زيارة «محمود الحوت» إلى تركيا.. هذا هدفها والجهة المُدبِّرة لها!
كشفت مصادر مطلعة أن روسيا ونظام الأسد هما من الجهات الداعمة وراء تحركات الشيخ محمود الحوت الدينية، وأن الهدف هو عزم موسكو إعادة هيكلة المؤسسة الدينية السورية على الطريقة التي فعلتها سابقاً في الشيشان، عبر أدلجة المنظمة الدينية تحت سلطة الحاكم، وضمان منع خروجها عن سلطته وقراره في أحلك الظروف.
وأكدت المصادر لـ «القدس العربي» وفق ما رصدت الوسيلة أن هدف زيارة أحد أبرز مشايخ الصوفية إلى تركيا، هو الرهان على مشروع جديد بمظلة دينية، ومدى قدرته على التأثير بين السوريين، ونسبة الذين سوف يستطيع إقناعهم بالعودة إلى حكم النظام السوري في حلب.
كما لفتت المصادر ذاتها إلى استغلال الحوت من نظام الحكم كـ «أداة» في تنفيذ مخطط يستهدف السوريين في تركيا بداية، وتوجيه لكمة معنوية للثورة السورية عبر رجل الدين الذي كان يحظى بشعبية كبيرة في حلب.
روسيا دفعت بشار الأسد للقاء عدد من أئمة الدين في دمشق مؤخراً، بهدف تلميع صورته في الأوساط المحلية وخاصة الدينية، وكذلك تعمد الأسد زيارة رجال الدين من الأقليات، وجمع الجميع تحت حكمه، والاعتماد عليهم في المرحلة المقبلة التي تتمحور حول إعادة حكمه بين عامة السوريين وفق ذات المصادر.
وفي دفاع الموالين لرجل الدين السوري الشهير، وكذلك أنصاره، عن زيارته إلى تركيا، نقلت وسائل إعلام تابعة لنظام الأٍسد عن بعض اتباعه، قولهم إن سبب زيارته الحالية هو «الحج»، إلا أن مصادر أخرى قوامها شخصيات ومؤسسات خارج الشريحة المقربة من الشيخ «الحوت»،
اعتبر الأخير حاملاً تطمينات للاجئين السوريين مقدمة من النظام السوري وروسيا، فيما لو وافقوا على العودة إلى حلب وأريافها برفقته، وآخرون اعتبروا خروجه من سوريا مجدداً «هرباً» من الأسد والدول الداعمة له.
وكان الشيخ محمود الحوت قد وصل قبل يومين، إلى ولاية أضنة التركية، قادماً من حلب عبر مطار بيروت الدولي، ليستقبل من قبل أنصاره بـ «تقبيل يده»، ويتهافت سوريون لإلقاء التحية عليه والتبارك به على حد زعمهم.
إقرأ أيضاً: الشيخ الذي طلب من بشار الأسد تغطية زوجته بالحجاب يعود إلى حضن الوطن!
وتباينت مواقف اللاجئين السوريين إذ حملت في أغلبها انزعاجاً كونه عائد من مناطق سيطرة الأسد.
واعتبر سوريون أن زيارة الحوت إلى تركيا تحمل مخططاً جديداً يستهدف اللاجئين وموقفهم الحاد ضد نظام شردهم وكان السبب في مآسيهم.
ورأى آخرون أن زيارة محمود الحوت إلى تركيا تحت مسمى ديني تخفي الأسباب الحقيقية للزيارة والتي لا يستبعد أن تكون خطوة على طريق إعادة السوريين إلى حضن النظام.
وبدأ الحوت زيارته في تركيا بمحاضرة دينية في ضيافة أحد تلامذته في أضنة ووسط حشد غفير من مريديه.
مصادر سورية في أضنة أكدت لموقع الوسيلة أن الشيخ محمود الحوت ألقى محاضرته الدينية وكأنه يعيش عالماً آخر غير العالم الذي يعيشه اللاجئون السوريون بحلوه ومره.
وأشارت المصادر السورية إلى أن الشيخ الحوت لم يتطرق إلى الوضع المرير للسوريين طيلة 8 سنوات من القهر والظلم والقتل والتهجير.
ورأت المصادر في حديثها لموقع الوسيلة أن محمود الحوت تجاهل في محاضرته أن الحشد الغفير الذي تزاحم لرؤيته وسماع كلماته مقيم في تركيا تحت مسمى “لاجئون”, لم يكن لهم نصيب ولو بكلمة من محاضرته الدينية.
يذكر أن الشيخ «محمود الحوت»، عاد مطلع شهر حزيران/تموز، من مصر التي قصدها بعد انطلاق الثورة السورية إلى حلب، ورغم خروجه من سوريا، إلا أنه لم يؤيد الثورة السورية.