أخبار سوريا

معارك ريف حماة تخالف كل المعادلات التكتيكية وتكسر القوانين العسكرية

قال العميد أحمد بري رئيس وفد أستانة سابقاً إن نظام الأسد مدعومًا من روسيا والميليشيات بدأ في بادية أيار وبصواريخ تأتي من البحر، بهجـ.وم بري وجوي، على منطقة صغيرة من حيث مساحتها كبيرة بفعلها وصمودها وبجبهة لا تتجاوز 18 كيلومترًا، وعمق لم تحدده القوة المـ.هاجمة مسبقًا وتركته حسب مقدار النجاح، على أن توسع الخرق ما استطاعت، وحسب نجاح العملية.

وأكد بري في مقال له نشرته “عنب بلدي” أن الهدف من هذا الهجـ.وم كما ادعى النظام والروس هو إبعاد الثوار عن خط الجبهة ودائرة الخطر الخاصة به، وخاصة بعد أن تم وضع قواعد روسية في كرناز والجبين، واحتلال أراضي جديدة خارجة عن سيطرة النظام منذ بداية الثورة.

وأشار بري إلى أن القوة المـ.هاجمة ولكي يتحقق لها نصر سريع اختارت منطقة هي الأضعف بنظرها من الناحية العسكرية وهي قلعة المضيق، والتي تعتبر ساقطة ناريًا بحكم احتلال النظام لقمتها (التي تسمى الحابوسة)، حيث تشرف على القلعة بشكل كامل وعلى الطريق الصاعد إلى الكركات، إذ لا يبعد مكان وجود عناصر النظام عن الحابوسة بخط نظر 250 مترًا.

ولفت العميد بري إلى بدء التمهيد الناري الجوي والأرضي وبكافة وسائط التدمير الموجودة لدى الروس والنظام والمليشيات الإيرانية، مما اضطر الأهالي للنزوح هربًا من القتل والتدمير ولعدم وجود أسلحة لدى الثوار تستطيع الرد وإبعاد الطيران وإسكات المدفعية والصواريخ.

وتابع بري: دخل النظام مدعومًا إلى القلعة والكركات دون مقاومة تذكر، لأن الثوار كانوا يحاولون تجنيب هذه المناطق القتل والتدمير وللأسباب التي ذكرناها سابقًا.

إقرأ أيضاً: المعارضة تستهدف اجتماعاً يضم قيادات روسية.. وقوات الأسد تفشل بالتقدم في ريف حماة

وأوضح بري أن النظام ومن يواليه خدعوا ظانين أنهم سيتابعون بنفس الوتيرة باتجاه باقي المناطق، ولكنهم اصطدموا بصمود وقتال لم يألفه أي جيش في العالم وكان مقتلهم في الجنابرة وكفرنبودة.

تكتيكياً، بين العميد بري أنه كما هو معلوم لأخوتنا العسكريين، فإن الفرقة، سواء كانت مشاة، أو دبابات تهاجم لواء معاديًا بجبهة عرضها 8-12 كيلومترًا وعمق يصل حتى 30 كيلومترًا، حيث يحدد لها مهمة مباشرة وهي احتلال كتائب النسق الأول بعمق حتى ثمانية كيلومترات، ومتابعة الهجوم لاحتلال كتائب النسق الثاني (أي اللواء بالكامل) كمهمة يومية للفرقة.

وأضاف بري: هذا كله يجب أن ينفذ في يوم واحد أي اليوم الأول للقتال، وكما هو معلوم أيضًا أنه يجب أن يكون المهاجم ثلاثة أضعاف المدافع.

ونوه بري إلى أن الذي حدث ويحدث في جبهة حماة خالف كافة الأنظمة والمعادلات التكتيكية والقوانين العسكرية المعروفة.

وأردف بري إلى أنه من ناحية العدة والعتاد لا يستطيع أحد أن يقارن بين الطيران والمدفعية وراجمات الصواريخ والحوامات التي يمتلكها النظام مع البندقية والرشاش والقاذف الذي يمتلكه الثوار، أي أن قوة المهاجم النارية هنا تعادل مئات أضعاف المدافع، بالإضافة إلى وسائط السطع التي تعمل وبأريحية كاملة لصالح النظام.

