أخبار تركيا

محلل سياسي تركي يكشف أسباب خسارة حزب أردوغان رئاسة بلدية اسطنبول

صهيب الابراهيم

قدم الصحفي والمحلل السياسي التركي الدكتور محمد جانبكلي حقائق من الداخل التركي عن الأسباب الحقيقية لخسارة حزب العدالة والتنمية بعضاً من المدن الكبرى لأول مرة في تاريخه في الانتخابات البلدية التي جرت في 31 آذار الماضي والإعادة في اسطنبول يوم 23 حزيران الحالي.

وشبه الدكتور جانبكلي حقائق خسارة حزب العدالة والتنمية لبعض البلديات في الانتخابات المحلية بمن أراد أن يطلق النار على نفسه فأصاب قدمه.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات على حسابه الشخصي في موقع تويتر بحسب ما رصد موقع الوسيلة عقب إعلان فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول الكبرى.

وقال الدكتور جانبكلي: “لماذا خسر حزب العدالة بعضاً من المدن الكبرى،لأول مره في تاريخه”.

وتساءل جانبكلي: “هل كان حزب العدالة، كمن أطلق النار على قدمه, أم أن السبب هو الزيادة الواسعة لشعبية المعارضة التركية”.

وأوضح جانبكلي أسباب خسارة بن علي يلدرم مرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات بلدية اسطنبول الكبرى.

وأشار الصحفي التركي إلى أن حزبAkp كمن أراد أن يطلق النار على نفسه لكنه أصاب قدمه.

وبين جانبكلي أن سبب ترشيح الرئيس أردوغان لبن علي يلدريم هو عدم وجود وجوه شابة جديدة في حزب العدالة لديها الاستطاعة على منافسة قوة مرشحي حزب الشعب الجمهوريCHP.

ولفت الدكتور جانبكلي إلى أنه في الوقت الذي كان فيه حزب العدالة والتنمية يتخلى عن الكفاءات داخل حزبه ظهرت أسماء داخل الحزب لا تملك الكفاءة والشعبية المطلوبة.

واعتبر المحلل السياسي التركي أن تلك الأسماء كانت أكثر ضرراً على الحزب نفسه بعد انتشار فسادها.

ونوه جانبكلي إلى أن تلك الأسماء قامت بخطابات خلطت فيها الدين بالسياسة بشكل سيئ.

وكمثال الدكتور جانبكلي على ذلك خطابات أحد السياسيين المنتمين لحزب العدالة الذي قال: “إن خسارة حزب العدالة تعني خسارة مكة والقدس”.

وذكر الدكتور جانبكلي أيضاً حديث أحد السياسيين من حزب العدالة الذي اعتبر أن” خسارة حزب العدالة تعني خسارة للإسلام”.

الأمر الذي دفع المعارضة التركية لاستغلال هذه الخطابات وترويجها في وسائل إعلامها.

إقرأ أيضاً: أردوغان يتحدث عن إجراء تعديلات حكومية.. هذا ما قاله عن أخطاء الحزب بعد خسار إسطنبول

وتابع الدكتور جانبكلي: “ففي الوقت الذي كان فيه مرشحو حزب الشعب الجمهوري يروجون لمشاريعهم بقوة في وعودهم الانتخابية ظهر بعض السياسيين المحسوبين على العدالة، بالترويج مجدداً لشعارات دينية تخلط الدين بالسياسة دون عرض مشروعاتهم الخدمية”.

ورأى الدكتور جانبكلي أن فشل سياسة حزب العدالة في الفترة الأخيرة أكسب حزب الشعب الجمهوري زخماً جماهيرياً لم يكن يتوقعه أسوأ المتفائلين.

وأضاف جانبكلي: “ما كان أسوأ المتفائلين أن يتوقع أن يحصل حزب الشعب على هذا الزخم الجماهيري في الأناضول التي تعتبر معقل المحافظين الأتراك الذين يكرهون سياسة هذا الحزب من القدم لولا فشل سياسة حزب العدالة في الآونة الأخيرة”.

كما أن تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية قد أضر بكلا الحزبين, وفق جانبكلي.

واستدرك جانبكلي أنه بعد هذا التحالف فقد حزب العدالة والتنمية أصوات الكثير من المحافظين الرماديين الذين لا ينتمون للأحزاب والذين يكرهون نظرة MHP الفوقية.

