مسلسل سوري يحاكي تصفية خلية الأزمة التابعة لـ “بشار الأسد” في سوريا (فيديو)
خاص – الوسيلة:
تناولت الحلقة السادسة والعشرون من مسلسل دقيقة صمت للكاتب سامر رضوان عملية ما تعرف بـ “خلية الأزمة” التي تضم كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية المقربة من بشار الأسد والتي ما زال الغموض يلف حولها بعد 7 سنوات على تنفيذها.
وجسدت الحلقة 26 بحسب ما رصدت وتابعت الوسيلة التخطيط لعملية إختـ.طاف شخصيات عسكرية وأمنية مقربة من السلطة المستبدة في البلد خلال اجتماع خاص في مبنى الأركان العامة وسط تشديد أمني كبير إثر تسريبات وردت إلى جهات عليا واحتفاظ البعض بمعلومات وشهادات عن تورط مسؤولين في قضايا تهـ.ريب سجناء ومحكومي إعـ.دام.
وفي تموز من عام 2012 وقع انفجار مدبر داخل مبنى “الأمن القومي” بدمشق أثناء اجتماعٍ لما يعرف بخلية الأزمة التي شكلها بشار الأسد لإدارة الملف الأمني على أعقاب الثورة السورية التي اندلعت ضد نظامه, ما أدى لمقـ.تل كبار القادة الأمنيين رغم أن نوافذ المبنى لم تتحطم جراء الانفجار ولم يتم تشديد الإجراءات الأمنية عقب الانفجار المزعوم.
وبحسب مشاهد الحلقة 26 فقد تم الإعداد لهذه العملية بسرية تامة وبتنفيذ عناصر متوطة في قضية تهريب العناصر من السجن.
وتمثل تلك الحلقة وتفاصيل مشاهدها عملية تصفية شخصيات ومسؤولي ما يعرف بـ “خلية الأزمة” في سوريا قبل نحو 7 سنوات والتي لا زال الغموض يلفها.
وتظهر الحلقة مشاهد واقعية لما حدث في 18 تموز من عام 2012 التي تذكرنا بمشاهد حقيقية لعملية تدبير تصفية ضباط وكبار مسؤولي النظام السوري المقربين من بشار الأسد.
ورأى كثير من المتابعين أن مشاهد هذه الحلقة تصور واقع ما جرى في عام 2012 وتحاكي عملية تصفية ضباط وشخصيات “خلية الأزمة” التي لم ينج منها إلا وزير الداخلية آنذاك محمد الشعر رغم إصابته.
ولقي في العملية مصرعهم كل من داوود راجحة وزير الدفاع آنذاك ورئيس مكتب الأمن القومي هشام أختيار، ورئيس الخلية نائب بشار للشؤون العسكرية حسن تركماني إضافة لآصف شوكت زوج شقيقة بشار الأسد الوحيدة والذي شغل حينها منصب نائب وزيرِ الدفاع، ووحده وزير الداخلية محمد الشعار نجا رغم إصابتِه.
وتنوعت الروايات حول الحدث الأبرز في سوريا وبصمات المنفذين إذ سارع النظام للحديث عن اختراق امني في حين اتهم كثيرون بشار الأسد نفسِه بالتخلص من أعضاء الخلية بعد أن سربت إليه روايات عن انشقاقات ستحدث في خلية الأزمة ذاتها, لاسيما آصف شوكت زوج شقيقته المعروف بطموحه للوصول إلى أبعد ما هو عليه ليتسلم زمام الأمور في سوريا.
كما أن حكاية المسلسل تنطلق من شخصيتين هما أمير ناصر، وأدهم منصور، يحكم عليهما بالإعدام، وفي ساعات الفجر الأولى من أحد الأيام، يقدم مدير السجن بشكل فجائي لضباطه قراراً سريعاً بتنفيذ الحكم.
