أخبار سوريا

تعزيزات تصل الحدود.. تركيا تعلن التوصل لاتفاق بشأن المنطقة الآمنة في سوريا

كشفت وزارة الدفاع التركية عن التوصل لاتفاق مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لإرسال فريق عسكري أمريكي في أقرب وقت إلى أنقرة لبحث إنشاء منطقة آمنة في سوريا.

وبحسب بيان الوزارة فقد اتفق وزير الدفاع خلوصي أكار، مع مارك إسبر القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، في اتصال هاتفي، أمس الجمعة، على ضرورة إرسال فريق عسكري أمريكي على وجه السرعة الأسبوع القادم لبحث إقامة منطقة آمنة في سوريا.

وحول صواريخ إس 400 الروسية التي وصلت أجزاء منها إلى أنقرة, أبلغ أكار القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، خلال الاتصال الهاتفي، بأن شراء تركيا منظومة “إس-400” الروسية للدفاع الصاروخي لا يعني تغيير أنقرة توجهاتها الاستراتيجية.

وأضافت وزارة الدفاع التركية أن خلوصي أكار أكد للجانب الأمريكي أن الصفقة ضرورية.

ووفق وزارة الدفاع التركية, أشار أكار إلى أن أنقرة لا تزال تقيم العرض لشراء منظومة الدفاع الجوي الأمريكية “باتريوت” وإن تدهور العلاقات الثنائية لا يخدم مصالح أي من البلدين

وفيما يتعلق بالملف السوري, اتفق أكار وإسبر، خلال حديثهما على مواصلة الحوار بين البلدين.

وأعرب أكار عن استعداد الجيش التركي لإنشاء المنطقة الآمنة, مضيفاً: أنه “القوة الوحيدة الجاهزة والمؤهلة والمناسبة لإنشاء المنطقة الآمنة”.

وجدد الوزير التركي رفض بلاده أي تواجد للتنظيمات الإرهابية قرب الحدود مع سوريا.

وشدد أكار بحسب وكالة الأناضول على أن بلاده مضطرة لاتخاذ التدابير ضد الهجمات المكثفة من الحدود السورية.

واعتبر أكار أن أولوية تركيا تتمثل بحماية حدودها ومواطنيها.

والجمعة، أعلنت وزارة الدفاع التركية وصول أول مجموعة من أجزاء منظومة “إس-400” الروسية إلى مطار عسكري في العاصمة أنقرة.

إقرأ أيضاً: موقع فرنسي: روسيا تعد لاستبدال بشار الأسد

وتركّز تركيا في مباحثاتها المتكررة مع واشنطن على إنشاء منطقة آمنة على حدودها الجنوبية بعمق 30 – 40 كم على الأقل، تكون خالية من أي وجود لوحدات الحماية التي تصنفها أنقرة أنها إرهابية.

وكان الرئيس التركي أردوغان قال في وقت سابق “نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال تعذر ذلك فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف”.

كما أعلن الرئيس ترامب ، في كانون الأول الماضي، سحب القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي مقاتل في شمال شرق سوريا.

وتزامن ذلك مع إعلان متحدث باسم البنتاغون أن القوات الأميركية ستنشئ منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا في سياق قوة متعددة الجنسيات.

محلل سياسي: عملية عسكرية قريباً

من جانبه قال المحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو في حديث له مع وكالة “سبوتنيك” الروسية: الولايات المتحدة في حاجة للتفاهم مع تركيا، حيث يوجد لها 23 قاعدة عسكرية في سوريا متوزعة في شرق الفرات، وبالتالي التعاون بين البلدين أصبح ضرورة تفرضها الظروف الحالية، بينما هناك أزمة في ملف منبج وسيطرة جماعات تصنفها تركيا [إرهابية] على 541 كم، من أصل 911 كم مساحة الحدود المشتركة مع سوريا، مما يعني أن الأمن التركي مهدد، والتنسيق التركي مع الولايات المتحدة يدخل ضمن هذا الإطار.

واعتبر يوسف كاتب أوغلو، أن تركيا تريد إيضاح بعض النقاط أمام الولايات المتحدة، أهمها الإصرار التركي على العملية العسكرية، بينما تصر واشنطن على أنها صانعة القرار في هذا الملف، وأيضًا تتمسك تركيا بأحقيتها القصوى في تنفيذ ما يحفظ أمنها، بصرف النظر عن ما كان يناسب الاستراتيجية الأمريكية من عدمه، مشيراً إلى عدم قدرة الولايات المتحدة على إحراز شيئ في هذا الملف دون تركيا- وفق قوله.

وأكد المحلل السياسي التركي أن اللقاء في الوقت الراهن يحمل أهمية قصوى، وربما يجنب البلدين تردي العلاقات بينهما، حال أصرت واشنطن على استمرار دعمها لجماعات “قسد” وغيرها في شمال سوريا، متوقعًا عملية عسكرية تركية قريبًا “درع دجلة” في منطقة شرق الفرات، خاصة في ظل وجود وجاهزية القوات التركية على الحدود.

حالة تأهب على الحدود مع سوريا

أكدت صحيفة “يني شفق” التركية أن القوات التركية في حالة تأهب على الحدود مع سوريا، بالتزامن مع استدعاء قادة في الجيشين التركي والسوري الحر لاجتماعات في أنقرة.

وقالت صحيفة يني شفق في تقرير رصدته الوسيلة: إن “تركيا وضعت قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا في حالة تأهب قصوى بعد أن عقدت قوات YPG سلسلة اجتماعات برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً خليجية في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرق سوريا”.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش التركي نشر أكثر من 50 دبابة وبطارية مدفعية على الحدود التركية المقابلة لمنطقتي تل أبيض ورأس العين.

