الطيران التركي يحلق في أجواء الرقة وقسد ترفع جاهزيتها

رفعت قوات سوريا الديمقراطية جاهزية قواتها بشكل كامل، في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرتها تحسباً من التحركات التركية الأخيرة التي تنذر بشن عمل عسكري.

وقامت قوات قسد بحسب ما ذكرت وكالة قاسيون عن مصدر خاص ورصدت الوسيلة باستنفار قواتها، ونصبت حواجز، ورفعت الجاهزية الكاملة في الرقة خوفاً من أي عمل عسكري تركي مفاجئ.

وأضاف المصدر أن تركيا ربما تسابق الزمن لمنع قوات قسد من تثبيت أقدامها شمال وشرق سوريا، خصوصاً بعد الاجتماعات التي عقدت مؤخراً مع العشائر العربية بتنسيق أميركي خليجي.

وأوضح المصدر أن قسد تسعى للبقاء بمناطق منبج والرقة ودير الزور عبر استمالة العشائر بالترغيب أو قمعها بالترهيب، أو حشد أبناء العشائر في صفوفها لمواجهة تركيا.

وأرسل الجيش التركي قوات ضخمة إلى الحدود التركية المتاخمة لمحافظة الرقة السورية التي تسيطر عليها قوات “سوريا الديمقراطية”.

وشهدت أجواء شمال محافظة الرقة تحليقاً للطيران الحربي التركي في ظل مؤشرات بعمل عسكري ستقوم به تركيا شرق الفرات، بحسب وكالة قاسيون.

من جانبها أكدت صحيفة “يني شفق” التركية أن القوات التركية في حالة تأهب على الحدود مع سوريا، بالتزامن مع استدعاء قادة في الجيشين التركي والسوري الحر لاجتماعات في أنقرة.

وقالت صحيفة يني شفق في تقرير رصدته الوسيلة: إن “تركيا وضعت قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا في حالة تأهب قصوى بعد أن عقدت قوات YPG سلسلة اجتماعات برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً خليجية في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرق سوريا”.

إقرأ أيضاً: أردوغان: نعتزم إيقاف الخدمات الطبية المجانية المقدمة للسوريين

وأوضحت الصحيفة أن الجيش التركي نشر أكثر من 50 دبابة وبطارية مدفعية على الحدود التركية المقابلة لمنطقتي تل أبيض ورأس العين.

كما جرى استدعاء قادة وحدات في الجيش التركي وقادة في الجيش السوري الحر لعقد اجتماع في العاصمة التركية أنقرة وفق ما ذكرت الصحيفة.

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى قيام الجيش التركي باستدعاء صواريخ مضادة للطائرات وسيارات إسعاف مدرعة وخزانات وقود إلى الخط الأمامي في مقاطعة هاتاي الجنوبية.

ووفق الصحيفة التركية, فقد وضعت جميع وحدات الجيش السوري الحر في حالة تأهب قصوى في كل من مدينتي الباب وجرابلس.

اتفاق تركي-أميركي لإنشاء المنطقة الآمنة

كشفت وزارة الدفاع التركية عن التوصل لاتفاق مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لإرسال فريق عسكري أمريكي في أقرب وقت إلى أنقرة لبحث إنشاء منطقة آمنة في سوريا.

وبحسب بيان الوزارة فقد اتفق وزير الدفاع خلوصي أكار، مع مارك إسبر القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، في اتصال هاتفي، أمس الجمعة، على ضرورة إرسال فريق عسكري أمريكي على وجه السرعة الأسبوع القادم لبحث إقامة منطقة آمنة في سوريا.

وأعرب أكار عن استعداد الجيش التركي لإنشاء المنطقة الآمنة, مضيفاً: أنه “القوة الوحيدة الجاهزة والمؤهلة والمناسبة لإنشاء المنطقة الآمنة”.

وجدد الوزير التركي رفض بلاده أي تواجد للتنظيمات الإرهابية قرب الحدود مع سوريا، معتبراً أن أولوية تركيا تتمثل بحماية حدودها ومواطنيها.

وتركّز تركيا في مباحثاتها المتكررة مع واشنطن على إنشاء منطقة آمنة على حدودها الجنوبية بعمق 30 – 40 كم على الأقل، تكون خالية من أي وجود لوحدات الحماية التي تصنفها أنقرة أنها إرهابية.

وكان الرئيس التركي أردوغان قال في وقت سابق “نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال تعذر ذلك فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف”.

كما أعلن الرئيس ترامب ، في كانون الأول الماضي، سحب القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي مقاتل في شمال شرق سوريا.

وتزامن ذلك مع إعلان متحدث باسم البنتاغون أن القوات الأميركية ستنشئ منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا في سياق قوة متعددة الجنسيات.