ويسرد المسلسل أحداثاً غريبة تبدأ بالظهور، أولها إحراق مهجع للمساجين، وثانيها تعيين مدير جديد للسجن، لنكتشف بعدها أن هذه الأحداث، ما هي إلا توطئة لتهريب المحكومين إلى خارج السجن، بوساطة سيارة المدير الجديد، وإعدام شخصين آخرين نيابة عنهما، وتبدأ بعدها سلسلة الأحداث بالتطور.
وجميع تلك الأحداث التي شاهدناها طوال الحلقات الماضية تجسد واقع السلطة المستبدة في سوريا ودورها في قمع السوريين وتسليط النار على رؤوسهم لحماية عرش السلطة وسط شلة من الفاسدين والمرتشين والمجرمين الذين يرتكبون أفظع الممارسات بحق الأبرياء من الشعب.
إقرأ أيضاً : كاتب مسلسل «دقيقة صمت» يخرج عن صمته كاشفاً هذه الحقائق
وأثار المسلسل ضجة واسعة لدى موالي الأسد الذين اعتبروا أن الكاتب والعاملين في هذا المسلسل خونة يستهدفون النيل من نظام بشار الأسد.
كما شن فنانون ومخرجون وكتاب موالون لنظام الأسد هجوماً لاذعاَ ضد كاتب المسلسل سامر رضوان الذي أكد في لقاء مع الجديد أنه خصم عنيد لهذه السلطة المستبدة في سوريا.
وقال رضوان بحسب ما رصدت وحررت الوسيلة: “دقيقة صمت هو ملك للسوريين جميعاً بالشارع الموالي والمعارض, دقيقة صمت هو صرخة احتجاج بوجه السلطة”.
ولفت رضوان إلى أن “هذه السلطة في سوريا لا تستحق هذا الشارع”.
وأضاف رضوان: ” معركتي لم تكن في يوم من الأيام مع أي سوري إلا مع هذه السلطة”.
ودعا الكاتب السوري جميع السوريين إلى قراءة هذا العمل بناء على صراع الكاتب الشخصي مع هذا النظام.
وأردف رضوان قائلاً: “وأتمنى أن يقرأ هذا العمل انطلاقاً من الصراع الشخصي مع سلطة مارست كل أنواع التنكيل بالسوريين”.
وحول السماح بتصوير هذا المسلسل داخل سوريا واحتمال وجود تغيير في الرقابة ومرونة في التعامل مع مثل هذه الأعمال, أوضح الكاتب: “سامر رضوان خصم للسلطة السياسية في سورية, وهي خصم لي منذ 2006 ببداية عملي الصحفي لكن يبدو أن النظام أعاد إنتاج مجموعة من القوانين التي تقول بأن الأسلحة والمجتمع الدولي لم تؤثر في خسارتي لشارعي ماذا سيفعل عمل درامي فليمر”.
واستطرد رضوان قائلاً: “لم يتخيل ربما النظام أن هذا المسلسل سيكون طبق رمضان في سوريا وأن الشارعين المعارض والموالي سيتابعان هذا المسلسل بنفس اللهفة أن”.
وتابع رضوان: “أن تحمس صرخات احتجاج سياسي هذه حقيقة وأنا أتمنى أن تكون سورية نظيفة من سلطة مستبدة وهذا حق مشروع وحلم وطموح ”
وتمنى رضوان أن يكون النظام السوري قد تعلم دروساً بألا يختصم مع الكتاب والفنانين.
وبين الكاتب المعارض أن ” بتصور إذا تم صراع بين القلم والدبابة ربما ينتصر القلم”.
وحول طريقة فهم الشارع الموالي للمسلسل, أشار رضوان إلى أن دقيقة صمت ليس وثيقة يستخدمها المعارضون لصالحهم.
واعتبر الصحفي السوري أن الموالين معنيون بهذا العمل باعتبارهم شركاء وجع.
وأضاف رضوان: “دقيقة صمت ليس محاولة لإدانة الموالين بل لإظهار طيبتهم وطيبة كل السوريين في ظل استثمار السلطة لهم”.
وأكد رضوان أن النظام السوري كاذب في ادعاءاته أن حربه ضد الدواعش وحملة السلاح مشيراً إلى ما حدث معه شخصياً.
