بالتزامن مع وصول مخترعها لخطوط التماس.. مروحيات النظام تستخدم البراميل في قصف المدنيين
جددت مروحيات النظام قصـ.فها المدنيين في ريف حماة باستخدام البراميل المتفـ.جرة تزامناً مع وصول مخترعها اللواء جميل الحسن إلى خطوط الاشـ.تباك شمال حماة.
وأفاد مراسل الوسيلة أن مروحيات النظام الغائبة عن سماء ريفي إدلب وحماة منذ أيام، عادت مجدداً واستهدفت بالبراميل المتفـ.جرة قريتي تل النار وكفرسجنة غي إدلب الجنوبي، دون ورد أنباء عن وقوع ضـ.حايا.
وأضاف مراسلنا إن طائرات النظام الحربية استهدفت، مساء الأمس منازل المدنيين في مدينة سراقب، ما أسفر عن مقـ.تل 5 أشخاص من المدنيين بينهم طفلين، وإصـ.ابة 6 مدنيين آخرين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 43 شخصاً بينهم 9 نساء و5 أطفال قتـ.لوا من البراميل المتفـ.جرة التي ألقتها الطائرات المروحية.
وبحسب ما ذكر المرصد فإن الخسائر البشرية ارتفعت إلى (1883) شخصا ممن قتـ.لوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» في الـ30 من شهر أبريل الفائت، وحتى يوم الجمعة 21 من الشهر، بينهم 497 مدنيا و121 طفلا و100 امرأة قـ.تلتهم طائرات النظام و«الضامن» الروسي ، بالإضافة للقـ.صف والاستهداف البري، وهم 53 بينهم 16 طفلا و16 مواطنة في القصف الجوي الروسي على ريفي إدلب وحماة.
ويتهم اللواء جميل الحسن بأنه المسؤول عن فكرة البراميل المتفجرة التي يستعملها النظام في قصفه لمواقع المعارضة السورية، والتي قـ.تلت الآلاف من المدنيين، وأكد ذلك المحلل اللبناني، ميخائيل عوض، عندما وجه في مقابلة تلفزيوينة شكرًا للحسن على اختراعه.
جميل الحسن يتفقد قوات النظام في ريف حماة
وكان اللواء جميل الحسن رئيس فرع المخابرات الجوية، زار جبهات ريف حماة الشمالي وفق ما تناقلت صفحات ومواقع موالية لنظام الأسد.
ونشرت شبكة الإعلام الحربي السوري التابعة لنظام الأسد صوراً للواء الحسن برفقة ضباط على جبهات القـ.تال في ريف حماة.
وعلقت الشبكة الموالية على الصور قائلة: “سيادة اللواء جميل الحسن في زيارةٍ تفقدية للقوات العاملة على خطوط النار في أرياف حماه وإدلب”.
وتابعت الشبكة وصفها زيارة الحسن, مضيفة: “حيث تفوح رائحة الكرامة بين أقدس خلق الله رجال الجيش العربي السوري قوات النمر”.
ونقلت شبكة الإعلام الحربي توجه اللواء الحسن بالحديث إلى القيادي البارز في جيش النظام العميد صالح العبد الله ولقائد قطاع الغاب باسل علي محمد قائلاً: “جئت لأكون بينكم حيث تصنع البطولات وتسطر ملاحم العز والكرامة . هنا يصنع النصر وهنا يكتب التاريخ”.
إقرأ ايضاً: هذه الأسباب الحقيقية لزيارة اللواء جميل الحسن إلى جبهات ريف حماة.. ما علاقة سهيل الحسن؟
وتأتي زيارة اللواء الحسن لجبهات القتال في ظل فشل قوات النظام في اختراق مقاتلي المعارضة والسيطرة على المثلث الأهم في ريف حماة الغربي “تل ملح والجبين ومدرسة الضهر”.
ولا زالت قوات المعارضة صامدة بوجه أعتى الحملات العسكرية لنظام الأسد وروسيا ووسط كثافة نارية لم يسبق أن تعرضت لها جبهات القتال طيلة السنوات الأخيرة وفق مراقبين.