وكذلك خسارة حزب العدالة لأصوات الأكراد وهم ذات كثافة عالية في اسطنبول بسبب تحالف العدالة مع القوميين.

ولم يخف الدكتور جانبكلي الأضرار التي لحقت بالقوميين أنفسهم جراء تحالفهم مع حزب العدالة والتنمية.

وأردف جانبكلي: ‏”فبسبب هذا التحالف انشق أعضاء من حزب MHP وأنشأوا حزب الجيد İYİ”.

وأشار المحلل السياسي إلى تدخل الرئيس أردوغان ووزير الداخلية سليمان صويلو بشكل كبير في حملة يلدريم الانتخابية السابقة ما أضره أكثر مما نفعه.

ورأى جانبكلي أنه كان من المفترض أن يقف أردوغان ووزير الداخلية موقف الحياد.

وبحسب جانبكلي, فقد حرص حزب العدالة على إظهار رسالة أوجلان التي حثت الأكراد من أجل الوقوف على الحياد فكانت تلك ضربه قاسمة ليلدريم.

وأوضح جانبكلي أنه “بسبب هذه الرسالة خسر يلدريم أصوات 3%من القوميين فذهبت أصواتهم لحزب الشعب، نكاية بالعدالة”.

وأضاف جانبكلي: “كذلك الرسالة لم تثني الأكراد عن تصويتهم لحزب الشعب فزادت أصوات إمام أوغلو”.

ووفق الدكتور جانبكلي, فإن ‏عجز الحكومة التركية عن مجابهة ارتفاع الأسعار قبل الانتخابات.

وأشار جانبكلي إلى استغلال حزب الشعب الجمهوري طوابير الأتراك المنتظرين لشراء احتياجاتهم في الترويج لسياساته الجديدة.

إقرأ أيضاً: من هو أكرم إمام أوغلو الذي انتزاع إدارة إسطنبول التي بقيت في يد أردوغان منذ عام 1994؟

وبين الدكتور جانبكلي: “قامت الحكومة بتنظيم محلات للبيع بأسعار مخفضة لكن الأسوأ من تنظيم البيع هو قلة هذه المحلات،والتي جعلت الأتراك يرصون طوابير عديدة، من أجل شراء احتياجاتهم هذه النقطة استغلها حزب الشعب للترويج لسياساته الجديدة”.

كما اعتبر الصحفي التركي أن تعيين الرئيس أردوغان لصهره وزيراً للمالية, أضر بحزب العدالة كثيراً ما أحدث انشقاقات داخل حزب العدالة نفسه.

واستشهد جانبكلي بتأكيد سلجوق اوزداغ أحد برلمانيي حزب العدالة عدم صوابية تعيين أردوغان لصهره في وزارة المالية.

ونقل جانبكلي عن أوزداغ تأكيده: “أن مشكلة حزب العدالة ليس في أردوغان بل في الأشخاص الذين من حوله ومستشاريه..!”.

وأشار جانبكلي إلى أن حزب العدالة ابتعد عن تنظيمه ومناقشته لمشاكله وتقديمه للحلول كما في السابق.

وأن ما زاد الطين بلة ، هو زيادة المحسوبية داخل حزب العدالة والتنمية, وفق جانبكلي.

ورأى الدكتور جانبكلي أن المعارضة التركية استغلت سياسة حزب العدالة الفاشلة في إقحام ملفات مكافحة الإرهاب الخارجية وإقحامها في الحملات الانتخابية وحدة خطاب حزب العدالة على منافسيه من الأحزاب الأخرى.

وكل هذه النقاط دفعت المعارضة التركية لتحويلها لصالحها, وفق جانبكلي.

الصحفي والمحلل السياسي التركي الدكتور محمد جانبكلي

وتابع جانبكلي أن المعارضة التركية أوصلت رسالة لفئات الشعب التركي بأن الرئيس التركي يصفهم بالإرهابيين, جراء استغلالها لإقحام حزب العدالة ملفات مكافحة الإرهاب ضمن حملاتهم الانتخابية.

ولفت جانبكلي إلى أن قيام قادة حملة حزب العدالة بحملات سخيفة كتشويه سمعة بعض مرشحي حزب الشعب الجمهوري أدت إلى تعاطف شعبي كبير معهم.

