أخبار سوريا

العميد أحمد رحال يكشف الأسباب التي تمنع تركيا وروسيا من إعلان انهيار اتفاقي سوتشي وأستانة في سوريا

صهيب الابراهيم

خاص – الوسيلة:

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أحمد رحال أن تركيا تهـ.دد بزوال اتفاقي سوتشي وأستانة في سوريا في ظل ازدياد وتيرة الخـ.روقات والهجـ.مة العسكرية الشـ.رسة لقوات الأسد وميليـ.شياتها بدعم جوي روسي.

وأشار العميد رحال في حديث خاص عبر الهاتف لموقع الوسيلة إلى أنه ورغم كل تلك الانـ.تهاكات والمـ.شاكل التي تسببت بها روسيا في سوريا لا تزال تحاول التمسك بهذين الاتفاقين غير الموجودين على الأرض وسط تعنتها وإصرارها على العمل العسكري في إدلب وريف حماة وعدم ردع النظام وميليشاته الداعمة له.

وبعد مضي أسابيع على الحملة العسكرية البربرية لنظام الأسد وروسيا على أرياف إدلب واللاذقية وحماة لا زالت موسكو تعول على مسار أستانة والاتفاقات المبرمة شمال سوريا فيما تتجنب تركيا المبادرة لإعلان انهيار المسار رغم إيمانها بأن ما تمارسه روسيا ونظام الأسد يؤكد أن أي اتفاق وتعهد على الأرض بات محكوماً عليه بالموت.

وقال العميد رحال: ” باعتقادي أن روسيا ورغم كل ممارساتها الداعمة لنظام الأسد في هجماته على أرياف إدلب وحماة والتسبب في قتل المدنيين إلا أنها تحاول التمسك باتفاقي سوتشي وأستانة, بينما لا ترى تركيا أهمية لهذين الاتفاقين بعد كل ما حدث ويحدث من قتل وتدمير وتهجير للسوريين في المنطقة التي من المفترض أن تكون منطقة عازلة لا أن تتحول إلى خطوط متقدمة للقتال, وهذا ما يجعل تركيا تهدد بزوال هذا الاتفاق”.

وأضاف رحال: “لكني أرى أنه ليس من مصلحة روسيا إعلان موت هذا المسار لأنها تدرك جيداً أن البديل هو جنيف والخيار الأمريكي”.

ورداً على سؤال حول الأسباب التي تمنع الدول الضامنة لاتفاقي أستانة وسوتشي من إعلان انهيار هذين الاتفاقين في ظل استمرار نظام الأسد وروسيا في التصعيد وخرقهما لهذين الاتفاقين, أوضح العميد رحال أنه: “منذ البداية لم يوافق نظام الأسد ولا حتى إيران على الاتفاق, بل ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الاتفاق المذكور عملا على خرقه وعدم إيقاف ضرباتهما على الأحياء السكنية”.

وتابع العميد رحال قائلاً: ” انطلق مسار أستانة على ثلاثة عناوين رئيسية تمثلت في وقف أطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة لكن لم ينفذ منها أي بند ولم تطبق على أرض الواقع فاستمرت قوات الأسد وميليشيات إيران وحزب الله باستهداف وضرب المدنيين في منطقة خفض التصعيد”.

ورأى العميد رحال في حديثه للوسيلة أن هذا الاتفاق ومنذ لحظاته الأولى محكوم عليه بالفشل وجميع الأطراف الراعية والمشاركة ومن بينها الوفد السوري المعارض تعرف ذلك حق المعرفة وجميعهم على يقين أن مسار أستانة ما هو إلا كذبة والكذبة لا تؤدي إلى حل, فالكل يشهد أن إطلاق النار لم يتوقف ولم يطلق سراح المعتقلين ومناطق خفض التصعيد أصبحت مناطق لنظام الأسد”.

وبين الخبير العسكري والاستراتيجي أنه “ورغم كل ذلك إلا أن الدول الضامنة والمشاركة في هذا المسار يواصلون اجتماعاتهم ومباحثاتهم لتحقيق غايات وأهداف معينة, ولإيهام العالم بوجود بريق أمل لحل ينهي مأساة السوريين, خاصة وأن أمريكا أكدت مراراً أن طريق أستانة لن يحقق أي هدف ولن يؤدي إلى أي نتيجة أو حل, وما شهدناه خلال جولات عديدة من محاولات في سوتشي وأستانة لهو أكبر دليل على أن الطريق مسدودة”.

واعتبر العميد رحال أن “إعلان فشل اتفاقي سوتشي والأستانة يعني الاعتراف الصريح بصوابية الرؤية الأمريكية للوضع في سوريا.

واستبعد الخبير العسكري أن تقدم إحدى هاتين الدولتين على إعلان موت هذا المسار الذي بدأ عقب تهجير السوريين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب أواخر عام 2016 ولم ينتهي اليوم مع تلك الهجمة الشرسة لقوات النظام المدعومة روسياً على إدلب وحماة.

