ماهر الأسد يصل جبهات ريف حماة ويجتمع بقادة وضباط روس في مطار حماة العسكري
كشف مصدر عسكري معارض أن قادة عسكريين من “الفرقة الرابعة”، من بينهم، قائدها ماهر الأسد، أجروا جولة استطلاعية في مناطق ريف حماة خلال الأيام القليلة الماضية، وتركزت في الخطوط الخلفية لجبهات القـ.تال.
وأوضح المصدر لـ”المدن“، وفق ما رصدت الوسيلة، أن الوفد العسكري الاستطلاعي اجتمع في مطار حماة العسكري، بقادة وضباط عمليات روس.
وبحسب المصدر, تسعى روسيا، لإشراك “الفرقة الرابعة” في المعارك ضد المعارضة والاستفادة من عددها وعتادها إلى جانب مليشيات النظام الروسية.
واعتبر المصدر، أنه نجاح روسيا في إقناع ماهر الأسد، بالمشاركة في المعركة، سيضمن انضمام الآلاف من عناصر المليشيات المقربة من “الفرقة الرابعة”، من أبناء الساحل السوري ومناطق غربي حماة.
وأظهرت المواقع الإعلامية الموالية لـ”الفرقة الرابعة” تعاطفاً مع معارك المليشيات ضد المعارضة في ريف حماة، وأصبحت تروّج في الأسبوعين الماضيين لعمليات المليشيات وهجماتها إلى جانب الترويج للعمليات التي تنفذها “الفرقة” في جبهات كبانة في ريف اللاذقية الشمالي.
وأشار موقع المدن إلى أن الفترة ذاتها شهدت جبهات جبلي الأكراد والتركمان عمليات إعادة انتشار لصالح مليشيات النظام الروسية، ومشاركة نارية للطائرات الحربية الروسية في محاور القتال في كبانة.
إقرأ أيضاً: سهيل الحسن يقصف بالطيران والمدفعية قوات الحرس الجمهوري في ريف حماة
ولفت الموقع إلى أن عمليات الاستطلاع وما سبقها من تعاون قد تكون مقدمة لانضمام “الفرقة الرابعة” الأكثر قرباً من إيران، إلى مليشيات النظام الروسية وحصولها على دعم روسي، كما حصل مع “لواء القدس” في وقت سابق من بداية العام 2019.
تغييرات روسية في التشكيلات التابعة لقوات الأسد
وأكد الموقع أن روسيا أجرت تغييرات في قيادة التشكيلات العسكرية التابعة لقوات النظام ومليشيات النظام الروسية، وشملت قادة من الصف الأول والثاني، وقادة العمليات الميدانية. وتم تعيين العميد الركن ميلاد جديد، قائداً لـ”القوات الخاصة”، والعميد الركن منذر إبراهيم رئيساً للأركان.
وأضاف: عينت روسيا العميد الركن كمال صارم، رئيساً لأركان “الحرس الجمهوري”. والعميد الركن أمين اسمندر، رئيس أركان “الفرقة 30″ التابعة لـ”الحرس الجمهوري”. وأيضاَ تم تغيير قادة العمليات الفرعية في محاور القتال شمالي حماة وجنوبي ادلب.
وبين الموقع أن التغييرات والتعيينات الروسية الجديدة في قيادة المليشيات وعملياتها ترافقت مع وصول المزيد من التعزيزات، خاصة من “القوات الخاصة” من حمص وريف دمشق. وأيضاً وصلت تعزيزات أرسلتها “الفرقة 30 حرس جمهوري” التي تتمركز في حلب. التعزيزات بمعظمها من قوات المشاة، تم تجنيد قسم كبير منهم من مناطق “المصالحات” في حمص وريف دمشق والجنوب السوري، ومن المجندين الجدد الملتحقين بالخدمة الإلزامية.
انزعاج روسي من فشل سهيل الحسن
تناول الموقع خسارة قوات النمر وفَشِلَ قائدها العميد سهيل الحسن، في تحقيق مكاسب كبيرة على حساب المعارضة المسلحة منذ بداية المعارك شمالي حماة، منذ مطلع أيار/مايو، باعتباره قائداً للحملة البرية. وذلك رغم الاسناد الجوي والبري الهائل الذي وفرته له روسيا. فقد بدت معركة المليشيات خاسرة، ويتضح ذلك من خلال الموازنة بين المكاسب والتوسع البري الذي حققته عمليات “النمر” خلال 50 يوماً من المعارك، والتكلفة البشرية والحربية التي دفعتها المليشيات.
وكانت تكتيكات “النمر” المعتمدة على النيران الكثيفة، مكلفة وغير مجدية، في كثير من المراحل.
ورأى الموقع أنه في حال استمرت عمليات المليشيات على المنوال ذاته من القضم الناري وفق تكتيكات “النمر” فإن التقدم البري سيبقى بطيئاً، وستزداد كلفة الخسائر في العدد والعتاد. وأثار ذلك غضب روسيا من “النمر” فعلاً.
وأردف الموقع أن قوات النمر فشلت في التصدي للمعارضة حتى في الجبهات الخلفية التي هددت بشكل مباشر معقل القوات الروسية ومنطقة نفوذها وانتشارها الأكبر في محيط ادلب.
والمفترض أن تكون تلك المنطقة هي الأكثر أمناً بالنسبة للمليشيات لأنها منطقة موالية لها وينحدر منها الجزء الأكبر من عناصر مليشيات النظام الروسية التي كانت رأس حربة العمليات البرية منذ بدايتها.
إقرأ أيضاً: فصائل المعارضة تُسقط طائرة حربية لقوات الأسد في أجواء ريف إدلب
واعتبر مصدر عسكري معارض أكد لـ”المدن”، أن التغييرات التي أجرتها روسيا في قيادة العمليات في قطاعات الانتشار البري، والتعيينات الجديدة على رأس المليشيات، هي تعبير عملي عن الغضب الروسي بسبب المعارك الفاشلة التي خاضتها المليشيات منذ شهر ونصف تقريباً.
ووفق المصدر فإن التغييرات الجديدة تهدف إلى تقليص دور “النمر” في قيادة العمليات لصلح إشراك قادة ميدانيين، بعضهم مقرب من “الفرقة الرابعة” ومليشيات أخرى جرى استقطابها إلى المعركة مؤخراً للاستفادة منها لتحقيق مكاسب أكبر وفي وقت قياسي وبتكلفة أقل.