الخلافات الروسية الإيرانية لم تعد سراً.. وهذا ما تعده إيران على يد “ماهر الأسد” لمواجهة روسيا في سوريا
مواجهة روسية إيرانية تحت الصفيح السوري الساخن بدأت حرارتها تتصاعد مع محاولة الأخيرة تقديم ماهر الأسد الذي بات “رجل إيران” في سوريا على حساب بشار الأسد، في مسعى للانقلاب على الروس، الذين بدورهم أخذوا يتململون من الحضور الإيراني في سوريا، وبدا ذلك واضحا من خلال ما نشرته وسائل إعلام روسية عن عزم إيران إنشاء قاعدة عسكرية في بانياس.
الحراك الإيراني باتجاه الانقلاب على الروس، وصل، عبر ماهر الأسد، إلى المفاصل الأمنية للنظام، وبحسب ما أكدت مصادر خاصة لمرصد “مينا” ورصدت الوسيلة أن ماهر سيصدر خلال الأيام القليلة المقبلة، نشرة تعيينات أمنية وتنقلات جديدة للضباط ستطال عددا من رؤساء الأفرع والأجهزة الأمنية، ووفقها ستتم إقالة وإبعاد عدد من الموالين لروسيا، وذلك بناءً على أوامر إيران.
حالة الانقسام، التي أوجدتها الرغبة الإيرانية، أخذ تنعكس على سلوكيات ضباط الأمن كل حسب ولائه، إذ أقدم عدد من ضباط الأمن بنزع صورة بشار الأسد من مكاتبهم، وتعليق صورة ماهر الأسد فقط، في حالة تذكر بسلوكيات الضباط المحسوبين على رفعت الأسد في ثمانينات القرن الماضي، الذين كانوا يهتفون بحياة قائدهم “رفعت” ويعلقون صوره في قطعهم العسكرية التي كانت تعرف حينها بـ “سرايا الدفاع”.
الأمر لم يقف عند حد نزع الصور، على أهميته الرمزية، لكنه وصل إلى مرحلة “التصفية الجسدية” فالمقدم “بشار علي رطابة” من تشكيلات المخابرات الجوية ومن المحسوبين على “الولاء الروسي” تمت تصفيته بعبوة ناسفة بعد انتهاء سهرته في أحد مطاعم حي الشهباء في حلب بأمر من ماهر الأسد وذلك كما أسلفنا لقربه من الروس. وبغية عدم افتضاح الأمر نعى النظام “بشار رطابة” مدعيا مقتله على جبهات حماة.
الساحة الجغرافية الأكثر وضوحا، في الصراع بين الجانبين، والذي بات على مشارف أن يتحول إلى صراع مفتوح، هي ساحة حلب وتحديدا “مطار حلب الدولي” الذي تمت إعادة تأهيله على يد الإيرانيين, ومن ثم سيطرت عليه الميليشيات الموالية لإيران وتحول خلال عامين إلى قطعة عسكرية إيرانية، إلا أن الروس دخلوا مؤخرا على الخط، وقاموا بإنزال قوة عسكرية في حرم المطار ووضعت حاجزا عسكري على طريق المطار وبدأت تتدخل بأمنه، الأمر الذي لم يعجب الإيرانيين، الذين ردوا باختطاف عدد من ضباط المطار عبر ميليشيات بلدة “نبل”، وتؤكد مصادر “مينا” أنهم: “النقيب سلامة غندور والملازم أول محمد جمعة , و الملازم أول فادي مرعي”.
المصادر إذ تشير إلى أن ايران التي أرادت من خلال العملية توجيه رسالة للروس بأنها موجودة وبقوة، وظفت عملية الخطف أيضا لتنفيذ عملية تبادل مع الروس الذين سبق لشرطتهم العسكرية في حلب أن اعتقلت خمسة من قادة الميليشيات الشيعية، من بينهم المسؤول الأمني عن الميليشيات السورية المدعومة من إيران والمعروف باسم ” الحاج نداء”.
لم تعد المواجهة الإيرانية الروسية في سوريا سراً إلا أنها قد تصبح أكثر وضوحا لاسيما مع التصعيد في المواجهة الإيرانية الأمريكية وما قد يترتب عليها من مساومات على الملف السوري.
وقد جرت عدة مواجهات بين القوات الروسية و الإيرانية اتضح أن تلك المواجهات كانت بمثابة معركة من أجل احتلال مركز الصدارة بين فصائل مختلفة تابعة لجيش النظام، وهناك رجُل روسيا المفضل “سهيل الحسن”، الذي بات ذائع الصيت منذ العام 2013، ووصل إلى مرتبة أعلى منذ التدخُل العسكري الروسي في سوريا في أواخر العام 2015، ومن حينها تم دمج “قوات النمر” – التي تعُد الوحدة الخاصة لسهيل الحسن – داخل الفيلق الخامس، وهي الوحدة التي قامت روسيا بتدريبها.
وفي ذات الوقت فقد اختارت إيران دعم الفرقة الرابعة المدرعة التي يقودها “ماهر الأسد”، شقيق رأس النظام بشار الأسد.