وعن سير ما حدث على تلك الجبهات, أكد بري أن النظام وداعموه كانوا يظنون كما وعدهم “نمرهم الموهوم” أنه خلال أيام سيسلمهم ريف حماة من دون ثوار ويتجه إلى إدلب، أما ماحصل على الأرض فلم يكن بحسبانهم أو يتوقعوه.

وأشار بري إلى أن النظام وداعميه اصطدموا بسد منيع وحائط لايخترق ورجال ثابتين كالجبال استطاعوا إزلال النظام ومن والاه ويدعمه، فكانوا رجالًا لم تذكرهم الروايات وصنعوا بطولات تعجز عنها الأساطير.

العميد أحمد بري رئيس وفد أستانة سابقاً

واستدرك رئيس وفد أستانة سابقاً: فشل النظام مرة ومرة وأخرج من كفرنبودة عدة مرات، ولم يثبت في المناطق التي احتلها رغم استخدامه لسياسة الأرض المحروقة، حيث دمر الحجر والشجر، إلا أن الذي بقي ثابتًا هم البشر.

وأوضح بري أنه وخلال شهرين تقريبًا لم يستطع أن يسجل إلا الهزائم المتكررة، بل خسر مناطق كانت بيده (كتل ملح والجبين)، وبذلك تم قطع طريق السقيلبية- حماة.

ولفت بري إلى أنه ودرءًا للفضيحة وبسبب الخسائر الكثيرة التي بلغت حوالي 500 قتيل وأكثر من 1500 جريح وحوالي 20 دبابة وعدد ليس بقليل من العربات متعددة المهام، اضطر لتبديل عناصر “المخابرات الجوية” التي يقودها سهيل الحسن وتم إحضار عناصر “الحرس الجمهوري” بقيادة اللواء طلال مخلوف والتي لم تستطع الصمود يومًا واحدًا، حيث منيت بخسائر لا تستطيع تحملها ثم قام بتبديلها أيضًا بـ “الفرفة الرابعة” وبقيادة ماهر الأسد شخصيًا، إلا أنهم ذاقوا الويل وهربوا رغم كثافة التغطية الجوية لهم.

وتابع بري: استطاع “الجيش الحر” بضباطه ومقاتليه أن ينتزع زمام المبادرة من النظام، وينتقل من الدفاع إلى الهجوم، وبأساليب قتال غير معروفة سابقًا وهذا ما ظهر جليًا في الكبانة بريف اللاذقية أيضًا، وسنعرض التفاصيل في مقال لاحق.

إقرأ أيضاً: قوات المعارضة تزيد من خسـائر قوات الأسد على جبهات ريف حماة (فيديو)

وخلص بري إلى أن دماء الشهداء في هذه المعارك اختلطت من المحافظات السورية كافة، من الرجال الذين قالوا لا لهذا النظام الاستبدادي الطائفي، وكل من رفض المهادنة والمصالحة، ليتجمعوا في الشمال بالمناطق المحررة.

ورأى العميد بري أن ما حدث ويحدث أعاد لثورتنا سيرتها الأولى وما دماء شهدائنا إلا مشعل يضيء لأخوتهم من بعدهم الطريق، ويضخ في عروقهم الشهامة والعزة والكرامة التي افتقدها النظام وأعوانه.

وعرج بري على استشهاد الساروت الذي كان عبارة عن ملحمة أعادت للثورة رونقها وسيرتها الأولى.

وختم بري مقاله بالتحية إلى الأبطال ضباطًا وصف ضباط وثوارًا مجاهدين في سبيل الله والحق ولكل شريف يقف ويدعم الثورة السورية من داخل سوريا أو خارجها من عرب أو غيرهم.

ولم يغفل بري توجيه التحية إلى الجنود المجهولين أصحاب القبعات البيض المتواجدين في كل مكان يوجد به قصف وتدمير.

يذكر أن قوات المعارضة السورية تخوض معارك عنيفة ضد قوات الأسد وميليشياتها الموالية رغم الدعم الجوي الروسي غير المحدود.

وتسعى قوات الأسد لاستعادة قرى تل ملح والجبين ومدرسة الضهرة لأهمية تلك القرى بعد أن سيطر عليها الجيش الحر خلال معركة الفتح المبين التي أطلقتها قوات المعارضة قبل أكثر من أسبوعين.

زر الذهاب إلى الأعلى