وذكر جانبكلي على سبيل المثال الحملة منصور ياواش في قضية السندات المزورة والتي تبين أنها مجرد كذبة لتشويه سمعة الرجل ما أدى لتعاطف شعبي كبير مع ياواش الذي ريح أنقره.

ونوه المحلل السياسي التركي إلى عجز حزب العدالة عن إيجاد وجود جديدة فيما نجح حزب الشعب الجمهوري في ضم محافظين جدد كمنصور ياواش، وأكرم أوغلو..

وأضاف: “كذلك، فشل حزب العداله في اختيار مرشحيه كما حدث مع مرشح انقرة”.

وحول إقحام ملف السوريين في الحملات الانتخابية, أكد الدكتور جانبكلي أن المعارضة التركية استخدمت ملف السوريين مستفيدة من مساعدة بعض السوريين للمعارضة ودعم حملتهم من خلال إفتعال المشاكل والأحداث التي أساءت للسوريين كثيراً.

وأن استخدام المعارضة التركية لملف السوريين جعل حزب العدالة يخسر حتى منطقة “الفاتح” التي تعد معقل المحافظين الأتراك بحسب جانبكلي.

وأكد المحلل السياسي موقف الحكومة التركية الثابت تجاه اللاجئين السوريين, كاشفاً إمكانية زيادة ملف تجنيس السوريين المقيمين على الأراضي التركية.

وشدد الدكتور جانبكلي على وجود عوامل خارجية ساهمت بصعود نجم المعارضة خلال الانتخابات المحلية الأخيرة.

واستدرك المحلل السياسي التركي بالقول: “ولكن من العيب لحزب العدالة، أن يتحجج بالعوامل الخارجية دون أن يصلح خلافاته ومشاكله الداخلية”.

واستطرد جانبكلي قائلاً: ” ‏‎الفشل بعينه، هو عدم الاعتراف بمشاكل الحزب الداخلية, لو تم حل مشاكل الحزب الداخلية لن تستطيع أي قوه أن تهزمه”.

وحول تألق ونجاح حزب العدالة والتنمية طيلة السنوات الماضية, أكد الدكتور جانبكلي أن سر نجاح حزب العدالة في السابق هو توظيفه للكفاءات، ووضعه الرجل المناسب في المكان المناسب, معتبراً أن هذه الخاصية مفقودة في الوقت الحالي.

إقرأ أيضاً: إمام أوغلو: نتمنى أن تحمل نتيجة الانتخابات الخير لإسطنبول.. وسأذهب لزيارة أردوغان

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أن حزب العدالة والتنمية الحاكم لا يلوم الشعب التركي على اختياره في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول معرباً عن استعداده للمحاسبة ومعالجة الأخطاء.

وأشار أردوغان في كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، في العاصمة أنقرة أمس بحسب ما رصدت الوسيلة إلى: “قدرة حزب العدالة والتنمية على محاسبة نفسه وتحديد الخطأ والعمل على إصلاحه”.

وأضاف الرئيس التركي: “مفهومنا السياسي خال من إلقاء اللوم على الشعب، ولدينا القدرة على محاسبة أنفسنا وتصحيح أخطائنا”.

وتابع أردوغان بالقول: “المهم بالنسبة لنا هو تجلي الإرادة الوطنية بأفضل شكل آمن ودون أي تجاوزات”.

وجدد الرئيس التركي تهنئته إلى مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو الفائز بانتخابات بلدية إسطنبول المعاده.

نتائج الانتخابات المحلية في اسطنبول

أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، تقدم أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري على منافسه، بن علي يلدريم، مرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول.

وأظهرت النتائج حصول إمام أوغلو على 54.21 % من الأصوات، فيما نال يلدريم على 44.99 % من أصوات الناخبين، وتوزعت النسبة المتبقية على باقي المرشحين.

وكانت اللجنة العليا للانتخابات التركية قررت في 6 مايو/أيار 2019، إلغاء نتائج رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، في انتخابات جرت نهاية مارس/آذار، وإعادة إجرائها.

وجاء قرار اللجنة استجابة للطعون المقدمة من حزب “العدالة والتنمية”، وبأغلبية كبيرة؛ حيث وافق 7 أعضاء على الطعون، مقابل اعتراض 4.

وكان أكرم إمام أوغلو قد فاز بفارق 13 ألف صوت، لكن حزب العدالة والتنمية اعترض على النتيجة قائلا إن مخالفات قانونية قد جرت.

زر الذهاب إلى الأعلى