هذه حقيقة إعادة العلاقات بين تركيا ونظام الأسد!
تناول مركز جسور للدراسات تحليلاً حول تصريحات وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم والتي فتحت الباب للحديث عن تسـ.ريبات بوجود اتصالات مباشرة بين المخابرات السورية والتركية وحقيقة إعادة العلاقات بين نظام الأسد وتركيا ومواقف أنقرة تجاه هذه المسألة .
وأشار المركز في بداية تحليله بحسب ما رصدت الوسيلة إلى تصريح وزير خارجية النظام السوري وزير المعلم قبل أيام حين قال: إنّ حكومة بلاده جاهزة لتطبيع العلاقات مع تركيا مقابل شروط تتعلّق بوجودها العسكري في سوريا ودعمها لفصائل المعارضة.
وأضاف مركز جسور أنّ هذا التصريح فتح الباب للحديث عن تسريبات بوجود اتصالات مباشرة بين المخابرات التركية والسورية.
ولفت المركز إلى أن هذه المعلومات غير صحيحة، وأكثر ما يكون قد حصل هو الاتصال غير المباشر عبر روسيا وإيران وقد لوّحت تركيا سابقاً بذلك على لسان مسؤوليها.
ورأت الدراسة التحليلية أنه في الواقع لا يوجد من الأسباب الموجبة التي تدعو تركيا لإجراء اتصال مباشر مع النظام السوري واستخباراته كونها ليست في موقع حرج جرّاء العمليات العسكرية في الشمال وكذلك فصائل المعارضة التي تُقدّم الدعم لها.
وأوضحت الدراسة أن هناك الكثير من الجهد العسكري والأمني لم يتم استخدامه بعد في المعارك الحاصلة بأرياف حماة وإدلب واللاذقية، ولم يحصل تهديد كبير للمصالح الاستراتيجية التركية يدعوها لبذل مزيد من القوّة مثلما فعلت إبان محاولة النظام وروسيا وإيران التقدّم نحو الطريق الدولي بين دمشق وحلب في كانون الثاني/ يناير 2018.
وخلصت الدراسة إلى أن أيّ حديث عن انفراجة بين الطرفين لا يجانب الصواب طالما أنّ موقع أنقرة ومصالحها في الشمال السوري في حالة جيدة نسبياً، لكن في المقابل يُمكن القول إن روسيا وإيران هما من تدفعا باتجاه إجراء اتصالات مباشرة بين النظام وتركيا على المستوى الدبلوماسي والاستخباراتي، ولما تنجح جهودهما حتى اللحظة.
إقرأ أيضاً: تركيا توجه رسائل حازمة لروسيا بشأن إدلب.. سنوقف نظام الأسد عند حدّه
واعتبرت الدراسة أن هذه الخطوة من اجل التقليل من الشأن الوجود الاعتباري لأنقرة في سوريا، لأنّ مثل هذا الأمر يعني تنازلاً كبيراً ليست مضطرة لفعله، كما أن تركيا فيما يخص الملف السوري لديها تواصل مستمر ومباشر مع الفاعلين الأساسيين روسيا وإيران وليس مع النظام السوري الذي سُلب منه القرار والإرادة لصالح هذين الأخيرين.
نظام الأسد يتودد لتركيا!
وكان وزير خارجية الأسد وليد المعلم قد أعرب عن استعداد نظامه لضمان أمن الحدود التركية مع سوريا وتطبيع العلاقات مع أنقرة في حال التزمت بالأسس التي يقوم عليها منطق العلاقة بين بلدين جارين.
وأكد المعلم في مقابلة مع الميادين قبل أيام بحسب ما رصدت الوسيلة أن نظامه لا يسعى إلى مواجهة عسكرية مع تركيا في إدلب.
وقال المعلم: “نحن لا نسعى لمواجهة عسكرية مع تركيا لكن هذا شأن مختلف عن محاربتنا لتنظيمات مدرجة أصلاً على لوائح الأمم المتحدة أنها تنظيمات إرهابية”.
وحدد وزير الخارجية عدداً من الأسس التي يقوم عليها منطق العلاقة بين بلدين جارين وفق تعبيره.
وأوضح المعلم: “أن الأسس التي يجب على تركيا تنفيذها تتمثل بـ:
– أن تطبق اعترافها بوحدة واستقلال الأراضي السورية.
– أن تسحب قواتها من الأراضي السورية لأنها إذا لم تفعل فهي قوات احتلال لا فرق بينها وبين إسرائيل.
– أن تتوقف عن تدريب وتسليح المجموعات الإرهابية لأن التجارب أثبتت أن الإرهاب يرتد على داعميه.
وشدد المعلم على جاهزية نظامه لضمان امن الحدود السورية التركية كما جرى في اتفاق أضنة.
وأكد المعلم أنه إذا التزمت تركيا بهذه الأمور من شأن ذلك أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات معها إن شاء الله.
وتأتي هذه التصريحات المفاجئة من المعلم بعد جملة من التهديدات ورغم كل الأوصاف التي يطلقها على المسؤولين الأتراك.
وتعد تصريحات المعلم هذه تراجعاً عن مواصلة عدائه لتركيا ومحاولة للتقرب منها بعد معرفته بوزن نظامه الحقيقي بين الدول الكبرى في المنطقة.
إقرأ أيضاً: قوات المعارضة تكبد قوات الأسد وميليشياتها خسائر فادحة على جبهات ريف حماة (فيديو)
ويرى مراقبون أن نظام الأسد لا يجرؤ على المواجهة العسكرية مع تركيا بل يرتجف لمجرد رؤيته الحشود العسكرية كما حصل في عهد حافظ الأسد حين حركت تركيا جيشها وحشدت قواتها مهددة الأسد الذي سارع لتسليم عبد الله أوجلان زعيم ميليشيا حزب العمال الكردستاني إضافة لمنح الأتراك هدية قيمة تمثلت في اتفاق أضنة الذي يسمح للقوات التركية بدخول الأراضي السورية.
وتزامنت تصريحات المعلم مع قصف جوي متواصل من الطيران السوري والروسي على أرياف حماة الغربية والشمالية، وريف إدلب الجنوبي، والذي يركز على استهداف أحياء مدنية ومنشآت حيوية وخدمية.
وفشلت كل محاولات قوات الأسد في التقدم نحو مناطق سيطرت عليها المعارضة السورية خلال معركة الفتح المبين.
وصعدت قوات الأسد مدعومة من الطيران الروسي منذ أواخر نيسان الماضي حملتها ضد مواقع المعارضة السورية في أرياف حماة الشمالي والغربي وإدلب الجنوبي.
ووصل مجموع الضحايا المدنيين خلال الحملة العسكرية الحالية إلى 769 مدنيًا بينهم 221 طفلًا وعشرات الإصابات، إضافة لنزوح 84904 عائلة (551877 نسمة) منذ شباط الماضي، بحسب ماوثق الفريق، الاثنين الماضي