وزير خارجية الأسد يتحدث عن إعادة العلاقات مع تركيا
أعرب وزير خارجية الأسد وليد المعلم عن استعداد نظامه لضمان أمن الحدود التركية مع سوريا وتطبيع العلاقات مع أنقرة في حال التزمت ببالأسس التي يقوم عليها منطق العلاقة بين بلدين جارين.
وأكد المعلم في مقابلة مع الميادين بحسب ما رصدت الوسيلة أن نظامه لا يسعى إلى مواجهة عسكرية مع تركيا في إدلب.
وقال المعلم: “نحن لا نسعى لمواجهة عسكرية مع تركيا لكن هذا شأن مختلف عن محاربتنا لتنظيمات مدرجة أصلاً على لوائح الأمم المتحدة أنها تنظيمات إرهابية”.
وحدد وزير الخارجية عدداً من الأسس التي يقوم عليها منطق العلاقة بين بلدين جارين وفق تعبيره.
وأوضح المعلم: “أن الأسس التي يجب على تركيا تنفيذها تتمثل بـ:
– أن تطبق اعترافها بوحدة واستقلال الأراضي السورية.
– أن تسحب قواتها من الأراضي السورية لأنها إذا لم تفعل فهي قوات احتلال لا فرق بينها وبين إسرائيل.
– أن تتوقف عن تدريب وتسليح المجموعات الإرهابية لأن التجارب أثبتت أن الإرهاب يرتد على داعميه.
وشدد المعلم على جاهزية نظامه لضمان امن الحدود السورية التركية كما جرى في اتفاق أضنة.
وأكد المعلم أنه إذا التزمت تركيا بهذه الأمور من شأن ذلك أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات معها إن شاء الله.
إقرأ أيضاً: ماهر الأسد يصل جبهات ريف حماة ويجتمع بقادة وضباط روس في مطار حماة العسكري
وحول تهديدات تركيا بشن عمل عسكري شرق الفرات, اعتبر المعلم أنه ليس في مصلحة الشعب التركي إن تدخل القوات التركية إلى منبج وشرق الفرات.
ورأى وزير خارجية الأسد أن تركيا اليوم لم تعد تركيا منذ عام 2010, مضيفاً أنها لم تعد مقبولة في العالم العربي بسبب سياساتها ودعمها للإخوان المسلمين في المنطقة العربية وهو تنظيم إرهابي.
وحول الدور التركي في اجتماعات أستانة, أشار المعلم إلى أن النظام السوري يتعامل في أستانة مع الأصدقاء الروس والأشقاء الإيرانيين.
ونوه المعلم إلى أن مشاركة الأتراك من عدمها في اجتماعات أستانة لن تغير في الموقف شيئاً.
وتابع المعلم: ” لا نتعامل مع الطرف التركي سواء شارك الأتراك أو لم يشاركوا لن يغير في المسألة شيء”.
وحمل المعلم تركيا مسؤولية عدم تنفيذ اتفاق أستانة في إدلب قائلاً: “أنا لا أستطيع أن أقول قد سقط أنا أقول لن ينفذ من جانب تركيا مع الأسف كان الجانب الروسي يقول هناك صعوبة لدى تركية في تنفيذ هذا الاتفاق سيما وأن جبهة النصرة تهيمن على معظم الفصائل الإرهابية في ادلب”.
وأضاف المعلم: “نحن نعترف جميعاً بأن إدلب محافظة سورية وما يقوم به الجيش العربي السوري من عمليات هو ضمن الأراضي السوري لم نعتدي على أحد ولا نحاول أن يكون لنا أطماع لدى الآخرين”.
وأردف المعلم: “نحن نريد تحرير أرضنا وهذا حق مشروع لنا لذلك أقول عمر الإرهاب قصير والدول هي التي تبقى وهي التي تستمر وخاصة إذا كانت هذه الدول تملك شعبا صابرا لديه الأمل بأن التحرير الكامل لأراضي سوريا باتى قريب”.
وحول تعمد استهداف نقاط المراقبة التركية في إدلب, أكد المعلم أن القصف لم يكن متعمداً.
وأشار المعلم إلى أنه يحصل مثل ذلك في الحروب وأن ما حصل كان داخل الأراضي السورية.
