التي تخوض حربا وجودية في معقلها الأخير.
فالمعارضة المكتفية منذ بدء الحملة العسكرية مطلع مايو/أيار الجاري بصد أعنف هجوم للنظام السوري المدعوم جويا من روسيا في جبهات امتدت من اللاذقية غربا حتى حدود إدلب من الجهة الشرقية، أعلنت توحدها في غرفة عملية مشتركة بعد اجتماعات مطولة ضمت ممثلين عن جل الفصائل، وتهدف هذه الخطوة لاسترداد مناطق خسرتها بريف حماة الشمالي.
وقد أعلنت المعارضة فجر الأربعاء الماضي استعادة السيطرة على بلدة كفر نبودة وقرية الحماميات وتل هواش الإستراتيجي بريف حماة، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وحلفائها، تخللتها مئات الغارات الجوية من مقاتلات روسيا على مناطق سيطرة المعارضة.
الوضع الميداني
وبثت شبكة إباء التابعة لهيئة تحرير الشام صورا لأربعة جنود من قوات النظام، أحدهم ضابط برتبة عقيد في مليشيا ما تعرف بـ”قوات النمر” بقيادة العقيد سهيل الحسن، قالت إنها أسرتهم خلال المعركة داخل بلدة كفر نبودة.
وأشارت إباء إلى أن حصيلة قتلى وجرحى قوات النظام خلال المعارك الدائرة على جبهات حماة واللاذقية بلغت 150 عنصرا وضابطا، وقال المتحدث باسم الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام أبو خالد الشامي “إن أكثر من 400 جندي، بينهم عشرة ضباط من قوات النخبة في جيش النظام، لقوا مصرعهم على يد الفصائل المقاتلة منذ بدء الحملة العسكرية على الشمال السوري”.
وأوضح في تصريح خاص للجزيرة نت “لا تقتصر أهدافنا على تحرير ما خسرناه مؤخراً بريف حماة، بل ستتواصل المعارك لتحرير مناطق جديدة من قبضة الاحتلال الروسي والنظام السوري”.
ووفق الشامي، أسهمت الحملة العسكرية على الشمال السوري في توحد جل الفصائل العاملة في الشمال بغرفة عمليات مركزية واحدة تدير المعركة، ورحّب “بإرسال الجيش الوطني التابع للجيش الحر تعزيزات عسكرية للدفاع عن حصن الثورة الأخير”.
بدوره قال القائد الميداني في الجبهة الوطنية للتحرير النقيب أبو علي إن “الفصائل المقاتلة بجميع مسمياتها أفشلت خطة روسية تهدف للسيطرة على جسر مدينة جسر الشغور الواصلة بين محافظتي إدلب واللاذقية”، مرجحا أن تواصل قوات النظام هجماتها في ريف اللاذقية الشمالي مستخدمة كافة أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيميائية، بغية السيطرة على الشريط الحدودي مع تركيا.
وأكدت مصادر طبية في ريف اللاذقية للجزيرة نت استخدام النظام غاز الكلور السام في قصف منطقة “الكبانية” الأسبوع الماضي، مما أسفر عن إصابة أربعة مقاتلين من المعارضة بحالات اختناق.
تعزيزات الجيش الحر
التقدم الذي أحرزته قوات النظام في قلعة المضيق بسهل الغاب وقرى أخرى بريف حماة الغربي، دفعت الجيش السوري الحر لإرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظتي إدلب وحماة، على الرغم من الخلافات الحادة مع هيئة تحرير الشام.
وكشف القائد الميداني في قوات المعارضة أحمد محمد ديمان عن وصول تعزيزات عسكرية قوامها خمسمئة مقاتل مجهزين بعتاد ثقيل وأسلحة متطورة إلى جبهات القتال في ريفي حماة وإدلب خلال الأيام الماضية بغية إيقاف تقدم النظام السوري.
وأشار ديمان في حديث للجزيرة نت إلى أن جميع الفصائل العاملة في الشمال السوري وضعت خلافاتها جانبا في سبيل الدفاع عن محافظة إدلب في مرحلة أولى تتلوها مراحل السيطرة على مناطق جديدة لن يتوقعها النظام.
الدور التركي
ورجح الصحفي السوري عقيل حسين أن تتمسك أنقرة بالدفاع عن محافظة إدلب حفاظا على مصالحها القومية ودورها كلاعب رئيسي في الملف السوري، وذلك من خلال تقديم كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري للفصائل المقاتلة.
كما اعتبر حسين أن مسار الحل السياسي المتاح حاليا في إطار أستانا مرهون بقدرة الفصائل المقاتلة على إفشال الحملة العسكرية الروسية في الشمال السوري، لافتا إلى أن النظام السوري ومن خلفه روسيا يسعيان بوضوح تام إلى الحسم عسكريا في معقل المعارضة الأخير بغية نسف العملية السياسة كليا وفرض حل أحادي الجانب تقصى معه تطلعات السوريين.
المصدر : الجزيرة