دراما وفن

وزارة الإعلام السورية: مسلسل “دقيقة صمت” لم يُمنح الموافقة وهكذا تم تصويره داخل سوريا (فيديو)

أصدرت وزارة الإعلام في حكومة النظام السوري بياناً حول مسلسل “دقيقة صمت”، بعد الضجة الكبيرة التي حدثت حول المسلسل إثر تصريحات مؤلفه سامر رضوان الذي أعلن أن هذا المسلسل “موّجه ضد النظام في سوريا”.

وقالت وزارة الإعلام في بيانها بحسب مارصدت الوسيلة “إن مسلسل “دقيقة صمت” حصل كغيره من الأعمال على موافقة مشروطة للنص قبل البدء بالتصوير”.

وتابعت “إن لجنة القراءة غير مسؤولة عن كل ما يمكن ترميزه أو إسقاطه لاحقاً خلال تنفيذ هذا العمل، كما أنّها تُحمّل أصحاب العمل و القائمين عليه مسؤولية إظهار تصرُّفات المسؤولين الفاسدين الذين تحدَّث عنهم النص بوصفه سلوكاً فردياً وشخصياً لا يمثّلون فيه مهمة المؤسسات التي ينتمون إليها، وإنَّما تشكّل هذه التصرفات وهؤلاء الأفراد عدواً للدولة الوطنية ومؤسساتها كافة”.

وأضافت “بناءً عليه كان لزاماً على الشركة أن تلتزم بالموافقة المشروطة وهو ما لم تلتزم به في سياق المسلسل ، وبما تحتم الإجراءات المعمول بها في الجمهورية العربية السورية بإعادة الشركة المنتجة العمل المصور للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لعرضه على لجان المشاهدة للتأكد من الالتزام بالملاحظات التي وضعت عندما تم الحصول على موافقة النص المبدئية ، وعندها تُمنح الشركة المنتجة موافقة العرض والتصدير، أي أن الموافقة الأولية لا تعني شيئاً قبل أن يتم الحصول على الموافقة بعد المشاهدة”.

واستطردت أن “هذا ما لم تحصل عليه أصلاً لأنها لم تقم بتقديم العمل أصولاً إلى لجان المشاهدة لرقابته ومنحه بالتالي موافقة العرض والتصدير، بل إن الشركة قامت بتهريب المادة المنتجة من أراضي الجمهورية العربية السورية وعرضها على قنواتٍ عربية الأمر الذي يُعتبر سرقةً واحتيالاً موصوفين وخرقاً سافراً للأنظمة النافذة والآليات المتبعة في عملية الإنتاج والتسويق الدرامي”.

وذكرت الوزارة في بيانها أنه “نتيجة ذلك قامت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وبوقت سابق بمراسلة الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية الموجبة، علماً أن الهيئة رفعت إدعائها للجهات القضائية بعد أيام قليلة من بدء عرض المسلسل دون الحصول على الموافقات اللازمة”.

وأوضحت أن “النص المقدّم أصولاً إلى الهيئة يتضمن تغيراً جذرياً بمجريات الأحداث خلال الثلث الأخير من العمل والمتمثل بتكريس هيبة الدولة وقدرتها على المحاسبة عبر إجراءات وبتوجيه من القيادة العليا بتوقيف كافة المتورطين ممن خانوا تكليفهم الوظيفي الرسمي واستخدموا نفوذهم لمصالحهم الشخصية”.

وختمت بالقول “أما بالنسبة للمدعو سامر رضوان وبعد التدقيق والمتابعة مع الجهات المختصة فقد تبين أنه مطلوب للقضاء بدعوى شخصية من السيد (م.ع) بتهمة الخطف والسرقة وليس كما يحاول الترويج بأنه مطلوب لأسباب فكرية”.

وكان قد أكد سامر رضوان الصحفي السوري وكاتب مسلسل دقيقة صمت أنه خصم عتيد لنظام الأسد الذي مارس كل أنواع التنـ.كيل بالسوريين.

وقال رضوان في لقاء مع تلفزيون الجديد بحسب ما رصدت وحررت الوسيلة: “دقيقة صمت هو ملك للسوريين جميعاً بالشارع الموالي والمعارض, دقيقة صمت هو صرخة احتجاج بوجه السلطة”.

ولفت رضوان إلى أن “هذه السلطة في سوريا لا تستحق هذا الشارع”.

وأضاف رضوان: ” معركتي لم تكن في يوم من الأيام مع أي سوري إلا مع هذه السلطة”.

ودعا الكاتب السوري جميع السوريين إلى قراءة هذا العمل بناء على صراع الكاتب الشخصي مع هذا النظام.

وأردف رضوان قائلاً: “وأتمنى أن يقرأ هذا العمل انطلاقاً من الصراع الشخصي مع سلطة مارست كل أنواع التنكيل بالسوريين”.

وحول السماح بتصوير هذا المسلسل داخل سوريا واحتمال وجود تغيير في الرقابة ومرونة في التعامل مع مثل هذه الأعمال, أوضح الكاتب: “سامر رضوان خصم للسلطة السياسية في سورية, وهي خصم لي منذ 2006 ببداية عملي الصحفي لكن يبدو أن النظام أعاد إنتاج مجموعة من القوانين التي تقول بأن الأسلحة والمجتمع الدولي لم تؤثر في خسارتي لشارعي ماذا سيفعل عمل درامي فليمر”.

