تمزيق صورة بشار الأسد.. وقوات النظام تُحاصر داعل وتضيق الخناق على المدنيين بريف درعا
قال ناشطون وإعلاميون إن نظام الأسد شدد من حصاره على مدينة “داعل” بريف درعا، ويعمل على التضييق على حركة المدنيين وفرض حظر التجول، وذلك إثر الهـ.جوم الذي قواته ليل الاثنين.
وبحسب ما قالت مصادر من المدينة رصدتها الوسيلة إن قوات الأسد زادت من عناصرها معززة الحواجز العسكرية في أنحاء المدينة.
وأشارت المصادر المحلية لمخاوف من قيام النظام بالغدر والانتقام من المدنيين المتواجدين داخل مناطق سيطرته في درعا.
واستهدف مسلحون أمس الأول مواقع قوات الأسد من المخابرات الجوية والميليشيات الإيرانية المتمركزين في الفرقة الحزبية ومخفر الشرطة.
وحول الوضع الأمني في درعا, أوضح الصحافي “عباس الديري” قائلاً: “بعد أن سيطرت قوات الأسد على مدينة (داعل)، لم يكن حينها للأهالي حول ولا وقوة، فقد تعهدت قوات المصالحات متمثله بقائدها (مشهور كناكري) الذي قتل بظروف غامضة، تعهدت على إعادة قوات الأسد وتسليم جميع المتخلفين والمنشقين عن الخدمة جيش النظام، إلا أن النظام لم يلتزم بالاتفاقيات وأخذ يعتقل ويلاحق ويشن حملات اعتقال”.
وأشار الديري في حديثه لـ”زمان الوصل“، إلى أن الأسد كان يختلق الحجج من أجل اعتقال المدنيين فـ”تارة كان سبب الاعتقال ادعاءات شخصية والحق الخاص ضمن القانون السوري يحركة المدعي، وتارة أخرى عدم تسوية المعتقل وضعة لدى قوات النظام المتواجدة في المدينة”.
وبين “الديري” أن أهالي المدينة في الكثير من حالات الاعتقال والمطاردة التي حصلت طالبوا من حليف النظام الروسي التدخل عملا بالاتفاق الذي تم عند تسليم السلاح وفرض السيطرة على المدينة، وهي ضمان سلامة الشباب المنشقين عن الخدمة في جيش الأسد.
ولفت الديري إلى أن الطرف الروسي أبقى وجوده في “داعل” نسبيا بالمقارنة مع جارتها مدينة “طفس.
إقرأ أيضاً: المظاهرات تتجدد قرب المسجد العمري بدرعا.. ومطالبات بإسقاط النظام السوري (فيديو)
وأكد على أن قوات الأسد تفرض منذ ثلاثة أيام حصارا خانقا على الأهالي بعد أن شن مجهولون هجمات بالأسلحة النارية على حواجز للأسد في أطراف مدينة “داعل”ز
ونوه الصحفي الديري إلى أن الهجوم على المفرزة الأمنية ومخفر المدينة يعد الثالث خلال الأسبوع الحالي، حيث هاجم مسلحون السبت الماضي حاجز “التابلين” غربي داعل، موقعين خسائر بصفوف قوات الأسد.
تمزيق صورة بشار الأسد
وتداول ناشطون مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر قيام شبان بتمزيق صورة رأس النظام بشار الأسد في درعا، قبل يومين.
وأظهر الشريط المصور، صعود شابين في وضح النهار ودون وضع قناع على وجهيهما، إلى شرفة المركز الزراعي وتمزيق الصورة الكبيرة لبشار الأسد، الموضوعة على كامل اللوحة التعريفية للمركز، ورافق عملية إزالة وتمزيق الصورة ترديد هتافات مؤيدة للثورة ومناهضة لنظام أسد.
وذكرت مصادر إعلامية، أن قوات النظام اكتفت بإبقاء اللافتة على وضعها دون تجديدها، حيث يقع المركز الزراعي في مناطق يصعب على العناصر الدخول إليها حاليا.
في حين، اجتمع وجهاء مدينة الصنمين، مساء الأربعاء، من أجل ضبط الوضع العام في المدينة، وبحث مشكلة الاغتيال الأخيرة هناك.
وكانت النشاطات الثورية عادت إلى محافظة درعا بشكل محدود خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بعد أن فرض النظام سيطرته على كامل المحافظة قبل أشهر بقوة السلاح وبدعم من حليفيه الروسي والإيراني، حيث شهدت جدران المدارس في المحافظة كتابات ثورية مناهضة للنظام الأسد.
