تكتيكات سهيل الحسن الفاشلة تثير غضب الروس.. هل تستبدل روسيا نمرها؟
تبلورت مؤخراً حالة من الغضب الروسي تجاه قائد أكبر الميليشيات المرتبطة بها العميد “سهيل الحسن” الملقب بـ”النمر”، بسبب فشله في المعارك الدائرة على جبهات ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
ونقلت “أورينت نت” عن مصادر لم تسميها: ” إن سهيل الحسن عجز عن تحقيق تقدم يتناسب مع حجم الخسائر والإمكانات العسكرية التي سخرت للمعركة، وبالإضافة للإسناد البري والجوي الروسي الهائل المُقَدَّم له”.
وأضافت المصادر: ” باتت معركة الميليشيات خاسرة بسبب “تكتيكات النمر” المعتادة، والتي تعتمد على الكثافة النارية ومن ثَمَّ التقدم؛ الأمر الذي يعتبر مكلفاً لروسيا وغير مُجْدٍ في كثيرٍ من المراحل”.
وأوضحت المصادر أن ” تلك “التكتيكات” أثارت غضب روسيا بشكل فعلي، خاصةً بعد فشل ميليشيات النمر في التصدي لهجمات الفصائل الأخيرة على المحاور الخلفية لجبهات ريف حماة، والتي هددت المعسكرات الروسية بشكل مباشر.
وأشار المصدر إلى أن روسيا كانت ترى تلك المنطقة الأكثر أماناً لوجود الخزان البشري لميليشياتها، ولكونها موالية للنظام منذ بداية الثورة.
السعي لإرضاء الروس
ومن جهته قال العميد أحمد رحال، في حديثه لأورينت إن “جزءا من فشل سهيل الحسن يتحمله الروس، بسبب قناعتهم بأن الفيلق الخامس يمكن أن يعوض غياب الميليشيات الإيرانية في المعركة، حيث استغل هذا الأمر اللواء طلال مخلوف، قائد الحرس الجمهوري من خلال إرسال تعزيزات مع الفرقة 14 إلى ريف حماة، ليثبت للروس أن هناك ضباطا يمكن الاعتماد عليهم غير سهيل الحسن”.
وأضاف الرحال، أن المعركة التي بدأتها بها قوات الحرس الجمهوري بعد وصولها، غايتها الانتصار بأي ثمن، وإظهار فشل سهيل الحسن؛ لكنها تعرضت لخسائر بالعشرات، بالإضافة إلى تعرضها لغارة جوية بالخطأ، جرحت عددا من المقاتلين، كذلك قاموا بتنفيذ 6 محاولات تقدم باءت جميعها بالفشل في محاور تل ملح والجبين بريف حماة.
إقرأ أيضاً: اللواء جميل الحسن يتفقد جبهات ريف حماة.. هذا ما قاله لرفع معنويات قوات الأسد المنهارة! (صور)
وأشار الرحال في حديثه، إلى أن الروس اقتنعوا بفشل الحرس الجمهوري وقوات النمر في المعارك، ولكن روسيا ليس من السهل أن تتخلى عن سهيل الحسن، بسبب تجهيزه منذ أكثر من 5 سنوات من أجل يكون واجهة عسكرية لروسيا في سوريا، وممكن أن تفرضه في أي دور قادم في العملية السياسية المقبلة.
هل سيحتل ماهر الأسد مكانة سهيل الحسن عند الروس؟
وكشف مصدر عسكري معارض أن قادة عسكريين من “الفرقة الرابعة”، من بينهم، قائدها ماهر الأسد، أجروا جولة استطلاعية في مناطق ريف حماة خلال الأيام القليلة الماضية، وتركزت في الخطوط الخلفية لجبهات القـ.تال.
وأوضح المصدر لـ”المدن“، وفق ما رصدت الوسيلة، أن الوفد العسكري الاستطلاعي اجتمع في مطار حماة العسكري، بقادة وضباط عمليات روس.
