“اضبطوا الأسد”.. وزير تركي يطالب روسيا بضبط بشار الأسد في إدلب
شدد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، على دور روسيا في ضبط نظام الأسد لوقف هجـ.ماته على المدنيين ومواقع المعارضة السورية في إدلب.
وقال تشاويش أوغلو، في لقاء مع تلفزيون “تي آر تي” الخميس بحسب ما رصدت الوسيلة: “بطبيعة الحال، تقع المسؤولية هنا على عاتق روسيا. ينبغي عليها أن تضبط النظام، ويجب وقف هذه الهـ.جمات”.
وأشار الوزير التركي إلى أن تركيا بحثت المسألة والعملية السياسية مع روسيا في قمة العشرين.
وحول تشكيل اللجنة الدستورية والخلاف القائم حولها, أوضح تشاويش أوغلو أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا جير بيدرسن سيتجه إلى سوريا في الفترة القادمة، فيما يتعلق بتشكيل لجنة صياغة الدستور.
وبين الوزير التركي طبيعة خلاف الأطراف المعنية حول 6 من أعضاء اللجنة, مؤكداً أن الخلاف تم حله لتبدأ فيما بعد عملية تشكيل لجنة صياغة الدستور.
كما تطرق تشاويش أوغلو لمباحثات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن اتفاق إدلب والثقة بين البلدين على ضوء التصعيد العسكري الأخير من قبل النظام وروسيا.
وأضاف تشاويش أوغلو أن تركيا قدمت معلومات لروسيا عن المواقع التي تعرضت لقصف النظام ومنها مستشفيات ومدارس ومدنيين.
إقرأ أيضاً: نائب وزير خارجية الأسد يتوعد باستعادة إدلب وضمها إلى حضن الوطن
وكشف الوزير التركي عن مخاوف أمنية روسية بخصوص قواعدها في المنطقة لوجود مجموعات راديكالية فيها.
واعتبر تشاويش أوغلو أن ملف إدلب خطير منوهاً إلى إن تركيا تبحث كافة القضايا مع روسيا وإيران وبقية الفاعلين.
إس 400 وتوتر العلاقات مع أمريكا
وفيما يخص صفقة إس 400, أكد الوزير التركي أن أردوغان بحث المسألة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في اليابان.
ورأى أوغلو أن تصريحات ترامب في هذا الصدد، كانت هامة مستدركاً أنه كررها في اللقاءات الثنائية السابقة مع أردوغان.
وأوضح تشاويش أوغلو أن ترامب حمل إدارة اوباما مسؤولية الخطأ في التعامل مع تركيا بمسألة صواريخ باتريوت.
وتابع تشاويش أوغلو: إن تركيا لا ذنب لها وأن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما كانت مخطئة.
لكن تشاووش أوغلو أشار إلى تأخر إدارة ترامب في الرد على طلب تركيا بشأن صواريخ باتريوت لافتاً إلى أنه يجب عدم تحميل المسؤولية لعهد أوباما فقط.
واستطرد تشاويش أوغلو قائلاً: “صحيح أننا حاولنا شراء (باتريوت) على مدى 10 أعوام ولم نتمكن من الحصول عليها، لكن خلال عامين من حكم ترامب لم يأتنا رد بخصوص باتريوت”.
ولفت الوزير التركي إلى أن بلاده شرحت للكونغرس الأمريكي سبب شرائها منظومة إس-400، ولماذا لم تستطع الحصول على منظومة باتريوت.
ودعا تشاويش أوغلو الولايات المتحدة إلى ضرورة التخلي عن لغة العقوبات والتهديدات جانبًا.
وطالب الوزير التركي بحل كل القضايا العالقة بين البلدين عن طريق استخدام لغة الدبلوماسية.
وفيما يتعلق بفرض عقوبات على تركيا، كشف تشاووش أوغلو أن لدى الرئيس الأمريكي بعض الصلاحيات منها تأجيل تطبيق العقوبات.
وأشار تشاويش أوغلو إلى أنه لا يوجد قرار أمريكي محدد بعد في هذا الخصوص.
ونوه الوزير إلى أن الجانبين أجريا مباحثات حول عرض تركيا تشكيل لجنة مشتركة مع الولايات المتحدة بخصوص منظومة “إس-400”.
واعتبر تشاويش أوغلو أن تصريح ترامب خلال لقائه مع أردوغان يشير لبوادر إيجابية في هذا الخصوص.
إقرأ أيضاً: دبلوماسي تركي يتوعـد بشار الأسد في إدلب
وأوضح تشاويش أوغلو تأكيد ترامب بأن تركيا “شريكة لنا في مشروع إف-35 ودفعت حوالي 1.4 مليار دولار، ثم لا تمنح مقاتلات إف-35، ولا تستطيع الحصول عليها، هذا أمر غير مقبول. نعمل على هذا الموضوع”.
وأعرب ترامب عن رأيه بصراحة، بحسب الوزير التركي الذي أضاف: “لكن لا داعٍ لأن نكون ساذجين أو متفائلين كثيرًَا بأن كل شيء سيكون كما يقول ترامب”.
وتشهد العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، توتراً منذ العام 2017، على خلفية إعلان أنقرة شراء منظومة “إس-400” الروسية، الأمر الذي دفع واشنطن إلى التهديد بفسخ عقدها لبيع تركيا مقاتلات من طراز “إف-35 والتوعد بفرض عقوبات اقتصادية عليها.
وتماطل الولايات المتحدة في تسليم تركيا طائرات إف 35 إذ طلبتها قبل نحو 10 سنوات لترد الولايات المتحدة بعد تسلم ترامب السلطة بقرابة العامين ما يعني تجاهلاً لمصالح تركيا.
ومنذ السادس والعشرين من نيسان الماضي تشهد أرياف حلب وحماة وإدلب قصفاً جوياً وبرياً مكثفاً من قبل قوات الأسد المدعومة من روسيا ما أوقع عشرات الضحايا والجرحى وأدى لنزوح مئات الآلاف من المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً وقرباً من الحدود مع تركيا.