واستطرد رضوان قائلاً: “لم يتخيل ربما النظام أن هذا المسلسل سيكون طبق رمضان في سوريا وأن الشارعين المعارض والموالي سيتابعان هذا المسلسل بنفس اللهفة أن”.

وتابع رضوان: “أن تحمس صرخات احتجاج سياسي هذه حقيقة وأنا أتمنى أن تكون سورية نظيفة من سلطة مستبدة وهذا حق مشروع وحلم وطموح ”

وتمنى رضوان أن يكون النظام السوري قد تعلم دروساً بألا يختصم مع الكتاب والفنانين.

وبين الكاتب المعارض أن ” بتصور إذا تم صراع بين القلم والدبابة ربما ينتصر القلم”.

وحول طريقة فهم الشارع الموالي للمسلسل, أشار رضوان إلى أن دقيقة صمت ليس وثيقة يستخدمها المعارضون لصالحهم.

واعتبر الصحفي السوري أن الموالين معنيون بهذا العمل باعتبارهم شركاء وجع.

وأضاف رضوان: “دقيقة صمت ليس محاولة لإدانة الموالين بل لإظهار طيبتهم وطيبة كل السوريين في ظل استثمار السلطة لهم”.

وأكد رضوان أن النظام السوري كاذب في ادعاءاته أن حربه ضد الدواعش وحملة السلاح مشيراً إلى ما حدث معه شخصياً.

وذكر رضوان: “ما زلت مطلوب للأمن السوري لمحكمة أمن الدولة والسياسي وفي فرعين طالبيني”.

ونوه رضوان إلى أن خصوم النظام السوري هم المثقفين والعاملين في الحقل الفني.

وما إن انتهت مقابلة رضوان مع قناة الجديد حتى انهالت انتقادات الفنانين والكتاب والمخرجين والنقاد الموالين معتبرين مسلسل دقيقة صمت وصمة عار صورت في سوريا.

وطالب فنانون مخرجون موالون بمساءلة كل من سمح بتصوير هذا المسلسل والعمل به.

واتهم الممثل الموالي لنظام الأسد عارف الطويل الكاتب رضوان بدس السم في الدسم من خلال مسلسله الذي يمثل سلسلة جديدة من مسلسلاته السابقة.

وقال الطويل: “الولادة من الخاصرة 3 يقول ضابط الأمن ((بدي الدم يعبّي الشوارع )) وفي مسلسل دقيقة صمت يقول مسؤول سوري كبير (( بدن يتصفّوا حتى لو عبينا بردى دم ))

وتساءل الطويل عن قصة الكاتب مع شوارع الشام والدم, مضيفاً: الشارع السوري هو مئات الألاف من المدنيين في دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس وكل مدينة وقرية يمثلون كامل النسيج السوري بتنوع العقيدة والإنتماء ودرجات الثقافة والتعليم”.

وتابع الطويل: ” سوريون موالون نعم موالون عضوا على الجرح البليغ ما حرفتهم أفكار وشعارات زائفة و ما بدلتهم حرب ثمانية سنوات” .

وحمل الطويل الكاتب رضوان مسؤولية بث الفتنة والتحريض بين السوريين قائلاً: بكل الأحوال غيرك كان أشطر لستم أول مسلسل يدس السم في الدسم سبقتك محطات اعلامية عربية وعالمية خصصت موازنات ضخمة ولم تتوقف في كل ساعة ودقيقة عن التزييف والكذب وضخ الفتنة والتحريض تحت ستار شعارات الحرية والديمقراطية والسلمية”.

وتوعد الطويل كاتب مسلسل الولادة من الخاصرة قائلاً: ننتظر منكم في السنة القادمة الجزء الخامس من الولادة من الخاصرة .. وأعلى ما بخيلكم اركبوه”.

وطالب محمد زهير رجب مخرج باب الحارة بجزئه العاشر وزير الإعلام السوري بالرد والشرح ومساءلة كل من تهاون وتساهل وسمح بتصوير هذا السم على الأراضي السورية.

كما دعا مخرج باب الحارة لمحاسبة كل من عمل به من منطلق وطني لا أكثر.

وكان سامر رضوان قد أكد أنه لا يمكن أن يهلل لأي مجزرة حدثت في بلده، لا عدرا العمالية، ولا التريمسة ولا كرم الزيتون.

جاء ذلك رداً على اتهامات وجهت له من قبل الكاتب الموالي نبيل فياض الذي انتقد مسلسل دقيقة صمت بشدة معتبراً أن السماح بعرضه في سوريا وصمة عار.

وقال رضوان في منشور على الفيسبوك: إنه ضد كل متطرف وقاتل وحامل سلاح، واصفا نظام الأسد بالعصابة، وقال عنه” أما (النظام) العصابة بكل رموزها فهي محط تحقيري، اليوم وغدا وبعد ألف غد”.

يذكر أن مسلسل “دقيقة صمت” مسلسل لبناني سوري مشترك، يحمل توقيع الكاتب سامر رضوان، صاحب «لعنة طين» و«الولادة من الخاصرة»، ويحكي المسلسل صوراً واقعية يعيشها السوريون في ظل حكم آل الأسد وفساد مسؤولي النظام السوري الذين يشبحون ويمارسون أبشع أنواع التنكيل بحق الشعب إضافة لقيامهم بتهريب المحكومين من السجون مقابل المال.

زر الذهاب إلى الأعلى