أخبار تركيا

من هو أكرم إمام أوغلو الذي انتزاع إدارة إسطنبول التي بقيت في يد أردوغان منذ عام 1994؟

فاز مرشح المعارضة التركية، أكرم إمام أوغلو، بانتخابات البلدية في مدينة إسطنبول، بحسب نتائج أولية.

وتمثل هذه النتيجة انتكاسة كبيرة لحزبه العدالة والتنمية الحاكم.

وقال أكرم إمام أوغلو الفائز برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، إنه يرغب في زيارة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، للتباحث معه حول التنسيق لإدارة شؤون مدينة إسطنبول.

جاء ذلك في خطاب ألقاه عقب فوزه بانتخابات رئاسة بلدية اسطنبول الكبرى، التي جرت اليوم الأحد، حسب النتائج غير الرسمية.

وأعرب إمام أوغلو، عن أمله في أن تحمل نتيجة الانتخابات الخير لإسطنبول.

وأضاف قائلا: “أتمنى أن تكون نتيجة الانتخابات وسيلة خير على مدينة إسطنبول، وأرغب في زيارة السيد رئيس الجمهورية للتباحث معه حول التنسيق لإدارة شؤون المدينة.

وأعرب عن امتنانه للشعب التركي ولسكان إسطنبول قائلا “أنتم من حافظ على سمعة ديمقراطية تركيا أمام أنظار العالم بأسره”.

من جانبه هنأ مرشح الحزب الحاكم، بن علي يلدريم، منافسه بالفوز في منصب رئاسة بلدية اسطنبول الكبرى، وتمنى له النجاح والتوفيق في مهامه الجديدة.

وأوضح يلدريم أنه بذل جهودا كبيرة خلال حملته الانتخابية، وأنه يحترم ارداة الناخبين في اسطنبول.

وهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو، لفوزه برئاسة بلدية اسطنبول الكبرى.

جاء ذلك في تغريدة على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”عقب إعلان النتائج غير الرسمية لانتخابات رئاسة بلدية اسطنبول الكبرى التي جرت اليوم الأحد.

وقال أردوغان في تغريدته: “الإرادة الوطنية تجلّت مرة أخرى اليوم وأتمنى أن تعود نتيجة انتخابات بلدية إسطنبول بالخير على المدينة”.

وأردف قائلا: “بحسب النتائج غير الرسمية، فإن أكرم غمام أوغلو فاز بانتخابات رئاسة بلدية اسطنبول، وأنا أهنأه على هذا الفوز”.

وأضاف أردوغان: “مثلما كنا في السابق، سنمضي خلال المرحلة القادمة أيضًا نحو أهدافنا المنشودة لعام 2023، في أجواء من الوحدة والتعاضد وفي إطار مبادئ “تحالف الشعب” دون تقديم تناول في الديمقراطية وسيادة القانون وأمن واستقرار وازدهار بلادنا”.

وصوت سكان مدينة إسطنبول مرة أخرى لانتخاب رئيس للبلدية بعد إلغاء الانتخابات التي فاز بها مرشح المعارضة في أواخر مارس/آذار الماضي.

وكان إمام أوغلو قد فاز حينها بفارق 13 ألف صوت، لكن حزب العدالة والتنمية اعترض على النتيجة، قائلا إن مخالفات قانونية قد جرت.

من هو أكرم إمام أوغلو

لكن من هو أكرم إمام أوغلو الذي كان قد تمكن من انتزاع إدارة المدينة التي بقيت في يد أردوغان منذ عام 1994؟

يعتبر أكرم إمام أوغلو من النجوم الصاعدين في سماء السياسة التركية، وينتمي إلى جيل الشباب نسبيا بعكس قيادة حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه ويتزعمه كمال كليجدار أوغلو البالغ من العمر 71 عاماً.

بدأت مسيرة أردوغان السياسية من مدينة اسطنبول عام 1994، عندما انتُخب رئيسا للبلدية مرشحا عن حزب الرفاه الاسلامي، بزعامة نجم الدين أربكان، الذي تم حله لاحقاً ودخل أردوغان السجن لعدة أشهر، ومُنع من تولي منصب حكومي بعد إلقائه قصيدة دينية في مهرجان خطابي.

كذلك بدأ إمام أوغلو مسيرته السياسية من هذه المدينة.

وتولى حزب الفضيلة الإسلامي الذي ورث حزب الرفاه رئاسة بلدية المدينة حتى عام 2004. وكان حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان قد وصل إلى الحكم في تركيا عام 2002، فعادت المدينة إلى إدارة حزبه منذ 2004، أي أن المدينة لم تخرج عن سيطرة الأحزاب ذات الميول الإسلامية منذ ربع قرن.

