هذه الأسباب الحقيقية لزيارة اللواء جميل الحسن إلى جبهات ريف حماة.. ما علاقة سهيل الحسن؟
أكد القائد العسكري في “جيش العزة” العقيد مصطفى بكور، أن زيارة اللواء جميل الحسن إلى جبهات ريف حماة، تأتي في الوقت الحرج الذي تعيش فيه المليشيات، معارك متعثرة وخلافات بين قادتها وغرف العمليات، وتشكيلاتها منهارة.
وأوضح بكور في حديث لـ”المدن“، وفق ما رصدت الوسيلة أن الزيارة العاجلة للحسن، جاءت للتقليل من أثر الخسارة ورفع معنويات المليشيات المنهارة.
وإن تخلخل صفوف المليشيات وانهيارها المبكر يقلق روسيا، التي دفعت على الأغلب برئيس إدارة “المخابرات الجوية” بوضعه الصحي السيء للغاية، لزيارة الجبهات والاطلاع على الأسباب التي تقف وراء الفشل المتكرر، وتعثر المعارك والخسائر الكبيرة. ومن المفترض أن يتولى الحسن، الوساطة بين قادة المليشيات المتنازعين مسؤولية الفشل والخسائر بحسب ما جاء في الموقع.
ووفق المدن فإن الاشاعات الروسية المتواصلة، عن قائد “العزة” والسلاح الكيماوي، هي محاولة للتغطية على حدث أكبر يجري في صفوف مليشيات النظام.
وبين الموقع المعارض أن هذه الطريقة من البروباغاندا المعاكسة، هي أسلوب روسي بات معروفاً للتشويش وخلق الفوضى في صفوف الخصوم. لذا، يبدو أن قراءة زيارة اللواء الحسن، لريف حماة، تحتاج تحليلاً مغايراً للرواية الرسمية.
وأشارت مصادر لموقع المدن إلى أن مليشيا “النمر” تنتمي بالأصل لـ”المخابرات الجوية”، وهي باتت ذراعها الهجومية بعدما باتت “الجوية” جهازاً روسي الولاء. وليس لمليشيا “النمر” من سجون أو معتقلات، وهي تقتل كل أسراها.
وبحسب المصادر فالـ “النمر”، مليشيا طائفية علوية، باتت محط اعتماد الروس في معاركهم من الغوطة الشرقية إلى حماة اليوم. وقد تعرضت “النمر” لخسائر فادحة خلال المعارك الأخيرة في حماة، وسط أنباء عن غضب روسي من أدائها على الأرض. وتشير بعض المعطيات إلى اعتكاف “النمر” سهيل الحسن، كإحتجاج على الخسائر، وعلى قلة الوفاء الروسية لدوره.
ورأت ذات المصادر أن الغريب في زيارة اللواء الحسن، الذي يخضع لعلاج يومي يبقيه بالكاد على قيد الحياة، أنه لم يلتقِ فيها بالعميد سهيل الحسن.
ويعتبر هذا أحد أخطر المؤشرات في الزيارة، وربما يشير إلى وساطة ضرورية يقوم بها الحسن شخصياً، للتواصل مع سهيل الحسن، الذي تشير المعطيات إلى انسحاب جزئي لقواته على جبهات حماة، ودخول مليشيات أقل خبرة بكثير من قواته كـ”الحرس الجمهوري” و”القوات الخاصة” بحسب المصادر نفسها.
وحول شائعة إصابة قائد جيش العزة, أكد بكور، أن قائد “العزة” الرائد جميل الصالح، لم يصب وهو بصحة جيدة وما يزال على رأس عمله في جبهات القتال في ريف حماة.
واعتبر بكور، أن المليشيات بدأت تروج للشائعات، وتكذب على الموالين وتتحدث عن انتصارات وهمية للتغطية على خسائرها وفشلها في المعارك، وأيضاً لكي تخفي جانباً من الخلافات التي تشهدها صفوف المليشيات وقادتها بعد انتكاستها الأخيرة في المعارك.
إقرأ أيضاً: انشقاق أعداد كبيرة من قوات الأسد على جبهات ريف حماة.. وهذه الأسباب!
