وزير إيراني ينتـقد سياسة إيران الإقليمية وتواجدها العسكري في سوريا.. هذا ما وصف به بشار الأسد
وصف وزير الداخلية السابق في حكومة الرئيس محمد خاتمي، والقيادي البارز في التيار الإصلاحي الإيراني، مصطفى تاج زاده، بشار الأسد بالديكتاتور وعده المسؤول الأول عن الدمار والتخريب الذي حل بسوريا.
وقال الوزير بحسب ما رصدت الوسيلة “الأسد قـ.تل مئات الآلاف وهجر الملايين ودمر البنية التحتية، ولو وافق هذا الدكتاتور قبل ثماني سنوات على تغيير الدستور وإجراء انتخابات حرة وعادلة لما شهدت سوريا حرباً أهلية أبداً”.
واعتبر تاج زاده، خلال ندوة أقيمت في جامعة شريف التكنولوجية في العاصمة طهران، أن “سياسات إيران الإقليمية كانت خاطئة؛ ما دفع إسرائيل بقصف العديد من المراكز والقوات الإيرانية هناك، وبنفس الوقت الذي كانت إسرائيل تقصف قواتنا ومراكزنا في سوريا نحن كنا نعلن أننا انتصرنا على داعش، ولم يغط إعلامنا استهداف إسرائيل لقواتنا ومراكزنا في سوريا للداخل الإيراني وكأن العالم لا يعلم ما حدث”.
وربط تاج زاده الوضع الإيراني بالوضع السوري قبل الحرب السورية قائلا: “ونحن الآن أيضاً بحاجة إلى إصلاحات حقيقية وشاملة في ظل الظروف الحالية التي تحشد دول المنطقة والعالم ضدنا”.
وأضاف القيادي تاج زاده “أسوأ دبلوماسية هي أن ترامب يرسل حاملات طائراته إلى إيران وبنفس الوقت يرفع لواء المفاوضات مع إيران ونحن نرفض ذلك ونقول نرفض التفاوض معك”.
وأردف تاج زاده ” إننا نمر في ظروف ومرحلة غاية في الحساسية والخطورة في إيران “.
وتابع “أعلم بأن المرشد لا يريد الحرب والرئيس الأمريكي ترامب أيضاً لا يريد الحرب مع إيران، ولكن في الواقع قرار الحرب ليس بيد هؤلاء بل هناك فئة في إيران وفي أمريكا وفي إسرائيل والسعودية لديهم مصالحهم وهم من يريد وقوع هذه الحرب بالمنطقة”.
وأكمل تاج زاده “نحن نخاف على مستقبل إيران ولو اتهمنا بأننا جبناء لا يهم ذلك، نحن لا نريد أن يكون مصير إيران كمصير بعض الدول بالمنطقة”.
وكشف أن “أوباما طلب تسعة عشر مرة من إيران لقاء الرئيس روحاني ولكن رفض هذا الطلب ولو حدثت هذه اللقاءات بين روحاني وأوباما لما حدث لإيران والاتفاق النووي كما يحدث اليوم في ظل رئاسة ترامب”.
ومع توسّع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام في عام 2011، وتحول هذه الاحتجاجات شعبياً إلى شكل مسلح، لم يجد نظام الأسد سوى طريق التعاون الوثيق مع حلفائه التقليديين تاريخياً روسيا وإيران لإنقاذ وجوده.
وقد أدت إيران دوراً ميدانياً أكبر وأطول من حيث المدة الزمنية، في معاونة النظام، من خلال توفيرها دعماً مديداً تجلّت شواهده في جلب الميليشيات الشيعية من كافة أصقاع الأرض، وزجها في سورية لمحاربة فصائل المعارضة. الأمر الذي أحال إيران، لتكون الدولة الأكثر نفوذاً في سورية من ناحية ميدانية، وهو ما رفع وتيرة تبعية النظام السياسية والاقتصادية والأمنية لإيران التي باتت على ترابطٍ عضويٍ استراتيجيٍ مع نظام الأسد.
ويُعتقد أن مشروع “الهلال الشيعي” الذي يعني النفوذ السياسي والاقتصادي والأمني على أهم المنافذ البحرية والبقع الجغرافية في المنطقة، والتي تُعد سورية أحد ركائزه الأساسية، هو السبب الرئيسي وراء إصرار إيران على معاونة النظام السوري. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، تركن إلى عدة أساليب أبرزها؛ التدخل العسكري المباشر، عبر الخبراء، وحرب الوكالة، والتغيير الديموغرافي، التوغل المؤسساتي داخل أواصر الدولة السورية، والقوة الناعمة لا سيما سياسة الدعاية الإعلامية، وتمويل عدو العدو، وغيرها.