لافروف: بفضل أستانة وسوتشي استطعنا تحريك المسار السياسي
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه يأمل في قرب انطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية، لافتاً إلى عقد لقاء تحضيري بصيغة أستانة قريباً، تمهيداً لقمة روسية تركية إيرانية جديدة حول سوريا، يتوقع عقدها في أنقرة الشهر المقبل.
وقال لافروف، في تصريحات خلال اجتماع مع المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن: بفضل جهود أستانة والحوار السوري في سوتشي “استطعنا تحريك المسار السياسي، كما ثمن لافروف جهود بيدرسن في التواصل مع الحكومة السورية لفتح قنوات اتصال”.
من جهته، أكد بيدرسن الذي يزور روسيا حالياً أن الأطراف المعنية اقتربت من تشكيل اللجنـة الدسـتورية وثمن الدور الروسي في هذا المسار.
واعتبر بيدرسن اللجنة الدستورية بأنها باب للتسوية في سوريا وإنهاء النزاع، مشيرا إلى أن بدء عمل اللجنة الدستورية يعتمد على تحقيق بعض العوامل المهمة مثل إطلاق سراح السجناء السياسيين من قبل دمشق.
وأضاف بيدرسن، أن “أساس التعاون بيننا هو التمسك بالقرار الأممي واستثناء أي قرارات عسكرية”، معلناً أنه سيتوجه إلى دمشق بداية الأسبوع المقبل ويأمل بنجاح تشكيل اللجنـة الدستورية، متوقعاً مناقشة الوضع في إدلب وهذا الأمر يتطلب التعاون مع روسيا وتركيا.
يأتي ذلك بعد تصريحات كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا خلال جلسة لمجلس الأمن حول سوريا قبل أسبوع تقريبا، وطلبهما التخلي عن مشروع تشكيل اللجنة الدستورية السورية العالقة منذ أكثر من عام بين الأطراف الإقليمية والدولية.
إقرأ أيضاً: غضب ماهر الأسد يضاعف تخبط النظام وروسيا على جبهات حماة
وكانت تركيا قد أعلنت عن حل مشكلة الأسماء الستة المختلف عليها في تشكيل اللجنة الدستورية السورية.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو في مقابلة مع “TRT Haber”، الخميس 4 من تموز، إن “الخلاف حول مشكلة الأسماء الستة قد تم حله، وسننشئ اللجنة الدستورية”.
ولم يوضح المسؤول التركي آلية حل المشكلة، وإذا كانت الأسماء الستة قد حذفت أو استبدلت أم لا.
وطُرحت مسألة اللجنة الدستورية لأول مرة في مؤتمر “سوتشي” بروسيا، في 20 من كانون الأول 2018، لتبدأ بعدها محادثات مكوكية بين الأطراف دون جدوى، بسبب الخلاف على أسماء معينة، وخاصة أسماء قائمة المجتمع المدني ورفض النظام لبعض الأسماء من ذوي الخبرة والكفاءة.
وطالب السفير الأمريكي في مجلس الأمن، جوناثان كوهين، في 27 من حزيران الماضي، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، بأن يفكر بمبادرة أخرى غير اللجنة الدستورية، بسبب عدم التقدم في تشكيلها ومماطلة النظام السوري.
وقال كوهين إنه حان الوقت بعد 17 شهرًا من إعلان بدء تشكيل اللجنة الدستورية في سوتشي، أن ندرك بأن الملف لم يتقدم ولا يزال بعيد المنال.
من جهته، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، إنه “لم يتم إحراز أي تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية”.
من جهته، اعتبر المتحدث الرسمي باسم “هيئة التفاوض” السورية، يحيى العريضي، أن الروس، بعد التصريح الأمريكي، سيعودون ملهوفين للجنة الدستورية.
من جانبه، أقرّ السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر، أنّه لم يتمّ إحراز أي تقدّم على صعيد تشكيل اللجنة الدستورية.
وقال: “المسؤوليات واضحة؛ النظام السوري يرفض أيّ حلّ وسط ويضاعف مناورات التسويف للحؤول دون نجاح هذا المنتدى الأول للحوار”.
وأضاف السفير الفرنسي “الأمر متروك للمبعوث الخاص بيدرسن لإخبارنا بكل صراحة عندما يعتقد أنّه استنفد كلّ وسيلة ممكنة للتوصّل إلى اتفاق بشأن اللجنة، إذا أبقى النظام على رفضه فسيكون الوقت قد حان لهذا المجلس لكي يستخلص العبر ويفكّر في طرق أخرى للمضي قدماً”.