وتابع: “بالتأكيد ليس استهداف عن عمد لكن في الحروب تحصل هذه الأشياء خاصة نعلم بأن تركيا هي التي تزود الفصائل الإرهابية بمختلف صنوف الأسلحة والتمويل من هنا أقول وأنا واثق بأن ما حصل ليس متعمد لكن ذلك يحصل في الحروب وهو بالنهاية ضمن الأراضي السورية”.
ولفت المعلم إلى أن تركيا تزود الفصائل بكافة أنواع الأسلحة معتبراً أن هذه المعلومة ليست جديدة ومعروفة منذ بداية الأزمة في سوريا.
واستدرك المعلم: “ألتزمت تركيا ولم تنفذ ولو نفذت لوفرت الكثير من الدماء”.
ورداً على تصريحات رئيس هيئة التفاوض المعارضة نصر الحريري الذي أكد توقف العملية السياسية, بين المعلم: “أنا لا اعلق على كلام من يجلس في فندق بالرياض ويدعي بانه معارضة أقول بكل تأكيد أن العملية السياسية مستمرة منطلقا من حقيقة أن الدستور هو شأن سوري يهم الشعب السوري ويجب أن نلبي تطلعاتهم إذا اختلفنا حول بعض الأسماء وبعض الإجراءات لا يعني أن العملية السياسية قد توقفت بدليل ما زال المبعوث الأممي يصول ويجول بين عواصم عديدة وأخرها سيكون في نيويورك قبل نهاية هذا الشهر”.
ونفى المعلم وجود انخراط عسكري صيني لمحاربة الحزب الإسلامي التركستاني الإيغوري الذي يقاتل إلى جانب الفصائل المعارضة في سوريا.
إقرأ أيضاً: فصائل المعارضة تُسقط طائرة حربية لقوات الأسد في أجواء ريف إدلب
وكشف وزير الخارجية أنه طلب من أصدقائه في الصين أن يوفروا لهم الأدوات العسكرية والسياسية والثقافية من أجل مواجهة هذا التنظيم وفق تعبيره.
وحول إمكانية أن تؤدي معركة النظام في إدلب لإخراج القوات التركية, تأمل المعلم ذلك قائلاً: ” هذا ما نأمله ونعمل عليه الاحتلال بهذا العصر مفهوم انتهى نحن لسنا بالقرون الوسطى ولسنا في حروب تنتهي بمعاهدات تسجل الدول فيها أطماعها”.
وأردف المعلم قائلاً: ” سوريا في كل قرارات مجلس الأمن وفي اعتراف الأمم والمجتمع الدولي وتركيا أيضا دولة ذات سيادة يطالبون بوحدة أراضيها واستقلالها من يعترف بذلك عليه أن يحترم هذا الالتزام وأن يطبقه”.
وتأتي هذه التصريحات المفاجئة من المعلم بعد جملة من التهديدات ورغم كل الأوصاف التي يطلقها على المسؤولين الأتراك.
وتعد تصريحات المعلم هذه تراجعاً عن مواصلة عدائه لتركيا ومحاولة للتقرب منها بعد معرفته بوزن نظامه الحقيقي بين الدول الكبرى في المنطقة.
ويرى مراقبون أن نظام الأسد لا يجرؤ على المواجهة العسكرية مع تركيا بل يرتجف لمجرد رؤيته الحشود العسكرية كما حصل في عهد حافظ الأسد حين حركت تركيا جيشها وحشدت قواتها مهددة الأسد الذي سارع لتسليم عبد الله أوجلان زعيم ميليشيا حزب العمال الكردستاني إضافة لمنح الأتراك هدية قيمة تمثلت في اتفاق أضنة الذي يسمح للقوات التركية بدخول الأراضي السورية.
وتزامنت تصريحات المعلم مع قصف جوي متواصل من الطيران السوري والروسي على أرياف حماة الغربية والشمالية، وريف إدلب الجنوبي، والذي يركز على استهداف أحياء مدنية ومنشآت حيوية وخدمية.
وفشلت كل محاولات قوات الأسد في التقدم نحو مناطق سيطرت عليها المعارضة السورية خلال معركة الفتح المبين.
وصعدت قوات الأسد مدعومة من الطيران الروسي منذ أواخر نيسان الماضي حملتها ضد مواقع المعارضة السورية في أرياف حماة الشمالي والغربي وإدلب الجنوبي.