ويذكر أن نظام الأسد فرض الشهر الماضي حصارا خانقا على مدينة الصنمين على خلفية اشتباكات جرت بين أهالي المدينة وقواته على خلفية اعتقال الأخير لثلاثة شبان من المدينة، حيث منعت قوات الأسد حركة الدخول والخروج من وإلى المدينة، إضافة لمنع دخول المواد الغذائية والطبية إلى المدينة.
الجيش الحر يتوعد نظام الأسد بعصيان مدني
وكان القيادي السابق في الجيش السوري الحرّ والمتواجد داخل مدينة درعا “أدهم كراد” قد أكد أن أبناء المنطقة لن يسلموا فلذات أكبادهم ليجعل منهم نظام الأسد وروسيا حطباً لمشاريعهم الدنيئة.
وتوعد كراد بعصيان مدني في المنطقة رفضاً لسحب الشبان إلى الخدمة والمشاركة إلى جانب جيش النظام لقـ.تال فصائل المعارضة على جبهات إدلب.
وأشار كراد إلى تأثر الشباب المنشقين والاحتياط والمطلوبين للخدمة الإلزامية بانتهاء مدة تأجيل سوق الشباب إلى الخدمة العسكرية.
وكتب “أدهم كراد” قائد فوج الهندسة والصواريخ سابقاً في مدينة درعا على حسابه الشخصي في الفيسبوك بحسب ما رصدت الوسيلة: “لدينا 3 فئات شبابية متأثّرة بما حصل: المنشقون، الاحتياط، والخدمة الإلزامية”.
وأضاف كراد, مهدداً بقرب عصيان مدني, فقال: ” وطالما أنّ هناك معارك قائمة في إدلب، وأنّه قد تمّ الغدر بأبنائنا الذين صدّقوا قرار العفو وتعجلوا بالالتحاق، فإنّ درعا لن تسلّم فلذات أكبادها لتجعلوهم حطباً لمشاريعكم، وهي قريبة من العصيان المدني، خيّطوا بغير مسلة”.
وأشارت صفحات محلية وموقع “تجمع أحرار حوران” إلى أنّ الشبان في درعا قد كثّفوا من تحرّكاتهم المناهضة لنظام الأسد مؤخّراً، وذلك بسبب انتهاء مدة التأجيل الثانية لسَوْق الشباب إلى الخدمة العسكرية بتاريخ اليوم 24 حزيران الجاري، وهي ممنوحة للمنشقّين والشباب الذين هم بعمر الخدمة الإلزامية.
وقالت مصادر محلية بحسب ما رصد موقع الوسيلة إن حواجز النظام تجبر المطلوبين من الشباب للخدمة الإلزامية والاحتياط على توقيع أوراق يتعهّدون فيها بمراجعة شعبة التجنيد في منطقتهم، خلال مدة أقصاها أسبوع واحد، ويتم منحهم ورقة بمثابة تبليغ رسمي بضرورة مراجعة شعبة التجنيد، وإلا فسيتمّ اعتبار المتخلّف منهم فاراً من الخدمة ومعرّضاً للملاحقة الأمنية.
ويحذر ناشطون وإعلاميون من المرور على الحواجز أو المخاطرة بحياتهم مع انتهاء مهلة الشهور الستة اليوم الاثنين بحيث يصبح كلّ شخصٍ يمرّ على الحواجز معرّضاً للخطر، وإذا لم يراجع شعبة التجنيد خلال أسبوع، سوف يتم اعتقاله فيما بعد.
إقرأ أيضاً: الجيش الحر يعاود الظهور في درعا ويبدأ بعمليات نوعية.. الروس يُخلون المنطقة خوفاً من القادم!
ووفق مصادر مطلعة, فقد باءت جميع محاولات أعضاء من لجان المفاوضات مع ضباط نظام الأسد وروسيا في هذا الشأن، بسبب الإصرار الروسي على التحاق المطلوبين بالخدمة وخاصة منهم المنشقّين الذين يرفضون العودة للثكنات العسكرية.
وشهدت محافظة درعا خلال الفترة الأخيرة توترات شديدة، وتعرضت مقرات تابعة لنظام الأسد لاستهدافات من قبل مجهولين، وذلك على خلفية نكس النظام لاتفاقات المصالحة والتسوية التي وقعت بين النظام والجيش الحر بضمانات روسية.
وسبق أنّ كشفت وكالة “آكي” الإيطالية في تقريرٍ لها قبل أيام أنّ سيطرة نظام الأسد على مدينة درعا جنوب سوريا ضعيفة مع قدرة الأفراد السابقين للجيش السوري الحر على استرجاع قوتهم هناك.
وأشارت حينها إلى أنَّ الوضع الأمني والعسكري مُهَدَّد بالانفجار في أيّ وقت بعد تخفيض العناصر الروسية من تواجدهم في المنطقة هناك.