وفشلت “قوات النمر” في تحقيق أي مكاسب على الأرض في ريف حماة الشمالي والغربي رغم الدعم الروسي البري والجوي غير المحدود.
البراميل المتفجرة
سلاح بدائي الصنع شديد الفتك رخيص التكلفة، شاع ذكره إثر استخدام النظام السوري له في مواجهته للثورة الشعبية التي اندلعت ضده، ويطالب الحقوقيون بتحريمه في القانون الدولي.
المكونات والخصائص
تتكون البراميل المتفجرة من قوالب معدنية أو إسمنتية مزوّدة بمروحة دفع في الخلف وبصاعق ميكانيكي في المقدمة، ولها روافع على أطرافها تعين على وضعها في الطائرة التي ستلقيها -تبعا لقانون السقوط الحر- على المكان المستهدف.
تحمل هذه البراميل ما بين 200 و300 كيلوغرام من مادة “تي أن تي” المتفجرة، وتضاف إليها مواد نفطية تساعد في اندلاع الحرائق عند إصابة الهدف، وقصاصات معدنية مثل المسامير وقطع الخردة المستخدمة في صناعة السيارات، لتكون بمثابة شظايا تُحدث أضرارا مادية في البشر والمباني، خاصة إذا كان القصف مباغتا.
ومن خصائص البراميل المتفجرة أنها سلاح رخيص نسبيا ولا يتطلب أي توجيه تقني، ويتم إلقاؤها من المروحيات على المناطق السكنية المكتظة، لتـُحدث دمارا كبيرا وضغطا هائلا مصحوبا بكتل كبيرة من اللهب داخل دائرة قطرها 250 مترا دون أي دقة في إصابة الأهداف.
بداية الشيوع
رغم أن استخدام البراميل المتفجرة فكرة سوفياتية الأصل (قنابل FAB)، فإنه لم يكن شائعا قبل أن يستعملها النظام السوري منذ أغسطس/آب 2012 على نطاق واسع في مواجهته للثورة الشعبية التي اندلعت في مختلف المحافظات السورية منذ مارس/آذار 2011.
وذلك بعد أن أوشكت ذخيرته من القنابل التقليدية على النفاد، ثم انتقل استعماله إلى العراق عام 2014، حيث بدأت الحكومة العراقية إلقاء البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية في المناطق الخارجة عن سيطرتها في محافظة الأنبار.
ويُعزى اعتماد النظام السوري على هذا النوع من الأسلحة (1673 برميلا متفجرا ألقاه سلاح الجو النظامي على مختلف المحافظات السورية حتى بداية 2014) لكونه سلاحا بدائيا رخيصا، ولقدرته على إحداث الدمار بأوسع نطاق تطبيقا لإستراتيجية “الأرض المحروقة”.
مطالبة بالتحريم
وتؤكد الإحصائيات مقتل ما لا يقل عن 2748 شخصا منذ بدء الثورة ودمار وتضرر نحو 5400 مبنى (وذلك حتى مطلع عام 2014)، جراء إسقاط طائرات النظام للبراميل المتفجرة عشوائيا.
ويصف حقوقيون هذه الأسلحة -التي لم يُسلط الضوء عليها كثيرا لندرة استخدامها في الحروب النظامية- بأنها شديدة العشوائية ولا تصيب أهدافا عسكرية محددة، مما يعني أن الهدف من استخدامها لا يمكن أن يكون سوى “القتل والإرهاب”، خاصة أن نسبة 97% من ضحاياها مدنيون.
ويرى هؤلاء الحقوقيون أن مبدأ مسؤولية القيادة في القانون الدولي الإنساني “يعتبر كل من ارتكب تلك الجرائم مجرما تجب على المجتمع الدولي محاكمته”.
ويثير استخدام سلاح البراميل المتفجرة تساؤلا عن سبب اهتمام العالم بالسلاح الكيميائي إلى درجة التهديد أحيانا بالتدخل العسكري لنصرة ضحاياه، بينما لا تكاد هذه البراميل تثير اهتمام أحد في المجتمع الدولي حتى ولو بلغ عدد ضحاياها أضعاف ضحايا أي سلاح آخر.