ووصل مجموع الضحايا المدنيين خلال الحملة العسكرية الحالية إلى 769 مدنيًا بينهم 221 طفلًا وعشرات الإصابات، إضافة لنزوح 84904 عائلة (551877 نسمة) منذ شباط الماضي، بحسب ماوثق الفريق، الاثنين الماضي
قصف متبادل بين الطرفين
واستهدفت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها نقطة المراقبة التركية رقم (9) في مدينة مورك بريف حماة الشمالي, ما أدى لاشتعال النيـ.ران بداخلها دون وقوع أضـ.رار او إصـ.ابات في صفوف الجنود الأتراك.
وأفاد مراسل موقع الوسيلة الجمعة بأن قوات الأسد المتمركزة في تل بزام شرقي مورك قصـ.فت بقذائف المدفعية فجر الأحد 16 حزيران/يونيو 2019، النقطة التركية التاسعة بمدينة مورك في ريف حماة الشمالي، ما أدى لاندلاع حرائق بداخلها.
وأوضح مراسلنا أنه وعقب ذلك قصفت طائرات الأسد الحربية محيط النقطة التركية متسببة بأضرار مادية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية عن تعرض نقطة المراقبة التاسعة للقوات التركية في إدلب لاستهداف بقذائف الهاون من قبل قوات النظام المتمركزة في تل بزام بريف حماة.
وأكدت وزارة الدفاع التركية أن قواتها ردت بشكل فوري بالسلاح الثقيل على مصادر الهجوم الذي استهدف نقطة المراقبة التركية التاسعة في ريف حماة.
إقرأ أيضاً: نظام الأسد يوجه رسائل هامة إلى تركيا.. بماذا اتهـم أردوغان؟
ويأتي هذا الاستهداف المتكرر لنقاط المراقبة التركية متجاهلاً تهديدات المسؤولين الأتراك وتلويحهم بالرد رغم صمتهم لمرات عدة.
ويرى مراقبون أن النظام حصل على الضوء الأخضر من روسيا لاستفزاز الأتراك وإجبارهم على إخلاء نقاط المراقبة التي تقف عائقاً أمام تقدم قوات الأسد باتجاه إدلب.
سنوقف النظام السوري عند حدّه
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد قوات الأسد برد عسكري في حال واصل النظام قصف النقاط التركية.
وأكد أردوغان أن بلاده لن تسكت على قصف المدنيين بالفوسفور معتبراً ذلك بالجريمة التي لا تغتفر.
من جانبه حمّل وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو مسؤولية ضبط انتـ.هاكات قوات النظام في إدلب وتعديها على نقاط المراقبة التركية في ريفي إدلب وحماة على عاتق روسيا وإيران.
حيث أكد تشاووش أوغلو، الأحد، بحسب ما نشرت وكالة الأناضول: “إن مسؤولية لجم النظام السوري تقع على عاتق روسيا وإيران”.
وشدّد الوزير التركي على أنه “لا يمكن التسامح مع تحرشات النظام السوري بجنودنا” في نقاط المراقبة التركية بمحافظة إدلب شمالي سوريا.
ودعا أوغلو جميع الأطراف إلى الالتزام بحدودهم وهدد بوقف انتهاكات قوات النظام قائلاً: “سنوقف النظام السوري عند حدّه، وعلى الجميع أن يعرفوا حدودهم”.
وتابع أوغلو بالقول: “لا يمكننا قبول هذا العدوان للنظام السوري وهو مخالف لمذكرة إدلب التي أبرمناها مع روسيا”.
وسبق قبل يومين أن قصفت قوات النظام النقطة التركية في قرية شير مغار، بريف حماة الغربي، للمرة الرابعة، ما أدى لإصابة ثلاثة جنود أتراك بجروح طفيفة.
إقرأ أيضاً: سهيل الحسن يقصف بالطيران والمدفعية قوات الحرس الجمهوري في ريف حماة
واعترفت وزارة الدفاع التركية الخميس الماضي، بإصابة 3 من جنودها بجروح طفيفة جراء هجوم “مقصود” من قبل قوات النظام السوري بـ 35 قذيفة هاون على نقطة المراقبة العاشرة في منطقة “خفض التوتر”.
وكان الجيش التركي قد أرسل تعزيزات عسكرية ضخمة تتضمن أسلحة ثقيلة لنقطة المراقبة التركية في شير مغار بريف حماة الغربي وذلك بعد استهدافها الخميس الماضي.
وتتوزع 12 نقطة مراقبة للجيش التركي في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب لحماية وقف إطلاق النار في إطار اتفاق أستانة.