بوتين يُحذر من خطر وصول مقاتلي المعارضة في إدلب إلى كل مكان!
أعرب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” عن قلقه إزاء ما زعمه بذهاب مقاتلين من محافظة إدلب شمال سوريا إلى ليبيا؛ للمشاركة في المعارك إلى جانب حكومة الوفاق الوطني ضد ميليشيا حفتر المدعومة إماراتياً.
وأضاف بوتين، أمس الخميس، خلال مؤتمر صحفي في روما بعد أن أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي: “ما يقلقني بشكل خاص هو أننا نشاهد في ليبيا تركيز المسلحين من منطقة إدلب السورية”،على حد تعبيره.
وتابع الرئيس الروسي: ” إن ذلك خطر على الجميع، لأن بإمكانهم التنقل من ليبيا إلى أيّ مكان”.
وتابع بوتين: “إن موسكو تأمل أن توافق الأطراف المتحاربة في ليبيا على وقف إطلاق النار وإجراء محادثات والدخول في عملية سياسية لحل مشكلات البلاد”.
واستدرك فلاديمير بوتين: “نتفق على أنه من المهم أن يكون هناك وقف لإطلاق النار بين الأطراف العسكرية والسياسية الليبية، وأن تفتح قنوات الحوار وتتخذ إجراءات لاستعادة العملية السياسية بهدف تجاوز الانقسام في البلاد وإنشاء مؤسسات موحدة وفاعلة للدولة”.
وحول إمكانية تدخل روسيا في تسوية ليبية قال: “لا أعتقد أنه يجب علينا تقديم مساهمة أساسية في التسوية”، وأضاف في الوقت ذاته فروسيا لن تتجنب المشاركة في عملية التسوية، ولكن لا ترغب في الغوص فيها.
إقرأ أيضاً: روسيا غير مقتنعة بخسارة معركة حماة لكنها قلقة من أمر واحد!
وتشن قوات النظام وحلفائه الروس والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران حملة قصف عنيفة على منطقة خفض التصعيد، التي تم التوصل إليها بموجب مباحثات أستانة.
وتزامن قصف النظام وحلفائه على المنطقة مع حملة عسكرية، لم تحقق سوى تقدم محدود، ما زاد من وتيرة استهداف النظام وحلفائه للأحياء السكنية في المنطقة.
وتصد فصائل المعارضة حملة عسكرية برية تشنها قوات النظام ومليشياتها، الأمر الذي استدعى قوات الجيش الوطني في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون بإرسال تعزيزات عسكرية، لمساندة فصائل المعارضة في مواجهة قوات النظام.
وأسفرت الحملة العسكرية للنظام وحلفائه إلى مقتل المئات من المدنيين وتهجير الآلاف من أهالي ريفي إدلب وحماة إلى المخيمات والبساتين على الحدود السورية-التركية.
وأعلنت تركيا وروسيا وإيران، خلال اجتماع أستانة بين 4 ـ 5 مايو/ أيار 2017، تأسيس منطقة خفض للتصعيد في إدلب ومحيطها، إلا أن قوات النظام كثفت انتهاكاتها لاتفاق أستانة.
ودفعت انتهاكات النظام، تركيا وروسيا إلى توقيع اتفاقية سوتشي في 17 سبتمبر/ أيلول 2018، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبها المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2018.
وغرقت ليبيا في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتفاقمت حدة الأزمة مع بدء حفتر في 4 نيسان/أبريل عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق.
يشار إلى أن المواجهات بين حكومة الوفاق الوطني وميليشيا حفتر مستمرة بعد إطلاق الأخيرة معركة لمحاولة السيطرة على العاصمة طرابلس مُنِيت حتى الآن بفشل ذريع.
وبعد تقدم سريع، تعثرت قوات حفتر على أبواب طرابلس في مواجهة القوات الموالية لحكومة الوفاق التي سددت لها ضربة موجعة الأربعاء بسيطرتها بشكل مفاجئ على مدينة غريان.
وتسببت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 739 قتيلا على الأقل وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.