حيث تسعى روسيا، لإشراك “الفرقة الرابعة” في المعارك ضد المعارضة والاستفادة من عددها وعتادها إلى جانب مليشيات النظام الروسية.
واعتبر المصدر، أنه نجاح روسيا في إقناع ماهر الأسد، بالمشاركة في المعركة، سيضمن انضمام الآلاف من عناصر المليشيات المقربة من “الفرقة الرابعة”، من أبناء الساحل السوري ومناطق غربي حماة.
وأظهرت المواقع الإعلامية الموالية لـ”الفرقة الرابعة” تعاطفاً مع معارك المليشيات ضد المعارضة في ريف حماة، وأصبحت تروّج في الأسبوعين الماضيين لعمليات المليشيات وهجماتها إلى جانب الترويج للعمليات التي تنفذها “الفرقة” في جبهات كبانة في ريف اللاذقية الشمالي.
وأشار الموقع إلى أن الفترة ذاتها شهدت جبهات جبلي الأكراد والتركمان عمليات إعادة انتشار لصالح مليشيات النظام الروسية، ومشاركة نارية للطائرات الحربية الروسية في محاور القتال في كبانة.
ولفت الموقع إلى أن عمليات الاستطلاع وما سبقها من تعاون قد تكون مقدمة لانضمام “الفرقة الرابعة” الأكثر قرباً من إيران، إلى مليشيات النظام الروسية وحصولها على دعم روسي، كما حصل مع “لواء القدس” في وقت سابق من بداية العام 2019.
وفي صعيد متصل قال الضابط المنشق العميد محمد الخالد ، إنه “بعد منح ميليشيات الفيلق الخامس وقوات النمر ما يقارب 60 يوماً لتحقيق تقدم ملحوظ في جبهات الساحل وريف حماة الشمالي وفشلهم في جميع المعارك وعدم قدرتهم على الدفاع عن مناطقها، أجبر روسيا على محاولة الاستعانة بحلفاء جدد، ومنهم الفرقة الرابعة وقوات الحرس الجمهوري التي كانت محسوبة على إيران”.
مصير الفيلق الخامس
قال العميد المنشق محمد خالد: “روسيا استفادت من الحالة التي تعيشها المليشيات الإيرانية من خلال الحصار التي تفرضه عليه الدول الغربية ومحاولة إخراجها من سوريا، وذلك من خلال استمالة المليشيات المحسوبة على إيران لزجها في المعارك الدائرة بريف حماة، والاستفادة من خبرة مقاتليها والآليات الثقيلة التي تملكها لرفد الجبهات التي تعاني من نقص في الأعداد البشرية.
وبحسب الخالد، فإن قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، إذا استطاعت أن تحدث خرقاً في الجبهات، فإنها بالتأكيد ستنال ثقة الروس، وسيتم الاعتماد عليها بديلاً عن قوات الفيلق الخامس التي فشلت في المعارك الأخيرة، وتعرضت لهزائم ضخمة أدت إلى سقوط المئات من المقاتلين بين قتيل وجريح.
إقرأ أيضاً: انشقاق أعداد كبيرة من قوات الأسد على جبهات ريف حماة.. وهذه الأسباب!
من جهته توقع الناشط الصحفي محمد الشيخ، إن “الصراع سيكون محتدماً بين قوات الفرقة الرابعة وقوات النمر في حال حصلت الفرقة الرابعة على ثقة الروس، وقد انتقلت من المعسكر الإيراني الذي يتعرض إلى عقوبات إلى المعسكر الروسي، خصوصاً في ظل العداء بين قائد الفرقة الرابع ماهر الأسد وسهيل الحسن، بعد طرد قوات الأسد من منطقة سهل الغاب قبل أشهر”.
وأشار الشيخ إلى أن “حالة العداء بين الطرفين لن تحقق نتيجة أو تقدم، لأن كل طرف يريد أن يكون الشريك الوحيد لروسيا، لذلك فإن هذه القوات تتعرض بشكل يومي على مقتلة في محاور الجبين وتل ملح”.