بوتين يدعو اللاجئين السوريين للعودة إلى سوريا!
دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اللاجئين السوريين للعودة إلى سوريا، بزعم أن قوات الأسد سيطرت على “معظم الأراضي السورية”.
وأكد بوتين في كلمة ألقاها اليوم السبت بقمة “التعاون وبناء الثقة في آسيا” المنعقدة في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، على ضرورة تنشيط عمل اللجنة الدستورية السورية لتمارس مهامها بأسرع وقت ممكن.
وأضاف بوتين، “نحن نعتقد أن استقرار الوضع في سوريا أمر حاسم لضمان الأمن في منطقتنا”.
وأردف الرئيس الروسي: “سنعمل على تسهيل العملية داخل سوريا، بما في ذلك تشكيل وإطلاق اللجنة الدستورية”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) اليوم، السبت 15 من حزيران.
واعتبر الرئيس الروسي أن التنسيق بين روسيا وإيران وتركيا (ضامني مسار أستانة) في إطار “أستانة” يحقق “نتائج إيجابية”.
كما شدد بوتين على ضرورة “مواصلة العمل على كشف التنظيمات الإرهابية والقضاء على الأفكار المتطرفة”.
ودعا الرئيس الروسي إلى تجفيف مصادر تمويل الإرهاب، ومنع وصول الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الأخرى إلى أيدي الإرهابيين.
إقرأ أيضاً: فيصل القاسم يكشف تعهد السعودية بدفع تكاليف معركة إدلب ضد المعارضة.. ما علاقة تركيا؟
وتحاول روسيا إعادة اللاجئين السوريين من دول الجوار وأوروبا رغم عدم توفر البيئة المناسبة لعودتهم ألا وهي الانتقال السياسي وإيجاد حل شامل للحرب السورية.
وكانت روسيا أعلنت، في تموز من عام 2018، عن خطة لإعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا في محاولة لتسريع عودتهم إلى مدنهم وقراهم التي فروا منها خلال سنوات ماضية.
وأشارت إلى أنه بموجب ذلك سيعود 1.7 مليون لاجئ إلى البلد.
واختارت روسيا لبنان لبدء تنفيذ خطتها، الأمر الذي شهد تجاوبًا سريعًا من قبل المسؤولين اللبنانيين الذين عقدوا اجتماعات رسمية عدة مع مسؤولين روس للتباحث بشأن تطبيق الخطة في لبنان، كان في مقدمتهم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء سعيد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد من قادة الأجهزة العسكرية والأمنية.
ورغم أن لبنان كان من أوائل المرحبين بالخطة الروسية، أعلنت وزارة الدولة اللبنانية لشؤون النازحين بداية شهر كانون الأول 2018 أن الخطة لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
وتتضمن الخطة الروسية تأسيس لجان في كل من لبنان والأردن وتركيا، للتنسيق والمتابعة مع الجانب الروسي في سبل العودة وآلياتها، وإبلاغ الدول المعنية بأن لدى روسيا ضمانات بعدم التعرض للعائدين وذلك بعد التنسيق مع النظام السوري، وتأسيس مراكز روسية في الداخل السوري يُفترض أن ينتقل إليها العائدون في المرحلة الأولى، ومنها إلى قراهم بعد إعادة إعمارها.
ورد الاتحاد الأوروبي على الخطة الروسية التي تهدف لإعادة السوريين في الخارج إلى بلدهم، بإفادة عنه نقلتها وكالة “رويترز”، في شهر آب الماضي، أن سوريا لا تزال تعاني من ويلات الحرب وليست آمنة لعودة اللاجئين إليها.
وأضاف في ذات السياق أن الدول الأوروبية متمسكة بموقفها في عدم تقديم أموال لإعادة إعمار سوريا، “ما دام الرئيس بشار الأسد لا يسمح للمعارضة بالاشتراك في السلطة”.
وتزامن ذلك مع تصريحات فرنسية مشابهة على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول، التي قالت إن شروط عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم لم تتحقق بسبب “سياسة الأسد”.
إقرأ أيضاً: بوتين يتوعد إدلب ويُمنن الأسد بالنتائج التي حققتها قواته بفضل روسيا!
واستشهدت المتحدثة الفرنسية بالقانون الرئاسي “رقم 10″، قائلةً إنه يحرم اللاجئين والمشردين داخليًا من ممتلكاتهم، وأشارت إلى عدم الاستقرار في سوريا، وحالات الاعتقال والتجنيد الإجباري للسوريين العائدين من لبنان.
وتزامنت تصريحات بوتين مع حملة تصعيد عسكرية تشنها قوات الأسد بدعم روسي على مناطق ريفي حماة وإدلب أوقعت عشرات الضحايا وتسببت بنزوح مئات الآلاف من السوريين.
يذكر أن مناطق شمال حماة وإدلب تخضع لاتفاق “سوتشي” المبرم بين روسيا وتركيا في أيلول/ سبتمبر 2018، والذي نصّ على إنشاء منطقة منزوعة السلاح وإيقاف القصف واستهداف المدنيين.