وخلص الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أنه بناء على تلك المعطيات فإن تركيا وروسيا تتمسكان بأنقاض اتفاق غير موجود على الأرض.

واستدرك الخبير العسكري في قائلاً: إن تركيا وروسيا تتمسكان بأنقاض اتفاق غير واقعي لم يطبق منذ اللحظة الأولى والسبب هو عدم وجود بديل لديهما.

ولفت العميد رحال إلى أن روسيا تدرك جيداً أن مجرد رفع تركيا يدها عن الاتفاقات المبرمة بين البلدين في سوريا فسينهار مسار أستانة بشكل كامل, ما يجعل المصلحة الروسية في بقاء تلك الاتفاقات وإن كانت نظرية على الورق فهي تخدم الأطراف فيما بعضها البعض ولا تصب في مصلحة السوريين لعدم تحقيق أي تقدم فيها على الأرض.

وبحسب العميد رحال, فإن دور إيران في مسار أستانة هو التخريب وتواجدها صوري ليس أكثر.

ورأى العميد رحال أن ما يحدث في أرياف إدلب وحماة هو انقلاب على تعهدات أعطتها روسيا لتركيا في تلك المناطق, إذ من المفترض أن تسعى تركيا وروسيا لإيجاد حل لأي خلاف يحدث على الأرض لا أن يتكفل النظام وروسيا بحله عسكرياً على حساب قضم مناطق تابعة للمعارضة السورية.

وجاء هذا الانقلاب الروسي على تركيا بعد تقارب أمريكي تركي وتوافق في كثير من المسائل بين أنقرة وواشنطن, وفق العميد رحال.

واعتبر العميد رحال أن روسيا تستخدم نظام الأسد وميليشياته الداعمة كأداة استفزاز ووسيلة ضغط على تركيا من خلال الاستهداف المتعمد لنقطة المراقبة التركية في ريف حماة الغربي أكثر من مرة.

وتابع الخبير العسكري حديثه لموقع الوسيلة قائلاً : أن روسيا تسعى للتنصل من مسؤولياتها تجاه نقاط المراقبة التركية الـ 12 الموجودة في إدلب إذ يمنع أي طرف مهما كان من الاقتراب منها في ظل وجود تعهد روسي بذلك.

وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أن نظام الأسد يريد من خلال التعرض لهذه النقاط التركية أن يكسر حاجز الخوف ويظهر لتركيا أن تلك النقاط مهددة وفي خطر ما يدفع روسيا للتنصل من مسؤولية حماية تلك النقاط وإجبار تركيا على إخلائها.

كما ذكر العميد رحال أن نظام الأسد يرى في استهداف نقاط المراقبة التركية مصلحة تساهم في تأجيج التوتر وتخريب العلاقات التركية الروسية.

وأردف العميد رحال قائلاً: “إن روسيا وإيران ونظام الأسد وحزب الله يدركون جميعاً أن خروج بشار الأسد من السلطة سيكون على رأس البنود في مسار أي حل سياسي في سوريا, وبالتالي فإن استمرار الحرب والقتال لا يهم النظام ولا إيران لأن البديل واضح ومعروف ولن يكون إلا بزوال نظام الأسد وأزلامه المجرمين.

واستطرد العميد رحال قائلاً: بناء على كل ذلك, فمن الطبيعي أن تستهدف قوات الأسد النقاط التركية بشكل مقصود”.

وعن العملية العسكرية التي توعدت تركيا بإطلاقها في مناطق شرق الفرات والتوافقات مع أمريكا هناك, نفى العميد رحال إمكانية إطلاق أي عملية عسكرية سواء كانت تركية أو غيرها في مناطق منبج وشرق الفرات.

وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي أن لا أحد يجرؤ على القيام بأي عمل عسكري في شرق الفرات طالما أن القوات الأمريكية متمركزة في المنطقة وتقع تحت إشرافها.

وأضاف رحال: “من الممكن أن تحدث توافقات بين تركيا وواشنطن في منبج, وأود الإشارة لوجود توافق تركي -أمريكي شرق الفرات يتم العمل على إخراجه وقد وصل إلى مراحله النهائية”.

كما صنف العميد رحال الفصائل السورية العاملة في المناطق المحررة إلى 3 اصناف منها من يستغل الشعب السوري للوصول إلى هدفه ومشروعه الذي يعمل لأجله ومنها من يمارس البلطجة والسرقة والفساد متسلطاً على رقاب الناس فيما البقية المتبقية تقاتل النظام وحلفاءه دفاعاً عن الشعب الذي انتفض على الظلم والاستبداد.

وأوضح العميد رحال أن الصنف الأول من الفصائل هم القاعدة وأتباعها إذ يعملون على مشروع خاص بهم ويستخدمون الشعب السوري ظلماً كوقود لتحقيق مشروع القاعدة.

