تركيا توجه رسائل حازمة لروسيا بشأن إدلب.. سنوقف نظام الأسد عند حدّه
وجهت تركيا رسالة حازمة لروسيا بأن الصبر التركي يقترب من النفاد وبأنه لا يمكن لقوات التركية أن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء اسـ.تهداف مواقعها بريف حماة.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” ،الاثنين 17 يونيو 2019، عن مصادر تركية وصفتها بالرفيعة، “إنه يأتي في إطار توجيه رسالة حازمة لروسيا بأن الصبر التركي يقترب من النفاد، في وقت لا تريد فيه أنقرة التصعيد، وتسعى للحفاظ على الاتفاقيات والمكاسب المشتركة، في مسار يأتي استكمالاً لتهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاووش أوغلو، بأنه لا يمكن لتركيا أن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء استهداف مواقعها وتعرض جنودها للاستهداف”.
وأضافت المصادر أن “أنقرة تعتقد أن موسكو تعطي الضوء الأخضر للنظام لاستهداف نقاط المراقبة التركية، لاستدراجها إلى رد كبير على قوات النظام، بهدف تسويق ذلك دولياً، وإعطاء الرد التركي صبغة غير شرعية”.
والموقف التركي هذا صدر أيضاً على لسان جاووش أوغلو قبل أيام، والذي قال إنه من غير المنطقي أن روسيا غير قادرة على ردع النظام عن القيام بالخروقات في إدلب، واستهداف نقاط المراقبة التركية.
إقرأ أيضاً: المرصد السوري: روسيا والنمر بكل جبروتهم لم يستطيعوا التقدم فكيف يريدون السيطرة على إدلب
لكن المصادر استبعدت تماماً أن تتوسع الردود التركية على قوات النظام، لافتة إلى أن أي رد تركي سيكون ضد نقاط القصف المرصودة، لأن الهدف هو توجيه الرسائل إلى موسكو، موضحة أن التعامل بين دولتين كبيرتين مثل روسيا وتركيا يعتمد على دبلوماسية الدول طويلة الأمد، ولا يستدعي المواجهة المباشرة، ويكون عبر توجيه الرسائل، وهو ما تم في هذا الرد الذي تأخر بعد استهدافات كثيرة للنقاط التركية من قبل قوات النظام، ليأتي الرد على شكل رسالة وحسب، في وقت تتواصل فيه المشاورات بين الطرفين في ظل خلافات باتت ظاهرة للعلن أكثر من السابق.
قصف متبادل بين قوات الأسد والجيش التركي
وكانت قد اسـ.تهدفت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها نقطة المراقبة التركية رقم (9) في مدينة مورك بريف حماة الشمالي, ما أدى لاشتعال النيـ.ران بداخلها دون وقوع أضـ.رار او إصـ.ابات في صفوف الجنود الأتراك.
وأفاد مراسل موقع الوسيلة ، بأن قوات الأسد المتمركزة في تل بزام شرقي مورك قصـ.فت بقذائف المدفعية فجر الأحد 16 حزيران/يونيو 2019، النقطة التركية التاسعة بمدينة مورك في ريف حماة الشمالي، ما أدى لاندلاع حرائق بداخلها.
وأوضح مراسلنا أنه وعقب ذلك قصفت طائرات الأسد الحربية محيط النقطة التركية متسببة بأضرار مادية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية عن تعرض نقطة المراقبة التاسعة للقوات التركية في إدلب لاستهداف بقذائف الهاون من قبل قوات النظام المتمركزة في تل بزام بريف حماة.
وأكدت وزارة الدفاع التركية اليوم أن قواتها ردت بشكل فوري بالسلاح الثقيل على مصادر الهجوم الذي استهدف نقطة المراقبة التركية التاسعة في ريف حماة.
وأشار مراسل الوسيلة إلى استمرار قصف طائرات النظام وروسيا لمناطق وبلدات ريفي إدلب وحماة موقعة ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين.
إقرأ أيضاً: بوتين يتوعد إدلب ويُمنن الأسد بالنتائج التي حققتها قواته بفضل روسيا!
ويأتي هذا الاستهداف المتكرر لنقاط المراقبة التركية متجاهلاً تهديدات المسؤولين الأتراك وتلويحهم بالرد رغم صمتهم لمرات عدة.
ويرى مراقبون أن النظام حصل على الضوء الأخضر من روسيا لاستفزاز الأتراك وإجبارهم على إخلاء نقاط المراقبة التي تقف عائقاً أمام تقدم قوات الأسد باتجاه إدلب.
سنوقف النظام السوري عند حدّه
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد قوات الأسد برد عسكري في حال واصل النظام قصف النقاط التركية.
وأكد أردوغان أن بلاده لن تسكت على قصف المدنيين بالفوسفور معتبراً ذلك بالجريمة التي لا تغتفر.
من جانبه حمّل وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو مسؤولية ضبط انتـ.هاكات قوات النظام في إدلب وتعديها على نقاط المراقبة التركية في ريفي إدلب وحماة على عاتق روسيا وإيران.
حيث أكد تشاووش أوغلو، الأحد، بحسب ما نشرت وكالة الأناضول: “إن مسؤولية لجم النظام السوري تقع على عاتق روسيا وإيران”.
وشدّد الوزير التركي على أنه “لا يمكن التسامح مع تحرشات النظام السوري بجنودنا” في نقاط المراقبة التركية بمحافظة إدلب شمالي سوريا.
ودعا أوغلو جميع الأطراف إلى الالتزام بحدودهم وهدد بوقف انتهاكات قوات النظام قائلاً: “سنوقف النظام السوري عند حدّه، وعلى الجميع أن يعرفوا حدودهم”.
وتابع أوغلو بالقول: “لا يمكننا قبول هذا العدوان للنظام السوري وهو مخالف لمذكرة إدلب التي أبرمناها مع روسيا”.
وسبق قبل يومين أن قصفت قوات النظام النقطة التركية في قرية شير مغار، بريف حماة الغربي، للمرة الرابعة، ما أدى لإصابة ثلاثة جنود أتراك بجروح طفيفة.
واعترفت وزارة الدفاع التركية الخميس الماضي، بإصابة 3 من جنودها بجروح طفيفة جراء هجوم “مقصود” من قبل قوات النظام السوري بـ 35 قذيفة هاون على نقطة المراقبة العاشرة في منطقة “خفض التوتر”.
إقرأ أيضاً: أردوغان يتوعـد بشار الأسد برد حاسم
وكان الجيش التركي قد أرسل تعزيزات عسكرية ضخمة تتضمن أسلحة ثقيلة لنقطة المراقبة التركية في شير مغار بريف حماة الغربي وذلك بعد استهدافها الخميس الماضي.
وتتوزع 12 نقطة مراقبة للجيش التركي في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب لحماية وقف إطلاق النار في إطار اتفاق أستانة.