بينما يواصل الأسد حرق سوريا.. أردوغان وبوتين سيقلبان المعادلات في سورية وترامب يأخذ موقف المتفرج
متابعة الوسيلة:
حذّر المحلل في صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية، ديفيد غاردنر، من مغبة اندلاع جولات جديدة من التصـ.عيد العسكري في سوريا، على ضوء التطورات الأخيرة المتسارعة في إدلب، لافتاً إلى أنّ تركيا تغسل يديها من المحافظة السورية هذه.
وقال غاردنر في تقرير ترجمه موقع لبنان 24 ورصدته الوسيلة إنّ محافظة إدلب أصبحت واحدة من مناطق خفض التصعيد التي صمّمتها روسيا بالتنسيق مع إيران وتركيا.
واعتبر المحلل السياسي أنّ “خفض التصعيد” تحوّل إلى “ورقة توت” ديبلوماسية لتغطية عمليات جيش النظام السوري والميليشيات المسلحة الموالية لإيران، مثل “حزب الله”، التي تقاتل على الأرض، والطائرات الروسية، على حدّ قوله.
وأشار غاردنر إلى أنّ هذه العمليات دفعت بمقاتلي المعارضة والمدنيين إلى النزوح من درعا جنوباً إلى الغوطة الشرقية وصولاً إلى إدلب.
وأوضح غاردنر أنّ موسكو ونظام الأسد يقولان إنّ أنقرة لم تلتزم بالاتفاق، إذ كان يُفترض بها لجم “هيئة تحرير الشام”، “جبهة النصرة سابقاً”؛ إذ يُقدّر عدد مقاتلي “تحرير الشام” في إدلب بـ30 ألف تقريباً.
وفي المقابل، بين غاردنر أنّ عدد المدنيين في إدلب يُقدّر بـ3 ملايين: وفي حين يُقدّر عدد الذين نزحوا أكثر من مرة بالنصف.
وتقول الأمم المتحدة إنّ 180 ألف منهم اضطر إلى النزوح مجدداً؛ علماً أنّ وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، حذّر مجلس الأمن الأسبوع الفائت من أنّ تؤدي عملية عسكرية واسعة إلى “أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين”.
وفي السياق، وجه غاردنر انتقاداً لمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي وصفها بـ “الضعيفة” في وجه مأساة إدلب.
ونوه المحلل في الصحيفة الأمريكية إلى أنّ أردوغان وأغلبية تركيا، حليفة الولايات المتحدة الأميركية في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، غاضبان بسبب اعتماد الولايات المتحدة وحلفائها على المقاتلين الأكراد في الحملات ضد تنظيم “داعش”، حيث تتهم أنقرة “وحدات حماية الشعب” بالارتباط بحزب “العمال الكردستاني” الذي تصنّفه إرهابياً.
ولفت غاردنر أنّ تركيا اتخذت قراراً في أواخر العام 2016 ساعد على تغيير مسار الحرب السورية، إذ سحبت مقاتلي المعارضة الذين دعمتهم من حلب وأطلقت عمليتها الأولى في سوريا ضد المقاتلين الأكراد في شمال غربي البلاد (عملية درع الفرات).
وأكد غاردنر أنّ الاتفاق الذي أبرمته أنقرة مع موسكو بشأن إدلب العام الفائت بدا بمثابة تعويض عن موافقة روسيا على عملية “غصن الزيتون” التي نفّذتها تركيا في عفرين الكردية، شمال غربي سوريا.
ورأى غاردنر أنّ أردوغان احتاج إلى “إجازة” من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لينفّذ السياسة التركية الجديدة المناهضة للأكراد في سوريا.
وألمح المحلل إلى أنّه “يبدو أنّ تركيا تغسل يديها من إدلب مقابل إطلاق يدها في وجه الأكراد”.
وبحسب تلك المعطيات، وصف غاردنر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بـ”المتفرّج”، أمّا أوروبا، المحتمل أن تواجه أزمة “هجرة” جديدة، فرأى أنّها غائبة، محذّراً من أنّ سوريا تواصل احتراقها في غضون ذلك.