بينما يعيش الصنف الثاني من الفصائل كطفيليات في الخطوط الخلفية في المناطق المحررة وهؤلاء يمتلكون العدة والعتاد والرجال والسلاح الثقيل ولا يشاركون في صد هجمات النظام على إخوانهم السوريين لانشغالهم بالتسلط على رقاب الناس بالسرقة والبلطجة والفساد.

أما الصنف الثالث وفق العميد رحال فهم فصائل الجيش السوري الحر, أو ما تبقى من الجيش الحر الشرفاء الذين ظلوا ثابتين على مواقفهم ومبادئهم في الدفاع عن حرية وكرامة السوريين.

وختم الخبير العسكري حديثه لموقع الوسيلة بتوجيه رسالة إلى الشعب السوري في المناطق المحررة, ذكر فيها: ” إذا أردنا أن نحكي أياماً ونكتب كتباً وعبارات لن نوفي هذا الشعب الحر حقه, هذا الشعب السوري الحر الذي قدم أنبل التضحيات ولقن الأعداء دروساً في الإرادة والصمود, إنه الشعب الذي قلب المعادلة واستطاع أن يكسر مخرز قوات الأسد”.

وتصاعدت وتيرة القصف الجوي من قبل الطائرات الحربية الروسية ومروحيات النظام على قرى وبلدات ريفي إدلب وحماة، بعد استعادة النظام كفرنبودة من قبضة المعارضة السورية وفق ما ذكر الناشطون.

وتعرضت يوم الاثنين مناطق وقرى في ريف إدلب أبرزها أريحا، كفرنبل، كفرسجنة، كفرعويد، سفوهن، إبلين، البارة لقصف عنيف لم تشهده من قبل في الأيام الماضية.

وأسفر القصف عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجروح وعالقين تحت الأنقاض في ظل محاولات انتشالهم من قبل فرق الدفاع المدني.

ونشر “الدفاع المدني”، إحصائية أمس الأحد، قال فيها إن القصف منذ 19 من الشهر الحالي وحتى اليوم، أسفر عن مقتل 48 مدنيًا و132 من مصابًا.

وأوضح الدفاع المدني أن الضحايا توزعوا بين 26 رجلًا و7 سيدات و15 طفلًا، مقابل الجرحى الموزعين على 56 رجلًا و28 سيدة و37 طفلًا، في تلك الفترة.

كما وثق الفريق 629 غارة للطيران الحربي و285 برميلًا متفجرًا و2151 بين قذائف وصواريخ، و78 قذيفة عنقودية، و35 حريقًا وثلاث مجازر في مناطق ريف إدلب الجنوبي خلال الأسبوع الأخير.

ورأى مراقبون أن غارات النظام وروسيا على مناطق إدلب وحماة تعد انتقاماً من المدنيين ولا تستهدف مقاتلي المعارضة على جبهات القتال.

وبدأت “الجبهة الوطنية للتحرير” و”هيئة تحرير الشام” أمس الأحد هجومًا معاكسًا لاستعادة بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي الغربي، بعد ساعات من سيطرة النظام عليها بالكامل

وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار قد صرح أن بلاده لن تسحب القوات العسكرية من محافظة إدلب، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من التصـ.عيد العسكري لقوات الأسد وروسيا على إدلب وحماة.

وقال آكار، في لقاء مع قناة “TRT” عربي، الأربعاء 22 أيار الحالي، “القوات المسلحة التركية لن تنسحب من نقاط المراقبة في إدلب بكل تأكيد”.

ونفى أكار حدوث أي إخلاء لنقاط المراقبة في إدلب, مضيفاً: ”إخلاء موقع المراقبة في إدلب بعد هجوم النظام لن يحدث بالتأكيد، لن يحدث في أي مكان“.

وصعدت قوات الأسد منذ السادس والعشرين من نيسان الماضي من عملياتها العسكرية تجاه المدنيين في إدلب وحماة وتمكنت خلال تلك الحملة من السيطرة على قرى ومناطق استراتيجية في ريف حماة الغربي أبرزها كفرنبودة وقلعة المضيق.

وكان الجيش التركي قد أنشأ منذ مطلع 2018، 12 نقطة مراقبة في إدلب، بموجب اتفاق “تخفيف التوتر”.

وجاء اختيار الجيش التركي لمواقع نقاط المراقبة بعد استكشاف المناطق ودراسة جغرافيتها وإطلالتها على قوات الأسد.

وخلال الحملة العسكرية على المنطقة, استهدفت قوات الأسد محيط نقطة المراقبة في شير مغار بريف حماة الغربي ما أدى لإصابة جنديين بجروح تم نقلهما إلى تركيا بالمروحيات للعلاج.

وكانت تركيا توصلت إلى اتفاق مع روسيا في سوتشي، في 17 من أيلول الماضي، يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام في إدلب.
المنطقة بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وينص الاتفاق على انسحاب الفصائل الراديكالية من المنطقة المتفق عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى