صفقة روسية أميركية محتملة تخفف حدة الأزمة في سوريا.. ماذا عن إيران!
كشفت صحيفة إسرائيلية عن مساعي أميركية إسرائيلية مشتركة تتجه لأن يكون اجتماع المستشارين الثلاثي مع الجانب الروسي والذي يعقد في القدس خلال الشهر الجاري؛ محطة مؤثرة في إضعاف العلاقات الروسية مع إيران عن طريق إنهاء وجود طهران في سوريا.
وأوضحت صحيفة “إسرائيل اليوم” بحسب ما ترجمت روزنة ورصدت الوسيلة أنه: “من بين السيناريوهات المتوقع حدوثها في الاجتماع، عقد صفقة محتملة قد تتضمن قيام روسيا بطرد إيران من سوريا، وهو مطلب أمريكي وإسرائيلي رئيسي، في مقابل رفع بعض العقوبات الأمريكية والأوروبية على الأقل عن روسيا؛ مقابل موافقة الولايات المتحدة على بقاء الأسد وسلطته”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “روسيا ترى قيمة في المحادثات الثلاثية، ومن الممكن أن يكونوا على استعداد للقيام بذلك بشكل علني، ما تعتبره بأنه في حد ذاته مهم للغاية، ونقلت قول لمسؤول كبير في إدارة ترامب بأنهم يأملون بأن تحمل روسيا إلى الاجتماع الثلاثي بعض المقترحات الجديدة التي ستتيح إحراز تقدم”.
ورأت صحيفة “إسرائيل اليوم” تطور ملموس من جانب روسيا تمثل مؤخرا برفض موسكو بيع إيران نظامها الدفاعي الصاروخي الأكثر تطوراً من طراز”S-400″، فضلاً عن الرضا الروسي الضمني للهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا ، ما يمكن أن يفتح الباب أمام صفقة محتملة، في حين تذرعت إيران بالنفي أن تكون قد رغبت في الحصول على نظام الدفاع الروسي.
وفي صعيد متصل ذكرت صحيفة هآرتس: “أن نظرة روسيا تختلف عن إيران حول الشكل النهائي لإرساء الاستقرار في سوريا، مشيرة إلى أن روسيا ليس لديها أي نية لإعادة سيطرة الأسد ببساطة؛ حيث ترى أن روسيا تنظر إلى سوريا كقاعدة لإقامة علاقات أوثق مع الخليج ومصر”.
وأضافت: “بينما تأمل إيران في الاستفادة من استثماراتها الضخمة في سوريا للحفاظ على نفوذها في لبنان ومواجهة الطموحات الإقليمية السعودية؛ فضلا عن وصولها للبحر المتوسط”.
إقرأ أيضاً: إيران ترفض طلب روسيا فتح جبهة ريف حلب.. وهذا السبب!
وختمت الصحيفة: “إن اجتماع القدس الثلاثي قد يكون اختباراً حقيقياً لمدى التوافق بين كل الأطراف المجتمعة، حيث سيتبين فيما إذا كانت روسيا قد وافقت على طلب إسرائيلي بعدم منح سوريا السيطرة الكاملة على النظام الدفاعي “S-300” ، والتي كانت موسكو وقد باعتها وسلمته لدمشق.
وكان المسؤولون الإسرائيليون قد حذروا نظرائهم الروس بأنه و بمجرد تسليم السيطرة الكاملة للنظام على الـ “S-300” فإنه سيكون هدفًا مشروعًا بالنسبة لهم.
روسيا تحدد هدف الاجتما
واعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء، بحسب ما ذكرت وكالة “تاس”ورصدت الوسيلة بأن اجتماعا سُيعقد في تل أبيب مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين يهدف لحل المسألة السورية.
وقال أرتيوم كوجين مدير إدارة المعلومات والصحافة في الخارجية الروسية إن “سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، سيلتقي مع مساعد الرئيس الأمريكي (لشؤون الأمن القومي)، جون بولتون، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، في تل أبيب”.
وأشار إلى أن هدف اللقاء هو “إيجاد خطوات عملية مشتركة لصالح حل الأزمة في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط ككل”.
مجلس الأمن الروسي بدوره، أكد بأن المسؤولين الثلاثة سيعقدون اجتماعًا في إسرائيل يومي 24 و25 حزيران/ يونيو الجاري.
الاجتماع الثلاثي
ومن المقرر عقد اجتماع ثلاثي يضم رؤساء مجلس الأمن القومي الأميركي جون بولتون ونظيريه الروسي نيكولاي باتروشيف والإسرائيلي مئير بن شبات، هو الأول من نوعه بين ممثلي الدول الثلاث المنخرطة في الملف السوري، بهدف بحث «ترتيبات إخراج إيران».
وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» بحسب ما رصد موقع الوسيلة، بأن مستقبل الوجود الإيراني في سوريا سيكون الملف الرئيسي على جدول الأعمال تحت عنوان عام يتعلق بـ«مناقشة الأمن الإقليمي» في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن اللقاء حصل بناء على «تفاهم» بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في قمة هلسنكي في يوليو (تموز) العام الماضي على «إعطاء أولوية لضمان أمن إسرائيل».
مواقف حول التواجد الإيراني في سوريا
وجرت محادثات أميركية – روسية قضت بمقايضة إخراج فصائل معارضة وتنظيمات تابعة لإيران من جنوب سوريا مقابل عودة قوات النظام إلى الجنوب وإعادة «القوات الدولية لفك الاشتباك» (اندوف) إلى المنطقة العازلة في الجولان السوري.
وفي أغسطس (آب) الماضي، قال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية بأن «روسيا أجرت مشاورات مع إيران التي قالت بأنها لا ترى من الصواب تأجيج الأوضاع في المنطقة وأنها لا تحمل نوايا عدوانية تجاه إسرائيل، وبالنتيجة، وبإسهام روسي، تم سحب التشكيلات الموالية لإيران مع أسلحتها الثقيلة من مرتفعات الجولان».
وتابع أن الفصائل الإيرانية غير السورية انسحبت مسافة 140 كلم باتجاه الشرق بعيدا من حدود الأردن وخط «الفصل» في الجولان، وأنه تم سحب 1050 عنصرا و24 راجمة صواريخ و145 وحدة من الأسلحة الأخرى والتقنيات العسكرية، (هناك أنباء أخرى عن انسحاب فصائل إيران لمسافة 85 كلم).
تزامنت هذه الخطوات العسكرية – الأمنية مع إقدام الرئيس ترمب على خطوة رمزية باعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري، ثم إرساله مع مستشاره جاريد كوشنر خريطة لإسرائيل وفيها الجولان بتوقيعه (الرئيس ترمب) إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأشار التزامن، بين الخريطة وانتشار «اندوف»، إلى أن المطروح حالياً هو الترتيبات العسكرية لـ«فك الاشتباك» وليس البعد السياسي المتعلق بـمبدأ «الأرض مقابل السلام».
في المقابل، انتشرت الشرطة العسكرية الروسية في نقاط على طول خط «برافو» الفاصل بين الجولان المحتل والقنيطرة، ورعت عودة «القوات الدولية لفك الاشتباك» (اندوف).
إقرأ أيضاً: روسيا تتخلى عن بشار الأسد وتجهز ضابطاً لتنصيبه رئيساً لسورية.. وتيار علوي داعم لهم!
وأعلنت الأمم المتحدة، إعادة نشر «اندوف» بشكل تدريجي في المنطقة المنزوعة من السلاح والمخففة من السلاح بموجب ترتيبات «فك الاشتباك» من شمال الجولان إلى جنوبه. وأكدت موسكو أول من أمس «العودة الكاملة» لعمل «اندوف» في «المنطقة العازلة».
لكن المصادر الدبلوماسية أشارت إلى استمرار وجود تنظيمات سورية تابعة لإيران في أرياف درعا والسويداء والقنيطرة، إضافة إلى استمرار الغارات الإسرائيلية على «مواقع إيرانية» في سوريا وخصوصاً في الكسوة حيث «تعتقد تل أبيب بوجود قاعدة عسكرية لطهران».
ولم تعلن موسكو تحفظات على الغارات الإسرائيلية في سوريا، كما أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبوتين نهاية مارس (آذار) الماضي طوت صفحة التوتر بين موسكو وتل أبيب بعد إسقاط إسرائيل طائرة روسية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن المفاجأة كانت اقتراح نتنياهو تشكيل «فريق مشترك للعمل على انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا»، إضافة إلى استمرار «التنسيق العسكري» بين الطرفين.
وأضاف التوتر الإقليمي بعد فرض أميركا عقوبات على إيران والانسحاب من الاتفاق النووي ونشر تعزيزات عسكرية، عناصر إضافية في جدول الأعمال الروسي – الأميركي، حيث كان هذا ضمن محادثات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع بوتين في سوتشي الروسي قبل أسبوعين واتفاق واشنطن وموسكو وتل أبيب على عقد اجتماع بين رؤساء مجلس الأمن القومي في الدول الثلاث.
وحسب المصادر الدبلوماسية، فإن واشنطن تعتقد أن لديها «أدوات نفوذ» للتفاوض مع موسكو بالتفاهم مع تل أبيب لـ«إخراج إيران وإضعاف نفوذها»، وتشمل أدوات النفوذ قرار الرئيس ترمب الإبقاء على القوات الأميركية شرق الفرات ومشاركة دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا في التحالف الدولي شرق سوريا، إضافة إلى «عرقلة» أي تطبيع مع النظام أو إعادة إعمار في سوريا أو شرعية سياسية للحكومة السورية «قبل التزام خطوات ملموسة بينها تقليص الدور الإيراني في سوريا».
إقرأ أيضاً: الكونغرس الأمريكي يقر بالإجماع قانوناً يُعـاقب داعمي بشار الأسد بما فيهم روسيا وإيران
وأشارت المصادر إلى أن الأطراف الثلاثة تبحث في «خريطة طريق» تربط بين تقديم أميركا وحلفائها «حوافز» إلى موسكو في سوريا مثل الإعمار والشرعية ورفع العقوبات، مقابل التزام الأخيرة «إجراءات ملموسة» تتعلق بدور إيران وتقليص الدور العسكري والعملية السياسية في سوريا مثل تشكيل اللجنة الدستورية وتنفيذ القرار 2254.
ويعتقد الجانب الأميركي بضرورة «خروج جميع القوات الأجنبية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 2011 بعد إنجاز العملية السياسية» وأنه قادر على تحقيق ذلك عبر استعراض «أدوات الضغط» الموجودة في جعبته.