أخبار سوريا

غضب ماهر الأسد يضاعف تخبط النظام وروسيا على جبهات حماة

أكدت مصادر خاصة أن قائد “الفرقة الرابعة” اللواء ماهر الأسد، شقيق رأس النظام بشار الأسد، أبدى غضباً وانزعاجاً واضحاً، بسبب ما يحدث بخصوص ملاحقة مدير مكتبه العميد غسان بلال، ورجل الأعمال نعيم الجـراح.

وقالت مصادر “المدن“، بحسب ما رصدت الوسيلة: إن اللواء ماهر الأسد، طالب الروس بسحب كافة قوات “الفرقة الرابعة” التي سبق وأرسلت إلى ريف حماة، للحلول محل “الفيلق الخامس” و”قوات النمر” بعدما تعثرت معاركهما ضد المعارضة.

كما أن الأسد سحب موافقته السابقة، على مؤازرة “الفرقة الرابعة” لقوات النظام في تلك المعارك، ما يفسر التخبط الكبير الذي تعيشه قوات النظام على تلك الجبهات.

وأوضحت المصادر أن اللواء الأسد، أصدر تعليمات علنية وواضحة، وأبلغ بها الرئاسة السورية، بأن كل المؤسسات المالية التابعة له، ستمتنع عن دعم الليرة السورية. ويبدو أن ذلك كان أحد الأسباب المخفية للانهيار الأخير في قيمة الليرة السورية التي بلغت 600 ليرة أمام الدولار.

ووفق ذات المصادر فقد وجه الأسد، تعليمات إلى الجهات “الاقتصادية” التي تعمل تحت أمرته، من شركات صرافة وشركات تحويل أموال، وشركات استيراد وتصدير والحديد، والاتصالات، بعدم إيداع أي مبلغ بالدولار في البنوك السورية، خاصة في البنك المركزي.

ونقلت المصادر عن الأسد، قوله الصريح خلال اجتماعه مع تجاره، أنه “كمسؤول اقتصادي في سوريا قبل أن يكون عسكرياً، لن يسمح بضخ القطع الأجنبي او تدويره في الأسواق هذه الفترة، وبالتالي سيكون هناك طلب على العملة الصعبة، وستشهد الليرة تدهوراً كبيراً”.

كما أشارت المصادر إلى أن ماهر الأسد كان يدعم سابقاً المصرف المركزي والبنوك الخاصة، بايداع مبالغ ضخمة بالدولار، وتدويرها، وكان يبيع المركزي بشكل خاص مبالغ من الدولار بسعر أقل من السوق، كشكل من “دعم الليرة”، وقد تدخل أكثر من مرة لإيقاف هبوط الليرة السورية، بملايين الدولارات التي طرحها في السوق، من دون أي تصريح رسمي عن مصادرها.

وبينت المصادر أن ماهر الأسد، اعتبر أن الضغط الروسي على معاونيه الاقتصاديين والأمنيين، هو تحجيم شخصي له، لذا، فقد قرر الرد مباشرة، بطريقته، وتجميد “بعض” نشاطاته الاقتصادية الداعمة للنظام، ووقف التعاون العسكري على جبهة حماة.

ونستخلص مما سبق أن المزرعة السورية، التي تتناهشها القوى الخارجية والداخلية، باتت ميداناً لتصفية الحسابات، وعنواناً بريدياً للرسائل الملغومة بين مختلف اللاعبين. ولا يبدو أن الروس، بمعرض إثارة ماهر الأسد، أكثر من ذلك، وهو المستعد لتدمير الهيكل على رؤوس من فيه.

إقرأ أيضاً: بوتين يُحذر من خطر وصول مقاتلي المعارضة في إدلب إلى كل مكان!

يشار إلى أن بلال هو اليد اليمنى للأسد، والمسؤول عن “مكتب أمن الفرقة الرابعة”، أحد أبرز “المتعاقدين” لتنفيذ الأعمال الربحية المرتبطة باقتصاد الحرب؛ كإزالة الأنقاض وإعادة فرزها وتدويرها وبيعها، وتأمين خطوط النقل “الترفيق”، والسيطرة على خطوط تجارة المخدرات.

ولاحقاً, بدأ الجانب الروسي ، ومن خلال “المكتب الأمني للقصر الجمهوري”، التحقيق مع العميد بلال، في ملفات تصنيع وتجارة المخدرات، في ما يُعتقد أنه يدخل ضمن إدارة النزاع الروسي-الإيراني. إذ تُعتبر “الفرقة الرابعة” عموماً، أكثر ميلاً للجانب الإيراني، وهي مسؤولة عن جرائم تطهير طائفي ضد المعارضة على امتداد سوريا، وتضم مجموعات طائفية شيعية مقاتلة.

وتعرض أيضاً رجل الأعمال نعيم الجراح، أحد الواجهات المالية لاستثمارات الأسد، للضغط من قبل الروس، عبر “أمن القصر الرئاسي”. ويرتبط ملف العميد بلال، بملف رجل الأعمال نعيم الجراح، من خلال معمل تصنيع للمخدرات في منطقة المحمدية على أطراف الغوطة الشرقية.

