استهداف نقاط المراقبة التركية بمثابة رسالة روسية لأردوغان
أكدت مصادر عسكرية ودبلوماسية تركية، أن القصف الذي استهدف عمداً نقطة مراقبة تركية في ريف حماة الغربي هو بمثابة رسالة روسية واضحة لأنقرة بضرورة تقديمها تنازلات في ريفي حماة وإدلب.
وقالت المصادر في حديثٍ لـ”العربي الجديد” رصدتها الوسيلة إن “القصف هو بمثابة استمرار للرسائل الروسية لتركيا حول ضرورة تقديم تنازلات في منطقة جنوب إدلب، وشمال حماة، التي تعرضت للقصف”.
وأشارت المصادر إلى أن “تركيا ستواصل سياسة ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع النظام من أجل استيعاب الأمر، خصوصاً أن المفاوضات حالياً بين روسيا وتركيا لم تصل لتوافق، وتنتظر لقاء أردوغان ـ بوتين.
ولفتت المصادر التركية إلى أن “التفاهم في هذه المنطقة بحاجة لتنازلات مشتركة”.
ولم توضح المصادر ماهية تلك التنازلات لكنها ألمحت لإمكانية عقد صفقة ما بين جنوب إدلب وتل رفعت، في ظلّ الإصرار الروسي على إبقاء مطاري حماة وحميميم بعيدين عن مرمى نيران فصائل المعارضة. وهو سبب استمرار الخروق الروسية.
وشددت المصادر التركية على ضرورة مراعاة موسكو الظرف الذي تمر به والمتمثل بـ “إصرار الجانب الروسي على ممارسة الضغوط على تركيا في هذه الفترة التي تشهد مواجهة أنقرة للغرب على خلفية شراء صواريخ أس 400 وما ينطوي عليه ذلك من تقارب تركي روسي”.
ورأت المصادر التركية أن على موسكو عدم استغلال تلك الظروف للضغط أكثر على أنقرة في إدلب.
إقرأ أيضاً: قوات المعارضة تعلن إصابة طائرة لقوات الأسد وتجبرها على الهبوط بريف حماة (فيديو)
ويرى مراقبون أن توقيت قصف النظام لنقطة عسكرية تركية قبل أيام من لقاء قمة يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية.
وفي تصريحات صحافية أدلى بها الرئيس التركي قبيل القمة، أشار إلى أن “النظام السوري يتصرف بلا رحمة في إدلب، وأن نقاط المراقبة التركية الـ12 هناك تتعرض بين الحين والآخر إلى
وأعلنت وزارة الدفاع التركية الجمعة عن قيامها باستهداف مواقع ميليشيات النظام السوري في ريف حماة، وذلك رداً على الاعتداء الذي تعرضت له نقطة مراقبة تركية يوم أمس، ما أسفر عن مقتل جنديين تركيين وإصابة آخرين.
وفي 26 نيسان الماضي, صعدت قوات الأسد وميليشياتها المساندة لها من عملياتها العسكرية ضد المناطق السكنية ومنازل المدنيين الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد مرتكبة العديد من المجازر بحق عشرات الأطفال والنساء الأبرياء.
وتوصلت تركيا إلى اتفاق مع روسيا في سوتشي، في 17 من أيلول الماضي، يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام في إدلب.
المنطقة بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وينص الاتفاق على انسحاب الفصائل الراديكالية من المنطقة المتفق عليها.
ومنذ مطلع 2018، ثبت الجيش التركي 12 نقطة مراقبة في إدلب، بموجب اتفاق “تخفيف التوتر”.