وذكر رضوان: “ما زلت مطلوب للأمن السوري لمحكمة أمن الدولة والسياسي وفي فرعين طالبيني”.
ونوه رضوان إلى أن خصوم النظام السوري هم المثقفين والعاملين في الحقل الفني.
وما إن انتهت مقابلة رضوان مع قناة الجديد حتى انهالت انتقادات الفنانين والكتاب والمخرجين والنقاد الموالين معتبرين مسلسل دقيقة صمت وصمة عار صورت في سوريا.
كما أصدرت وزارة الإعلام في حكومة النظام السوري بياناً حول مسلسل “دقيقة صمت”، بعد الضجة الكبيرة التي حدثت حول المسلسل إثر تصريحات مؤلفه سامر رضوان الذي أعلن أن هذا المسلسل “موّجه ضد النظام في سوريا”.
وقالت وزارة الإعلام في بيانها بحسب مارصدت الوسيلة “إن مسلسل “دقيقة صمت” حصل كغيره من الأعمال على موافقة مشروطة للنص قبل البدء بالتصوير”.
وتابعت “إن لجنة القراءة غير مسؤولة عن كل ما يمكن ترميزه أو إسقاطه لاحقاً خلال تنفيذ هذا العمل، كما أنّها تُحمّل أصحاب العمل و القائمين عليه مسؤولية إظهار تصرُّفات المسؤولين الفاسدين الذين تحدَّث عنهم النص بوصفه سلوكاً فردياً وشخصياً لا يمثّلون فيه مهمة المؤسسات التي ينتمون إليها، وإنَّما تشكّل هذه التصرفات وهؤلاء الأفراد عدواً للدولة الوطنية ومؤسساتها كافة”.
وأضافت “بناءً عليه كان لزاماً على الشركة أن تلتزم بالموافقة المشروطة وهو ما لم تلتزم به في سياق المسلسل ، وبما تحتم الإجراءات المعمول بها في الجمهورية العربية السورية بإعادة الشركة المنتجة العمل المصور للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لعرضه على لجان المشاهدة للتأكد من الالتزام بالملاحظات التي وضعت عندما تم الحصول على موافقة النص المبدئية ، وعندها تُمنح الشركة المنتجة موافقة العرض والتصدير، أي أن الموافقة الأولية لا تعني شيئاً قبل أن يتم الحصول على الموافقة بعد المشاهدة”.
واستطردت أن “هذا ما لم تحصل عليه أصلاً لأنها لم تقم بتقديم العمل أصولاً إلى لجان المشاهدة لرقابته ومنحه بالتالي موافقة العرض والتصدير، بل إن الشركة قامت بتهريب المادة المنتجة من أراضي الجمهورية العربية السورية وعرضها على قنواتٍ عربية الأمر الذي يُعتبر سرقةً واحتيالاً موصوفين وخرقاً سافراً للأنظمة النافذة والآليات المتبعة في عملية الإنتاج والتسويق الدرامي”.
وذكرت الوزارة في بيانها أنه “نتيجة ذلك قامت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وبوقت سابق بمراسلة الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية الموجبة، علماً أن الهيئة رفعت إدعائها للجهات القضائية بعد أيام قليلة من بدء عرض المسلسل دون الحصول على الموافقات اللازمة”.
وأوضحت أن “النص المقدّم أصولاً إلى الهيئة يتضمن تغيراً جذرياً بمجريات الأحداث خلال الثلث الأخير من العمل والمتمثل بتكريس هيبة الدولة وقدرتها على المحاسبة عبر إجراءات وبتوجيه من القيادة العليا بتوقيف كافة المتورطين ممن خانوا تكليفهم الوظيفي الرسمي واستخدموا نفوذهم لمصالحهم الشخصية”.
وختمت بالقول “أما بالنسبة للمدعو سامر رضوان وبعد التدقيق والمتابعة مع الجهات المختصة فقد تبين أنه مطلوب للقضاء بدعوى شخصية من السيد (م.ع) بتهمة الخطف والسرقة وليس كما يحاول الترويج بأنه مطلوب لأسباب فكرية”.