لهجة تصالحية

بعكس الخطاب الحماسي والصدامي لأردوغان، تحدث إمام أوغلو أمام أنصار حزبه في المدينة موجها كلامه لأنصار أردوغان، بعد إعلان لجنة الانتخابات عن تقدمه بفارق بسيط على مرشح أردوغان من العيار الثقيل بن علي يلدريم، رئيس الوزراء ورئيس البرلمان سابقا. وقال إمام أوغلو “إن العملية يجب أن تجري بإحترام وتفاهم وبالحوار متبادل، وأدعو رئيسي رجب طيب أردوغان إلى إبداء منتهى الحرص في هذا المجال، وتخفيف التوتر خدمة لمصلحة الوطن والمنطقة. وأرجو التوصل إلى حل عادل بأسرع وقت ممكن، وتلافي إلحاق الضرر بسمعة تركيا دوليا”.

وحضر إمام أغلو صلاة الغائب على أرواح ضحايا هجوم كرايست تشيرتش في نيوزيلندا قبل أشهر، وقرأ بعض الآيات القرآنية. وهذا يناقض تماما الصورة النمطية عن حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي العلماني.

وإمام أغلو من مواليد مدينة طرابزون شمالي تركيا عام 1970، وخريج كلية إدارة الأعمال في جامعة اسطنبول، وينحدر من أسرة متدينة ومحافظة من الناحية الاجتماعية لكن لها تاريخ طويل في العمل السياسي، فوالده مؤسس فرع حزب الوطن الأم بزعامة رئيس وزراء تركيا الراحل تورغوت أوزال في طرابزون.

واعترف إمام اوغلو بأنه ينحدر من أسرة محافظة، لكنه أصبح أكثر تحرراً وتبنى القيم الديمقراطية الاجتماعية خلال مرحلة دراسته الجامعية.

ولم ينخرط في العمل السياسي حتى عام 2008، وهو عام انضمامه إلى حزب الشعب الجمهوري. وبعدها بعام فقط انتزع إمام أوغلو رئاسة بلدية حي بيليكدوزو في القسم الأوروبي من اسطنبول من حزب العدالة والتنمية.

استثمار النجاح

واستغل حزب الشعب الجمهوري الأداء الجيد لإمام أوغلو في إدارة حي بيليكدوزو خلال الأعوام الخمسة الماضية، فرشحه في الانتخابات الأخيرة لرئاسة بلدية اسطنبول التي تضم أكثر من عشرة ملايين ناخب و16 مليون نسمة.

وزار زعيم الحزب، كليجدار أوغلو، منزل حسن إمام أوغلو، والد أكرم، في طرابزون في 13 دسبمبر/كانون الأول 2018، ومازحه بقوله “جئنا نخطب يد ابنك” عند الإعلان رسمياً عن تسمية أكرم مرشحاً للحزب لرئاسة بلدية اسطنبول.

فرد عليه حسن إمام أوغلو بقوله: “لقد سبق وأن أخذت بنتا من آغجا آبات (أحد أحياء مدينة طرابزون) ونعطيك الآن شاباً أيضاً”.

وخاض إمام أغلو حملة انتخابية منذ ذلك الوقت بجدارة وحكمة، متفاديا إثارة الانقسام واستفزاز الناخبين. ولجأ إلى خطب ود مختلف قطاعات الناخبين.

وكان يتوجه الى الناخبين في الأحياء التي تعتبر معقل حزب حزب العدالة والتنمية، ويتجول في شوارعها، ويتحدث إلى الناس في مسعى لكسب ود المواطنين العاديين. وفي المقابل، كان أردوغان يخوض الحملة الانتخابية شخصيا نيابة عن حزبه، لدرجة أنه ألقى ثمانية خطابات أمام الناخبين في اسطنبول في آخر يوم من الحملة الانتخابية.

ورغم تفادي حزب أردوغان، المتحالف مع حزب الحركة القومية التركي المتشدد، استفزاز الناخبين الأكراد خلال الحمة الانتخابية، لكن هذا التحالف كان كفيلاً بخسارة الصوت الكردي لصالح إمام أغلو بكثافة. وقد امتنع حزب الشعوب الديمقراطية الموالي للأكراد عن تقديم مرشحين له في اسطنبول وأنقرة وغيرها من المدن الكبرى التي لا يمثل الأكراد فيها غالبية السكان، وبالتالي ذهبت أصواتهم للمعارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى