على أعتاب موسم الحج.. نيكي ميناج تغني بمهرجان صيف جدة
أعلنت المملكة العربية السعودية عن مشاركة نجمة الهيب هوب، نيكي ميناج، في فعاليات “موسم جدة”، ما أثار ضجة وانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتقد رواد مواقع التواصل استضافة المغنية المعروفة بجرأتها في اختيار الأغاني واللباس والرقص، والتي تثير الجدل حتى في الولايات المتحدة بسبب تصرفاتها وملابسها وكلمات أغانيها التي يصفها البعض بـ”البذيئة”، إلى درجة أن مجموعات مسيحية متشددة هاجـ.مت بشدة أداءها خلال حفل توزيع جوائز “غرامي” عام 2012.
وأشار “موسم جدة” إلى أن ميناج ستكون نجمة المهرجان الذي سينطلق في 18 يوليو/تموز الحالي، وستضم أيضاً ستيف أوكي وليام باين وغيرهما.
ويخضع الحفل للقوانين السعودية وهي أن يكون خال من الكحوليات و مفتوحا للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عاما أو أكثر، وسيقام المهرجان على “ملعب الملك عبد الله الرياضي” في جدة.
وتداول ناشطون تسجيل مصوراً اتهمت مصورته السعودية حكومة بلادها بالنفاق، لاستضافتها ميناج ذات الإطلالة المثيرة للجدل بينما تفرض على النساء ارتداء الحجاب والعباءة لحضور “موسم جدة”. وحضي التسجيل بأكثر من 37 ألف مشاهدة.
وعلق أحد النشطاء: “ما الذي جرى لعقولكم حتى تسمحوا لهذه الأشكال أن تطأ أرض الإسلام، إلى أين تذهبون في أرض الرسالة المباركة، ألهذه الدرجة بلغت وقاحتكم”.
وأضاف آخر: “يا جماعة هذه المغنية يحجبوها في دولتها عن الشعب وعن الأطفال بشكل خاص بسبب انحلالها في كل شيء، وإنتم تجيبوها عندنا؟”.
قال آخر: “أهذه رؤيتكم لعام 2030 التي تواكب العصر ولاتهدم الشرع؟، والله إنكم تهينون أنفسكم وتهدمون دينكم، انتظروا يا أهل المملكة سنرى العجائب من هيئة اللا حياء “.
وقد واجهت “هيئة الترفيه” انتقادات عدة في الداخل السعودي منذ تدشينها في السادس من مايو/أيار عام 2016، خاصة أن الخطوة رافقها الحدّ من صلاحيات “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” التي يطالب سعوديون بعودتها.
ولم تكن المغنية ميناج أول من تثير الجدل لقبولها الغناء في السعودية، فقد سبقتها المغنية ماريا كاري، التي رفضت نداءات ناشطي حقوق الإنسان لإلغاء حفلها في المملكة، في حين تعرض مغني الراب نيللي لانتقادات كبيرة بسبب إحياء حفل “للرجال فقط”.
ويعتبر تخفيف القيود الأخيرة على العديد من أشكال الترفيه جزءا من خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتنويع اقتصاد البلاد.
إقرأ أيضاً: راقصات فرقة فنية أثناء تدريبهن في ساحة عامة بالسعودية (فيديو)
ويتولى تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، تنفيذ خطة ولي العهد، وأعلن عن رؤيته لمستقبل صناعة الترفيه السعودية في تغريدة نشرها في يناير/كانون الثاني.
وكتب آل الشيخ: “إن شاء الله سيكون التركيز في الترفية في الفترة القادمة على الفعاليات والسيرك والملاهي المتنقلة والمسرحيات وعلى برامج تطور الشباب والشابات وعلى دعم الشركات الوطنية في مجال الترفية”.
وفي صعيد متصل، أثار افتتاح أول “ملـ.هى ليلي”، أو ما عرّفه المغردون “بنايت كلوب حلال”، ضمن شاطئ مغلق ومختلط بمدينة جدة في السعودية، موجة غضب واسعة بين السعوديين.
وقالت سلسلة النوادي الليلية “وايت” أنها ستدشن فرعاً جديداً في الواجهة البحرية لمدينة جدة، ولكن لن يسمح بتقديم المشروبات الكحولية فيه.
وأثار تسجيل مصور رصده موقع الوسيلة يوثق عملية تجهيز افتتاح الملهى الليلي، موجه غضب واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وسُمع من خلال التسجيل صوت شخص يشرح طبيعة عمل الملهى الذي وصفه بأنه سيكون “ديسكو محترم” للعائلات، مشيرا إلى أن أسعار التذاكر ستتراوح من 500 إلى ألف ريال سعودي
وسيفتح النادي أبوابه بين الساعة العاشرة مساءً والثالثة صباحًا، وسُيمنع من هم دون الـ18 عامًا من الدخول إليه.
جاء ذلك بعد إنشاء الهيئة العامة للترفيه في السعودية، والتي تقوم على تنظيم وتنمية قطاع الترفيه في المملكة وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لكافة شرائح المجتمع في كل مناطق المملكة.
وأكد مدير الاتصالات الإقليمي لشركة “وايت” سيرج طراد لبي بي سي: “إن هذا الملهى يتوافق مع جميع الضوابط الشرعية السعودية وسيفتح أبوابه مؤقتا ضمن مهرجان جدة السنوي. كما أنه لن يسمى “ملهى” بل “مقهى””.
وأعتبر البعض أن ما تقوم به هيئة الترفيه، التي يرأسها تركي آل الشيخ، “بعيدة كل البعد عن السعودية التي كانت وستبقى محافظة على عاداتها وتقاليدها”، مؤكدين أن افتتاح هذا النوع من الأماكن “يتنافى مع الدين والأعراف وقانون الذوق العام” على حد قولهم.
وطالب عدد من المغردين بعودة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت “تفرض الأخلاق الإسلامية وتوقف وتعتقل أي شخص يقوم بانتهاك القيم والمبادئ الإسلامية، وتتأكد من إغلاق المحلات وقت الصلاة وحظر شرب الكحول وحتى تقبض على أي شخصين من جنسين مختلفين لا تربطهما علاقة قرابة مباشرة أو زواج كما تعمل ضد السحر وتكافح الابتزاز”.
الجدير بالذكر أنه في عام 2016 أقرت السلطات السعودية تنظيماً جديداً لـ “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” يحد من صلاحياتها ويمنعها من توقيف الأشخاص وملاحقتهم، كما يشترط على أعضاء الهيئة أن يكونوا “من ذوي المؤهلات العلمية، إضافة لحسن السيرة والسلوك”.
وتناقل المستخدمون كلام الأمير نايف بن عبدالعزيز بحق الهيئة عندما قال: “عندما تكبرون ويخرج من أصلابكم فتيات حينها ستعرفون قيمة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.