النظام يسعى للقضاء على المعارضة وروسيا تريد الخروج من الحرب لكن بهذه الشروط!
تدل الغـ.ارات الروسية على تصـ.عيد كبير وجولة جديدة في سوريا، وذلك بعد عامين من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن النصر.
وذكر موقع “دايلي بيست” الأميركي مقالاً جاء فيه أنّ الحرب السورية بدت وكأنّها هدأت في مستهلّ العام 2019، لترتفع وتيرتها بتكثيف الغارات الروسية على مواقع تابعة للمعارضة السورية وكانت امتدادًا لجولة القصف التي بدأت في شهر نيسان وتسببت بمقتل 1500 شخص، ما ينبّه من إمكانية أن يتبعه هـ.جوم بري.
وأوضح الموقع أنّه على الرغم من المكاسب التي حققتها القوات الإيرانية والسورية على الأرض، وبدعم جوي روسي، إلا أنّ مناطق عدة من إدلب إلى حماة وصولاً إلى جنوب تركيا لا تزال تحت سيطرة القوات المعارضة، حيث يعيش حوالي 3 ملايين سوري، وقد فرّ منهم 270 ألف شخص، منذ أن زادت الضربات الجوية الروسية في نيسان، وذلك بحسب مؤسسة القرن البحثية في نيويورك.
وقال الخبير في الشؤون السورية إليوت هيغينز لـ”دايلي بيست”: “أعتقد أن أي شخص يتابع شؤون سوريا سيدرك عن كثب أنّ معركة إدلب ستكون من أبرز الخطوات النهائية للحرب السورية”.
وأشار هيغينز الى أنّ المجتمع الدولي لن يتحرّك لوقف استهداف المنشآت الطبية في سوريا، لأنّ هذا الأمر لم يحرّك أحدًا منذ 8 سنوات، كذلك فإنّ البيت الأبيض لا يتدخّل باعتبار أنّ هدف قوات التحالف هو “داعش” بشكل خاص.
وتابع الموقع أنّه بعد المحاولات الفاشلة للولايات المتحدة لدمج مجموعات معارضة، تسيطر مجموعتان الآن على ما تبقى من المعارضة، وهما هيئة تحرير الشام وجيش العزة، وتعتمد المجموعتان على التمويل من تركيا ودول عربية.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري توم كوبر لـ”دايلي بيست”أيضاً: “يبدو أنّ التنظيمين يتلقيان دعمًا محددًا ولتعزيزات للحفاظ على خطوطهما الأمامية فقط وشنّ هجمات مضادة بشكل متقطع”.
ونوه كوبر إلى أنّ هدف الكرملين هو تصعيب سبل الحياة على الباقين في تلك المناطق.
إقرأ أيضاً: تركيا توجه رسائل حازمة لروسيا بشأن إدلب.. سنوقف نظام الأسد عند حدّه
وفي صعيد متصل، قال بافيل لوزين، وهو أستاذ متخصص بالعلاقات الدولية في جامعة بيرم الروسية: “تبرر موسكو الهجمات من خلال تحديد المعارضة السورية، وأنّ دور إدلب أتى بعد حماة”.
ورأى لوزين أنّ الرئيس الروسي فلايمير بوتين يريد الخروج من الحرب بشروط مناسبة لروسيا، أبرزها وجود حليف قوي في السلطة، وضغط ديبلوماسي على الولايات المتحدة وحلفائها، إلا أنّ إصرار المعارضة والسعي الإيراني للمشاركة بمعارك وغيرها من الأمور في دمشق، منعت روسيا من الخروج كما تريد من سوريا، كما أنّها لا تستطيع تحويل إنجازاتها في ساحة المعركة السورية إلى نتائج سياسية.
وأشار الموقع في ختام مقالته الى أنّ جولة دامية أخرى من القتال متوقعة في سوريا، بينما يحاول الرئيس السوري بشار الأسد بدعم روسي وإيراني القضاء على المعارضة بعد 8 أعوام من الحرب.
يذكر إن الحملة العسكرية التي يشنها النظام وحلفاؤه منذ 6 نيسان 2019 أسفرت عن مقتل ما يقارب 300 شخص ونزوح 150 ألف شخص إلى الحدود مع تركيا .
وتشهد مناطق ريفي حماة وإدلب تصعيداً عسكرياً تمثل بقصف جوي ومدفعي وصاروخي مكثف من قبل قوات الأسد وروسيا.
القصف الذي تنفذه الطائرات الروسية والمروحية يتركز على الريف الجنوبي لإدلب، وصولًا إلى ريفي حماة الشمالي والغربي، أي ضمن المنطقة منزوعة السلاح التي تم الاتفاق على إنشائها بموجب اتفاق “سوتشي”، الموقع بين روسيا وتركيا، في أيلول 2018