وتندرج شائعة القصف الكيماوي المفترضة أيضاً في إطار الحرب الدعائية والكذب الذي تمارسه المليشيات عندما تخسر، وتتعثر معاركها. وقد تُحضّرُ المليشيات لاستخدام أسلحة كيماوية فعلاً، لذلك بدأت تروج لها، لأنها استخدمت مختلف أصناف الأسلحة الجوية والبرية لم تتمكن من التقدم، ولم يبقَ أمامها سوى القصف بالكيماوي وفق بكور.
وكانت مواقع وصفحات موالية لنظام الأسد قد روجت خلال اليومين الماضيين لاستهداف كيماوي مفترض قد تنفذه المعارضة المسلحة في جبهات حماة، ومناطق العمق، وتقول قوات الأسد إنها حصلت على معلومات تؤكد نية المعارضة تنفيذ هذه العملية ومن ثم اتهام المليشيات بها.
كما تداولت تلك المواقع الموالية شائعات الهجوم الكيماوي المفترض، إضافة لخبر إصابة قائد “جيش العزة” الرائد جميل الصالح، ونقله إلى المشافي التركية ومقتله هناك.
اللواء جميل الحسن يتفقد جبهات ريف حماة
زار اللواء جميل الحسن رئيس فرع المخابرات الجوية، جبهات ريف حماة الشمالي وفق ما تناقلت صفحات ومواقع موالية لنظام الأسد.
ونشرت شبكة الإعلام الحربي السوري التابعة لنظام الأسد صوراً للواء الحسن برفقة ضباط على جبهات القـ.تال في ريف حماة.
وعلقت الشبكة الموالية على الصور قائلة: “سيادة اللواء جميل الحسن في زيارةٍ تفقدية للقوات العاملة على خطوط النار في أرياف حماه وإدلب”.
وتابعت الشبكة وصفها زيارة الحسن, مضيفة: “حيث تفوح رائحة الكرامة بين أقدس خلق الله رجال الجيش العربي السوري قوات النمر”.
ونقلت شبكة الإعلام الحربي توجه اللواء الحسن بالحديث إلى القيادي البارز في جيش النظام العميد صالح العبد الله ولقائد قطاع الغاب باسل علي محمد قائلاً: “جئت لأكون بينكم حيث تصنع البطولات وتسطر ملاحم العز والكرامة . هنا يصنع النصر وهنا يكتب التاريخ”.
وتأتي زيارة اللواء الحسن لجبهات القتال في ظل فشل قوات النظام في اختراق مقاتلي المعارضة والسيطرة على المثلث الأهم في ريف حماة الغربي “تل ملح والجبين ومدرسة الضهر”.
ولا زالت قوات المعارضة صامدة بوجه أعتى الحملات العسكرية لنظام الأسد وروسيا ووسط كثافة نارية لم يسبق أن تعرضت لها جبهات القتال طيلة السنوات الأخيرة وفق مراقبين.
يشار إلى أن العميد صالح العبد الله، أو ما يعرف بين مؤيدي النظام بـ “السبع” هو من قرية عيناتا المشتى في صافيتا، خاض عدة عمليات عسكرية ضد قوات المعارضة سابقاً.
إقرأ أيضاً: قوات ماهر الأسد تنسحب من جبهات ريف اللاذقية.. وهذه وجهتها!
وفشلت “قوات النمر” في تحقيق أي مكاسب على الأرض في ريف حماة الشمالي والغربي رغم الدعم الروسي البري والجوي غير المحدود.
وينحدر الحسن من ريف حمص، وهو مدرج ضمن عواقب الاتحاد الأوروبي إلى جانب كبار مسؤولي النظام السوري في 2011.
ويعتبر من كبار مسؤولي النظام السوري، ويعرف فرعه “المخابرات الجوية” بوحشيته، فقد قتل مئات المواطنين ومعتقلي الرأي تحت التعذيب، وخرجت قصص كثيرة عن طرق التعذيب الممنهجة من داخل الفرع خلال الثورة السورية.
ويتهم الحسن بأنه المسؤول عن فكرة البراميل المتفجرة التي يستعملها النظام في قصفه لمواقع المعارضة السورية، والتي قتلت الآلاف من المدنيين، وأكد ذلك المحلل اللبناني، ميخائيل عوض، عندما وجه في مقابلة تلفزيوينة شكرًا للحسن على اختراعه.