باحث سوري يؤكد أن ثلاث نقاط إيجابية تحسب لفصائل المعارضة في معركة حماة ضد قوات الأسد وروسيا
أكد الباحث والناشط السوري عبد الوهاب عاصي أن معركة ريف حماة التي تخوضها فصائل المعارضة ضد قوات الأسد وميليشياتها المساندة لها حققت ثلاث نقاط إيجابية تُحسب لفصائل المعارضة.
وأوضح عاصي في منشور على حسابه الشخصي في الفيسبوك رصده موقع الوسيلة أن النقطة الإيجابية الأولى تمثلت بتشكيل غرفة عمليات مشتركة تحت اسم الفتح المبين، ما مكن الفصائل من تجاوز الخلافات الكبيرة.
ولفت عاصي إلى أنه رغم وجود أثر لتركيا في الدفع نحو هذه الخطوة، إلا أن الدور الأكبر على الفصائل التي استطاعت تجاوز الخلافات فيما بينها، والحديث هنا عن هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير.
ونوه الباحث في مركز جسور للدراسات إلى أهمية هذه الخطوة التي أقدمت عليها فصائل المعارضة.
وبين عاصي أنه كان “باسطاعة كل طرف منهم استمرار التحرك بشكل منفرد بعيداً عن الاستجابة لأي نصائح أو ضغط خارجي أو داخلي، والمعارك السابقة تثبت ذلك”.
أما النقطة الإيجابية الثانية التي رآها عاصي, هي قدرة هيئة تحرير الشام على ضبط قطاعات داخلها حاولت التمرّد وفتح جبهات ومحاور قتال خارج غرفة العمليات المشتركة.
وأشار الناشط السوري أيضاً إلى قدرة تحرير الشام على منع التنظيمات الجهادية الأخرى من العمل بشكل مستقل ومنعزل عن غرفة الفتح المبين، ما تسبب بالفعل إلى انضمام أنصار التوحيد إلى هذه غرفة العمليات هذه.
ورأى الباحث السوري أن من شأن العمل بشكل منتظم أن يساعد على تحقيق نتائج أكبر على المستوى العسكري، ويعزز من قدرة الفصائل على التماهي مع تعاطي تركيا مع الحملة العسكرية المدعومة من قبل روسيا.
بينما اعتبر عاصي أن النقطة الإيجابية الثالثة التي تحسب لفصائل المعارضة, هي قدرة الفصائل على تنفيذ عمليات عسكرية غير تقليدية في مواجهة هجمات قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه، والقدرة على استيعاب الحملة العسكرية الأضخم على الرغم من صعوبة ذلك.
وتواصلت المعارك على جبهات ريفي حماة وإدلب بين قوات المعارضة السورية وقوات الأسد وميليشياتها الداعمة لها بغطاء جوي روسي رغم زعم روسيا التوصل لهدنة وقف تام لإطلاق النار برعاية تركيا وروسيا.
تعزيزات عسكرية روسية سعياً للحسم
وكشفت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير رصده موقع الوسيلة أن روسيا أرسلت سفينتين حربيتين ضخمتين محملتين بمعدات عسكرية نحو طرطوس على الساحل السوري.
وأشارت الصحيفة إلى تزامن ذلك مع وصول ما لا يقل عن 14 طائرة شحن عسكرية إلى قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية في اللاذقية.
واعتبرت الصحيفة ذلك مؤشراً إلى تصعيد واسع محتمل لحسم معركة إدلب.
المعارضة تفشل محاولات قوات الأسد التقدم في حماة
تمكنت قوات المعارضة السورية من صد عدة محاولات تقدم لقوات الأسد وميليشياته المساندة على عدة محاور بريف حماة الشمالي ما أدى لتكبيدها خسائر مادية وبشرية كبيرة رغم كثافة الغارات الجوية الروسية على جبهات القتال.
وأفاد مراسل موقع الوسيلة اليوم السبت 15 حزيران أن قوات الأسد بدأت تمهيداً عنيفاً لهجماتها مستخدمة كافة الأسلحة الثقيلة في محاولة للتقدم على محاور تل ملح والجبين ومدرسة الضهرة بريف حماة الشمالي.
وأضاف المراسل أن قوات الأسد وميليشياتها الموالية لها وصلت إلى داخل القريتين إلا أن مقاتلي المعارضة انقضوا عليهم حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين أسفرت عن دحرهم وتكبيدهم خسائر عسكرية وبشرية جسيمة.
وأشار مراسلنا إلى أن قوات الأسد سبق وأن حاولت التقدم باتجاه مواقع تل ملح والجبين بريف حماة الشمالي لكن قوات المعارضة تصدت لها وأوقفت تقدمها بعد قتل وجرح عشرات العناصر وتدمير آليات وعربات عسكرية تابعة لها.
ضحايا مدنيون بغارات روسية
وتزامنت المعارك الدائرة في ريف حماة الشمالي مع قصف مكثف للطيران الحربي الروسي استهدف محاور الاشتباكات وبلدات بريفي إدلب وحماة.
وبحسب مراسل موقع الوسيلة, فقد قتل ثلاثة مدنيين وأصيب آخرين بقصف جوي على مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.
وأضاف المراسل أن طفلين قتلا وأصيب آخرين بقصف جوي طال بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي.
وارتكبت طائرات النظام السوري مجزرة في بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي راح ضحيتها 4 مدنيين بينهم طفلان إضافة لجرح آخرين كحصيلة أولية بحسب ما ذكر مراسل الوسيلة.
كما قصف الطيران الروسي بلدة احسم بريف إدلب وفق مراسلنا.
وتعد المناطق التي تحاول قوات الأسد السيطرة عليها من المناطق الاستراتيجية الهامة والتي طالما سعت قوات الأسد لاستعادتها سواء عبر المفاوضات أو العمليات القتالية لكن دون جدوى.
وتشهد منطقة خفض التصعيد في إدلب وحماة المتفق عليها أيلول الماضي ومنذ 25 نيسان/ أبريل الماضي، تصعيداً عسكرياً برياً وجوياً من قبل قوات الأسد وحلفائه الروس وميليشيات إرهابية مساندة لها.
واسفرت حملة التصعيد العسكرية على مناطق إدلب وحماة عن وقوع عشرات الضحايا والجرحى في صفوف المدنيين إضافة لنزوح مئات الآلاف هرباً من المعارك الطاحنة هناك.