كما أثبتت التحقيقات الروسية، تورط “المكتب الأمني للرابعة”، في نقل المواد الأولية لتصنيع المخدرات للمعمل الذي يملكه الجراح، عبر مطار دمشق الدولي.

غسان بلال برفقة ماهر الأسد (إنترنت)

روسيا فشلت في تحقيق أهداف الحملة العسكرية على إدلب

وأكدت مصادر عسكرية من غرفة علميات “الفتح المبين” إن روسيا ومن خلفها ميليشيات النظام والميليشيات الفلسطينية، فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من أهداف الحملة العسكرية التي بدأتها على الشمال السوري”

وأرجع المصدر كسر شوكة روسيا، وإفشال مخططها في حسم المعركة خلال فترة قصيرة في حديث لـ “شبكة شام” رصده موقع الوسيلة: إلى عدة عوامل، أبرزها: “صمود المدنيين وتوحيد عمل الفصائل المقاتلة في المنطقة، إضافة للشجاعة التي أبدتها تلك الفصائل في الدفاع عن آخر معاقل الثورة، وإدراكهم بأنها معركة وجود في آخر مراحلها”.

وأضاف المصدر: ” أن تغلب النظام وروسيا جواً كان له أثر كبير في تقدمها لقرى عدة بداية الحملة، مؤكداً أن فصائل الثوار تمكنت خلال فترة قصيرة من إعادة ترتيب صفوفها وتمكين دفاعاتها، وتوحيد كلمتها، والبدء بمرحلة الدفاع وتثبيت الجبهات، قبل الانتقال للهجوم وتكبيد النظام خسائر كبيرة يومياً”.

وأشارت مصادر غرفة العمليات إلى: ” أن روسيا باتت تبحث اليوم عن خطة تخرجها من “مستنقع إدلب” الذي ورطت نفسها بها”.

وكشف المصدر: “إن النظام خسر طاقات بشرية كبيرة، وصلت لآلاف العناصر خلال المعارك الأخيرة، هذا بالإضافة للخسائر في الأليات الثقيلة، والتي دفعت النظام للزج بمزيد من القوات من عناصر التسويات، إلا أنها خذلته وباتت تهرب من المعركة”.

وأوضح المصدر العسكري: “أن الفصائل اتبعت تكتيكات عسكرية عديدة في معركتها ضد روسيا والنظام، لافتاً إلى أنها لم تكن في حساباتهم، وهذا ماوضعهم في حالة إرباك كبيرة، وشتت صفوقهم، أبرز تلك التكتيكات هي الهجمات المعاكسة على مناطق وجبهات عديدة من ريف حماة إلى اللاذقية”.

وأكد المصدر على: “امتلاك الفصائل عدة أوراق قوة إضافية وتكتيكات لم تستخدمها في المعركة بعد، على اعتبار أن المعركة طويلة الأمد وقد تستمر لأشهر، وتحتاج لمفاجئات بين الحين والآخر لخلط أوراق النظام، وتوجيه ضربات قاتلة له، تخلخل صفوفه وتجبره على تغيير خططه التي يستخدمها”.

وأشاد المصدر العسكري بصمود المدنيين رغم كل القصف الذي يواجهونه والتشريد، معتبراً أن هذا هو العامل الأبرز في صمود الفصائل على خطوط الجبهات.

وذكر “مركز نورس للدراسات” أن النظام خسر في معركة حماة خلال الفترة من 28-4-2019 حتى 29-06-2019 (616) قتيلًا من عناصره بينهم (151) ضابطًا كما تم أسر(7) آخرين بينهم عقيد.

كما تمكنت فصائل “الفتح المبين” من تدمير25 دبابة لقوات النظام و6 عربة “BMP” بالإضافة إلى اغتنام 3 دبابات و18 صاروخًا و6 مدافع و3 عربات “شيلكا” وتدمير2 آخرين فضلًا عن إعطاب 4 طائرات حربية وحوامتين.

إقرأ أيضاً: روسيا غير مقتنعة بخسارة معركة حماة لكنها قلقة من أمر واحد!

و أصيبت أربع طائرات ثلاث منها حربية وواحدة مروحية، خلال الحملة العسكرية، عبر استهداف الفصائل لها في سماء المناطق الخاضعة للمعارضة، وأخرى داخل مطار حماة العسكري باستهدافات صاروخية، كما خسرت قوات النظام و روسيا ثلاثة طائرات استطلاع.

يذكر أن قوات النظام بدعم من القوات الروسية بدأت في نهاية شهر نيسان/ أبريل الماضي عميلة عسكرية تمكنت من خلالها من السيطرة على مساحة بسيطة لا تتجاوز 1% من المناطق الخاضعة للمعارضة في شمال غرب سوريا.

وتمكنت قوات النظام من السيطرة منطقة قلعة المضيق و كفرنبوذة وماحولها، في حين تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على جزء مماثل داخل مناطق النظام قرب قرية الجبين و تل الملح وأصبحت قوات المعارضة بالقرب من القواعد العسكرية الروسية .

زر الذهاب إلى الأعلى