أخبار سوريا

محلل سياسي تركي: تركيا زودت المعارضة بمضادات طيران مقابل التزامها بأمر واحد

أكد الصحفي والمحلل السياسي التركي، الدكتور محمد جانبكلي أن ما تعرضت له نقطة المراقبة التركية في سوريا من قبل قوات الأسد أدى لاستنفار كبير لأجهزة الدولة التركية على أعلى المستويات.

وأضاف جانبكلي لموقع “مدى بوست“ بحسب ما رصدت الوسيلة:” لذلك شاهدنا وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قد قام بزيارة الأحزاب التركية الرئيسية سواء تلك المتحالفة مع الحكومة أو حتى الأحزاب المعارضة لها، كي يشرح لهم تفاصيل هذا الخطر على الأمن القومي التركي إضافة لقيامه بعد ذلك بزيارة نظيره الأمريكي حول نفس الموضوع”.

وكان النظام السوري قد كرر اعتداءاته متعمداً على نقاط المراقبة التركية المنتشرة في إدلب وزاد من استفزازاته بالتزامن مع تصعيد عسكري غير مسبوق على أرياف حماة وإدلب .

ورأى جانبكلي أن يكون أمن نقاط المراقبة التركية المنتشرة في سوريا موضوع نقاش الرئيس رجب طيب أردوغان مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة العشرين المنعقدة في اليابان حالياً.

لا رجعة لتركيا عن قرار تطهير منبج

وحول عزم تركيا تطهير منطقة منبج السورية من تنظيم “بي كا كا” أو ما يعرف بـ” قوات سوريا الديمقراطية” التي تسيطر على المدينة، أكد الدكتور جانبكلي أن “تركيا قد اتخذت قراراً حاسماً لا رجعة فيه بشأن التقدم إلى منبج”.

وتوقع الدكتور جانبكلي أن تأتي عملية تحرير منبج من تنظيم قسد بعد أن تتسلم تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية إس 400 بشكلٍ مباشر.

ونوه الدكتور جانبكلي إلى أن تركيا وبعد انتهائها من الانتخابات التي كانت أخرها جولة الإعادة في إسطنبول قبل حوالي أسبوع، ستتفرغ لملف الأمن القومي, مشيراً لتصريح أحد أعضاء البرلمان عن حزب “الجيد” المعارض بهذا الشأن.

وتابع الدكتور جانبكلي: من المتوقع أن يكون ملف منبج وملف شرق البحر الأبيض المتوسط على طاولة اجتماع قد يعقد خلال الأيام المقبلة لمجلس الأمن القومي التركي.

تركيا تستخدم ورقتين للعمل المستقبلي في سوريا

وفيما يخص الملف السوري والتعاون التركي مع كل من روسيا وأمريكا، كشف جانبكلي أن “تركيا تعمل حالياً بورقتين في سوريا، ففي حال تعنت الأمريكان ورفضهم تقدم تركيا إلى منبج، وفرضهم عقوبات على تركيا مثل منع تسليمها مقاتلات إف 35 التي تعتبر تركيا شريك في تصنيعها، ستلجأ أنقرة للتنسيق مع موسكو بشكلٍ أكبر”.

وأوضح جانبكلي أن التنسيق التركي قد يشمل اعتراف تركيا رسمياً بضم روسيا لشبه جزيرة القرم التي كانت تحت سلطة أوكرانيا وضمتها روسيا عام 2014.

إقرأ أيضاً: 6 محاولات تقدم فاشلة للنظام تسفر عن خسائر فادحة (فيديو)

وأردف المحلل السياسي: مقابل الاعتراف التركي بالسيادة الروسية على القرم، ستعترف موسكو بجمهورية قبرص التركية، وهي الجزء الشمالي من جزيرة قبرص بعد انقسام الجزيرة، وهي دولة لاتعترف بها حتى الآن سوى تركيا.

كما ذكر جانبكلي أن التنسيق بين البلدين قد يمتد ليشمل “تشكيل حلف روسي تركي يعمل على حماية التنقيب عن الثروات في البحر المتوسط مقابل منح الشركات الروسية حصص من التنقيب”.

الورقة الأولى: تنسيق تركي مع روسيا في منبج وسعي لإيقاف الحرب على إدلب

وفي الجانب الذي يهم السوريين ويشغل حياتهم, يعتقد جانبكلي أن التنسيق الروسي التركي قد يشمل إيقافاً للحرب على إدلب وتشكيل حلف روسي تركي بشأن منبج، وذلك حال لم تتمكن أنقرة من إقناع الولايات المتحدة بتسليم المدينة لها.

وكذلك من النقاط الهامة، وفق جانبكلي أن تركيا ستشكل منطقة آمنة على حدودها الشمالية على أن يتم إبعاد التنظيمات الكردية عن الحدود التركية.

الورقة الثانية: إس 400 وجهود تركية لإزالة التوتر في العلاقات مع واشنطن

وبين المحلل السياسي التركي أنه أما في حال قبول الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة برئيسها ترامب بشراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية إس 400، وموافقة واشنطن على الانسحاب من منبج لصالح أنقرة، فإن تركيا ستعمل على استعادة علاقاتها الاستراتيجية مع أمريكا.

واستبعد جانبكلي أن تعود العلاقات التركية الأمريكية إلى سابق عهدها، معتبراً أنها وصلت إلى مرحلة اللا عودة.

وبحسب جانبكلي, ففي حال عدم حدوث التوافق الأمريكي – التركي، فقد تتجه تركيا بشكلٍ كلي إلى التحالف الصيني الروسي، فيما سيتجه الوضع في سوريا بشكلٍ عام نحو الحل السياسي حال إخراج التنظيما الكردية من منبج وإيقاف محاولات التقدم نحو إدلب.

وإذا ما تم ذلك، فإن تركيا ستقوم بنقل المخيمات المتواجدة في أراضيها إلى الأراضي السورية بشكلٍ فوري، وستصبح تلك المناطق تحت إشراف الدولة التركية وفق جانبكلي.

الصحفي والمحلل السياسي التركي الدكتور محمد جانبكلي

واعتبر المحلل السياسي أن ذلك الشريط سيشكل درعاً يحمي تركيا إلى الأبد من مخاطر تقسيمها القادمة من سوريا.

واستدرك جانبكلي بالقول:” باختصار، إن انتهاء الانتخابات في إسطنبول يعني أن الآن هو وقت بداية الحسم في سوريا، وتحديداً في مناطق شرق الفرات”.

وفيما يتعلق بأمن نقاط المراقبة في إدلب واعتداءات النظام المستمرة عليها، بين جانبكلي أن تركيا استدعت الملحق العسكري الروسي في إدلب وتوعدت بالرد، وقد قامت بذلك فعلاً حسبما ذكرت وزارة الدفاع التركي في بيانها.

ولفت جانبكلي في هذا الصدد إلى أن الرد التركي قد يكون إسقاط المزيد من طائرات النظام السوري، بالإضافة للقصف المدفعي.

إصابة طائرة حربية لنظام الأسد وإجبارها على الهبوط

وأكد الدكتور جانبكلي أن إسقاط الطائرة هو بمثابة رد من تركيا على تطاول النظام السوري المستمر على نقاط المراقبة المنتشرة في سوريا وفقاً لتفاهمات دولية.

وكانت قوات المعارضة قد أعلنت الجمعة 28 حزيران الحالي عن إصابة طائرة حربية لقوات الأسد هي الثالثة خلال شهر وإجبارها على الهبوط الاضطراري إثر استهدافها بصاروخ مضاد للطيران.

ما حقيقة تزويد تركيا لقوات المعارضة بمضادات طيران

وعن مسألة تزويد المعارضة بمضادات طيران وحقيقة ذلك, كشف الدكتور جانبكلي أن أنقرة قد فعلت ذلك، وقامت بتسليم مضادات الطيران للمعارضة السورية بشريطة أن تسقط طائرات الأسد فقط.

إقرأ أيضاً: قوات الأسد تُهاجم الجيش التركي وتركيا تكشف الخسائر وترد بـ 20 قذيفة!

وأضاف جانبكلي أن هناك مضادات طيران سلمتها تركيا لقوات المعارضة السورية في الآونة الأخيرة لكنها اشترطت عليها ان تسقط فيها طائرات الأسد فقط، وذلك لحرص تركيا على عدم الدخول في صراع مباشر مع الروس في سوريا وذلك لوجود العديد من الملفات الهامة بين البلدين يجري التنسيق بشأنها، والتي أبرزها منبج.

تعزيزات تركية مستمرة إلى الحدود

ولم توقف تركيا إرسال تعزيزاتها العسكرية إلى الوحدات الحدودية منذ بدء التصعيد العسكري الأسدي والروسي على إدلب قبل أكثر من شهرين.

وتشهد أرياف حماة الشمالي والغربي وإدلب الجنوبي تصعيداً عسكرياً واسعاً من قبل قوات الأسد والميليشيات المساندة لها والمدعومة بسلاح الجو الروسي ، منذ أواخر نيسان الماضي، بهدف السيطرة على مناطق المعارضة في خرق واضح للاتفاقات الموقعة في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى