السفير التركي في قطر يحذر من إمكانية وقوع انقلاب جديد!
أكدّ سفير الجمهورية التركية في دولة قطر فكرت أوزر، أن خطر تنظيم غولن الإرهـ.ابي الذي قام بمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016 بتركيا لا يزال قائماً.
وأضاف السفير التركي: “كما تعلمون فإن تنظيم غولن الإرهـ.ابي هو تنظيم سري، وما تزال عمليات القبض على أتباعه مستمرة، بدليل إلقاء القبض على 32 موظفاً في البحرية التركية، و50 من أفراد القوات البرية، وهم يستعينون بتكنولوجيات متطورة وهواتف عمومية للتواصل ونقل المعلومات».
وقال السفير فكرت أوزر مؤتمر لصحيفة “لوسيل” القطرية رصدته الوسيلة، بمناسبة الاحتفال بذكرى فشل المحاولة الانقلابية في تركيا: “إن خطر تنظيم غولن مستمر، ولا يمكن القول إننا تخلصنا منهم”.
وأردف أوزر: “لا ننسى أنه تم توقيف أحد أتباع غولن وقد كان موظفاً بالسفارة التركية في قطر بعد عامين من المحاولة الانقلابية الفاشلة”
وكشف السفير أوزر:”أن التخلص من التنظيم الإرهابي السري ليس سهلاً، لكن الحكومة التركية تتعامل وفق القوانين الدولية والشفافية في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي”.
وتابع أوزر بالقول: ” إن فتح الله غولن الذي يطلق على نفسه اسم «إمام الكون»، و«المهدي المنتظر»، هو خريج المدرسة الابتدائية وبدأت حركته في 1974، وشكّل شبكة خاصة به، وسعى إلى إقامة الخلافة، بناء على اعتقاد واهم بأنه المهدي المنتظر، بهدف حماية مصالح منظمته”.
واستدرك السفير التركي: “وبعد نهاية الحرب الباردة وزع شبكة في دول القوقاز وآسيا الوسطة والبلقان، وأسس وجوده في حوالي 160 دولة عبر أنحاء العالم، ويقولون في كل بلد لدينا توصية من القنصلية الأمريكية في اسطنبول”.
وأوضح أوزر: “أن تركيا تحتفل سنويا بـ «يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية»، لأن ما حدث كان استهدافاً للديمقراطية التركية ومحاولة انقلابية يائسة، وقد نجح الشعب التركي في الحفاظ ديمقراطيته”.
وشدد على أن: “المحاولة الانقلابية الأخيرة لم تكن عادية كسابقاتها، لأنها شهدت إطلاق النار على المدنيين، لكن الشعب عرف بصموده كيف يحافظ على الديمقراطية التركية”.
تفاصيل أحداث انقلاب
بدأت محاولة الانقلاب الساعة 22.00 بالتوقيت المحلي (19.00 تغ) من يوم الجمعة (15 يوليو/ تموز 2016)، في مقر رئاسة الأركان التركية بالعاصمة أنقرة، وتم إحباطها ظهر السبت 16 يوليو/ تموز في الساعة 12.57 بالتوقيت المحلي (09.57 تغ).
وتسلسلت أحداث المحاولة الفاشلة على الشكل التالي:
الساعة 22.00 من يوم الجمعة 15 يوليو/ تموز: سُمع دوي إطلاق نار داخل مقر رئاسة الأركان القريبة من ميدان “كزيلاي” وسط العاصمة، أعقبه إطلاق نار من إحدى المروحيات باتجاه جنود معارضين للانقلاب في محيط المقر.
وسيطرت مجموعة من الجنود فيما بعد على مقر الأركان، ومبنى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الكائن في منطقة أوران، تزامنًا مع إغلاق مجموعة أخرى من الجنود لجسري “البوسفور”، و”السلطان محمد الفاتح” (الممران البرّيان الوحيدان بين شطري مدينة إسطنبول الآسيوي والأوروبي).
الساعة 23.30: اتصل رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، بإحدى القنوات التلفزيونية المحلية، معلنًا أن ما يجري هو “محاولة انقلاب على يد مجموعة داخل الجيش”، مشدّدا أنه “لن يُسمح بحدوث ذلك، وسيدفع القائمون عليه ثمنًا باهظًا”.
الساعة 23.30: تم إعلان أسر رئيس الأركان التركي خلوصي أقار، على يد مجموعة من الجنود المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة.
الساعة 00.00: قالت مصادر أمنية إن محاولة الانقلاب تجريها مجموعة من الضباط المنتسبين إلى منظمة فتح الله غولن الإرهابية المتغلغلة داخل الجيش.
الساعة 00.11: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتوجه من قضاء مرمريس بولاية موغلا غربي البلاد، إلى مطار أتاتورك الدولي في مدينة إسطنبول.
الساعة 00.13: أجبر الانقلابيون موظفي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون على قراءة بيان انقلاب، لتعلن الرئاسة التركية فيما بعد أن “البيان لم يصدر باسم رئاسة الأركان”، داعية المواطنين إلى التزام الدقّة حيال هذا الشأن، أعقب ذلك انقطاع للبث التلفزيوني.
– اتصل أردوغان بإحدى القنوات التلفزيونية وأدان محاولة الانقلاب، داعيًا الشعب التركي للنزول إلى الشوارع، وأكّد أن القائمين على هذه المحاولة سيُحاسبون وفقًا للدستور والقوانين التركية أيًا كان انتماؤهم.
ودفعت تصريحات أردوغان حشود الشعب التركي إلى التوافد نحو مراكز المدن تعبيرًا عن رفضهم للانقلاب.
الساعة 00.35: أعلن المدعي العام التركي في مدينة إسطنبول علي دوغان، فتح ملف التحقيق الأول حول محاولة الانقلاب، وقال إنه سيتم اعتقال الجنود المنتشرين في المدن.
00.57: هاجم الانقلابيون مقر مؤسسة البث الفضائي في منطقة “غول باشي” بأنقرة، باستخدام إحدى المروحيات العسكرية التركية، بعد قطعها البث عن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
الساعة: 01.01: تعرض مقر مديرية الأمن العام في أنقرة لهجوم المقاتلات الحربية والمروحيات العسكرية، ليعلن وزير الدفاع التركي إثر ذلك أن ما يجري هو “محاولة انقلاب على يد مجموعة من الضباط في القوات المسلحة”.
الساعة 01.39: عقد رئيس البرلمان التركي والنواب الأتراك جلسة في مبنى البرلمان.
الساعة 02.00: بدأت قوات الأمن التركي بتوقيف الجنود الانقلابيين المنتسبين إلى منظمة “غولن” الإرهابية.
الساعة 02.20: تعرضت رئاسة دائرة القوات الخاصة لقصف جوي من قبل الانقلابيين، ما أسفر عن استشهاد 17 عنصرًا من الشرطة، تلا ذلك إسقاط مقاتلة تركية من طراز “اف-16” لمروحية عسكرية من طراز “سيكورسكي” كانت تحت سيطرة الانقلابيين.
الساعة 02.30: القبض على 13 عسكريًّا انقلابيًّا، بينهم 3 ضباط، حاولوا اقتحام المجمع الرئاسي في أنقرة، وفي الوقت ذاته أعلن المستشار الإعلامي لجهاز الاستخبارات، نوح يلماز “إجهاض المحاولة الانقلابية”.
الساعة 02.42: إصابة بعض عناصر الشرطة في إلقاء قنبلة على مجلس الأمة الكبير (البرلمان) بأنقرة.
الساعة 03.00: عودة التلفزيون الحكومي إلى بثه المعتاد، والقبض على العسكريين الانقلابيين الذين حاولوا السيطرة عليه.
الساعة 03.10: يلدريم يعلن أن أية طائرة عسكرية تحلق فوق مبنى الاستخبارات والبرلمان ورئاستي الجمهورية والوزراء، سيتم إسقاطها بالصواريخ.
الساعة 03.20: أردوغان يصل إسطنبول
الساعة 04.00: النيابة العامة في أنقرة تصدر مذكرة توقيف بحق أعضاء “لجنة السلام في الوطن”، التي تضم قادة المحاولة الانقلابية.
الساعة 04.42: مروحية تطلق النار على فندق في مدينة مرمريس بولاية موغلا كان يقيم فيه أردوغان، بعد مغادرته له.
الساعة 05.20: يلدريم يعلن عبر حسابه على “تويتر” ورود معلومات عن مقتل جنرال انقلابي، ويشير إلى توقيف 130 عسكريًّا بينهم ضباط برتبة عقيد.
الساعة 06.00: أعلنت السلطات أن النيابة في منطقة “غولباشي” بأنقرة بدأت تحقيقًا في المحاولة الانقلابية الفاشلة، وأن 42 شخصًا قُتلوا في مقر القوات الخاصة بالمنطقة المذكورة، وأن قوات الأمن سيطرت على الأوضاع فيها.
الساعة 06.30: أغلقت السلطات كافة الطرق المؤدية إلى قصر تشانقايا والمقر الرسمي لرئاسة الوزراء بأنقرة، وتم إسقاط مروحية عسكرية استخدمها الانقلابيون في قصف مؤسسة البث الفضائي “توركسات”.
الساعة 06.43: ألقى الانقلابيون قنبلتين قرب المجمع الرئاسي في أنقرة، سقطت إحداها قرب المسجد التابع للمجمع.
الساعة 06.52: رئيس الوزراء يعلن تعيين قائد الجيش الأول رئيسًا للأركان بالوكالة.
الساعة 07.00: طائرة عسكرية تلقي قنابل على منطقة قريبة من القيادة العامة للدرك، بالقرب من المجمع الرئاسي بأنقرة.
الساعة 07.10: وزارة الداخلية تعلن القبض على 336 شخصًا من المنتمين إلى منظمة غولن.
الساعة 07.35: قوات الأمن في عموم تركيا تقبض على 754 من عناصر القوات المسلحة.
الساعة 07.50: وزير الداخلية إفكان آلا، يعزل 29 عقيدًا و5 جنرالات من المنتمين إلى منظمة غولن.
الساعة 08.32: الجيش التركي ينفذ عملية في قاعدة أقنجي الجوية بأنقرة، ويحرر رئيس هيئة الأركان خلوصي أقار.
الساعة 08.36: القوات الخاصة التابعة للشرطة تتمكن من السيطرة على مقر القيادة العامة للدرك، وتحييد العناصر العسكرية التابعة للكيان الموازي.
الساعة 09.32: ألقت السلطات القبض على 1374 من عناصر القوات المسلحة المنتمين إلى الكيان نفسه.
الساعة 09.40: حوالي 200 جندي يخرجون بدون أسلحتهم من رئاسة الأركان، ويستسلمون للشرطة.
الساعة 09.44: إعلان استشهاد 90 شخصًا وجرح 1154 آخرين في عموم تركيا.
الساعة 09.46: فتح تحقيق بحق قائد القوات الجوية السابق الجنرال أكن أوزتورك، وقائد التدريب القتالي والدعم في قيادة التدريب بالقوات البرية الجنرال متين إييديل.
الساعة 09.56: القبض على 1563 من عناصر منظمة فتح الله غولن في عموم تركيا.
الساعة 10.07: حوالي 700 جندي يخرجون بدون أسلحتهم من رئاسة الأركان، ويستسلمون للشرطة.
الساعة 10.15: القبض على قائد لواء الكوماندوز الـ 49 في بينغول الجنرال يونس قوطامان، وقائد لواء الكوماندوز الثاني في بولو الجنرال إسماعيل غونيش أر.
الساعة 10.37: يلدريم يعلن أنه تم تحرير رئيس هيئة الأركان خلوصي أقار، وهو على رأس عمله في مركز إدارة الأزمة، بقصر تشانقايا.
الساعة 10.59: وزير الداخلية يعزل قائد خفر السواحل، الأميرال هاكان أوستيم، من منصبه.
الساعة 10.41: عناصر منظمة غولن المتمركزون في قاعدة أقنجي الجوية يبدؤون مغادرتها بعد فشل المحاولة الانقلابية.
الساعة 11.27: عناصر المنظمة الإرهابية المتورطون في المحاولة الانقلابية، والمتمركزون في رئاسة الأركان، يطلبون التفاوض من أجل الاستسلام.
الساعة 12.04: القوات الخاصة التابعة للشرطة تقبض على حوالي 200 عسكري انقلابي في مبنى القيادة العامة للدرك.
الساعة 12.57: يلدريم يصل قصر تشانقايا ويصرح للصحافة بأنه تم إخماد التمرد، مشيرًا وقتئذٍ إلى سقوط 161 شهيدًا، و1440 جريحًا، والقبض على 2839 عسكريًّا، بينهم ضباط برتب مختلفة، بعضها رفيعة.
وشهدت تركيا، منتصف يوليو/ تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
خلال 15 ساعة فقط، نجحت السلطات التركية في إجهاض محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادتها مجموعة من الضباط المنتسبين إلى منظمة “غولن” الإرهابية التي يتزعمها “فتح الله غولن” القابع في بنسلفانیا الأمريكية
كلمة أردوغان وتفاعل الشعب معها
رد السلطة الشرعية على بيان الانقلابيين لم يتأخر، إذ خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال عبر تطبيق “فيس تايم”، مع محطة “سي إن إن تورك” الخاصّة، ليوجه نداء إلى الأتراك بالنزول إلى الشارع، من أجل الوقوف في وجه المحاولة الانقلابية.
وقال أردوغان، في حواره الذي تم تداوله أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي، “بوصفي رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للجيش لم أكن أعلم بحركة هذه المجموعة من الجيش، ولا أعرف وضع المحتجزين في قيادة الأركان”.
ودعا أردوغان المواطنين للخروج إلى الشارع “للدفاع عن الديمقراطية التركية”، مشيراً إلى أنّ العناصر الانقلابية قامت بالسيطرة على أبراج مطار أتاتورك في إسطنبول، متوعّداً من قام بهذا العمل بأنّه “ستتم معاقبته بشدة”.
وطالب أردوغان من سماهم بجنرالات الجيش “الشرفاء”، بالوقوف في وجه هذه المحاولة التي قام بها “من باعوا أنفسهم”، كما حث البرلمان والأحزاب السياسية على النزول لرفض هذه المحاولة الانقلابية.
وتبيّن لاحقاً أنّ أردوغان نجا شخصياً من هجوم شنّته قوة انقلابية على الفندق الذي كان يقيم به في مدينة مارماريس على البحر المتوسط جنوب غربي البلاد، حيث تمكّن من المغادرة قبل وصول الانقالبيين الذين هبطوا بالمروحيات، ونجح في التوجه إلى المطار لركوب طائرته نحو إسطنبول.
واستجاب الشعب لدعوة الرئيس التركي، حيث قوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية كانت تنتشر حول تلك المقار على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع نحو 250 شهيدًا.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.