كما جرى استدعاء قادة وحدات في الجيش التركي وقادة في الجيش السوري الحر لعقد اجتماع في العاصمة التركية أنقرة وفق ما ذكرت الصحيفة.

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى قيام الجيش التركي باستدعاء صواريخ مضادة للطائرات وسيارات إسعاف مدرعة وخزانات وقود إلى الخط الأمامي في مقاطعة هاتاي الجنوبية.

ووفق الصحيفة التركية, فقد وضعت جميع وحدات الجيش السوري الحر في حالة تأهب قصوى في كل من مدينتي الباب وجرابلس.

تعزيزات ضخمة للجيش التركي

ويواصل الجيش التركي منذ ثلاثة أيام إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة وبشكل متسارع إلى مناطق مختلفة من الحدود التركية مع سوريا، لا سيما المناطق المقابلة لمناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات.

وتأتي هذه التحركات المفاجئة عقب أنباء عن توسيع السعودية والإمارات تحركاتهما في مناطق سيطرة الوحدات الكردية شرقي نهر الفرات، وتقديم مزيد من الدعم المالي والعسكري للوحدات التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية، وامتدادا لتنظيم “بي كا كا”، كما يأتي هذا التحرك بالتزامن مع التوقعات بموافقة بعض الدول الأوروبية على طلب واشنطن إرسال قوات برية إلى شمالي سوريا لتحل مكان القوات الأمريكية عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيض عدد قواتها هناك.

وأشارت مصادر تركية لصحيفة “القدس العربي” إلى أن وفدا سعوديا رفيع المستوى، ومسؤولين إماراتيين عقدوا اجتماعات مع قادة وحدات حماية الشعب الموجودة ضمن قوات سوريا الديمقراطية، وآخرين تعتبرهم تركيا مسؤولين مباشرين في تنظيم “بي كا كا” في منطقة “عين العرب” وقدموا وعوداً للتنظيم برفع مستوى الدعم المالي المقدم لهم.

وشهدت الأيام الأخيرة إرسال تعزيزات أضخم وبشكل متسارع وشملت دبابات وبطاريات مدفعية وناقلات جند وعربات مصفحة وأعدادا كبيرة من عناصر الجيش والقوات الخاصة.

وبحسب ما نشرت وكالة الأناضول الرسمية في أخبار منفصلة، يمكن إحصاء وصول مئات الدبابات والعربات العسكرية إلى الحدود خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط، تضاف إلى تعزيزات عسكرية أرسلها الجيش التركي بداية العام الجاري عقب تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقيام بعملية عسكرية واسعة شرقي نهر الفرات، واعتبرت آنذاك أكبر عملية تحشيد للجيش التركي منذ عقود.

حيث وصل الكم الأكبر من هذه التعزيزات إلى المناطق الحدودية التابعة لولاية شانلي أورفا التركية، حيث يقع على الجانب السوري مناطق مهمة تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وذكرها الرئيس التركي بالاسم في السابق مراراً مهدداً بتطهيرها من المسلحين الأكراد المنتمين لتنظيم “ب ي د” الذي تقول تركيا إنه امتداداً لتنظيم بي كا كا الإرهابي.

وأبرز هذه المناطق منطقة عين العرب “كوباني” التي تقع مباشر على الجانب الشرقي لنهر الفرات وبمحاذات المناطق التي سيطرة المعارضة السورية والجيش التركي في عملية “درع الفرات”، لا سيما منطقة جرابلس على تقع مباشرة على الجانب الغربي للنهر. كما تركزت التعزيزات من جانب آخر في المناطق المقابلة لمنطقة “تل أبيض”، والتي هدد أردوغان أيضاً مراراً بمهاجمتها.

إقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن منظومة “إس 400” التي اشترتها تركيا (فيديو)

وعلى الرغم من أن تركيا تهدد منذ سنوات بالقيام بعملية عسكرية واسعة ضد وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات إلا أنها لم تتحرك عسكرياً حتى الآن شرقي النهر، وفي الأشهر الأخيرة تراجعت التهديدات التركية بشكل ملحوظ عقب الحديث عن مباحثات تركية أمريكية لإقامة منطقة آمنة شرقي النهر تشمل ابعاد الوحدات الكردية عن الحدود التركية لعمق 15 كيلومتر، دون التوصل لاتفاق نهائي حتى الآن.

ولا يعرف حتى الآن ما إن كانت هذه الحشودات مرتبطة بالتوصل لاتفاق تركي أمريكي للقيام بتحرك عسكري ضمن تفاهمات “المنطقة الآمنة” أم ضمن تفاهمات أخرى توصل لها الرئيس التركي في لقائه الأخير مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة العشرين باليابان، أم بمثابة إعلان عن انهيار المباحثات وتلويح تركيا مجدداً بمهاجمة شرق الفرات رغم المعارضة الأمريكية.

ولا يزال مصير المنطقة مجهولًا حتى الآن بسبب عدم معرفة الطرف الذي سيكون صاحب القرار فيها، عقب انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، وسط رفض تركيا سيطرة أي جهة على المنطقة الآمنة غيرها.

يذكر أن تركيا أطلقت عملية عسكرية تركية سورية “غصن الزيتون” في20 كانون الثاني 2018 لدعم فصائل المعارضة السورية في سعيها لطرد قوات “وحدات حماية الشعب” الكردية من منطقة عفرين إلى جانب قوات الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة سعياً منها لإبعاد المقاتلين الأكراد،وتأمين المدن التركية الحدودية من نيران قصفه .

زر الذهاب إلى الأعلى