قوات سهيل الحسن تخلي مواقعها في حماة بالتزامن مع إخلاء مطار حماة العسكري!
رصدت قوات المعارضة السورية تحركات لقوات تابعة للنظام في ريف حماة الشمالي وانسحاب من عدة مواقع لها، دون معرفة سبب هذه التحركات وإن كانت انسحاباً أو تبديل مواقع.
وانسحبت قوات النظام بحسب ما ذكر موقع “بلدي نيوز” عن مصادر من داخل مناطق النظام كلاً من”القوات الجوية” التابعة لنظام الأسد بقيادة العميد سهيل الحسن وميليشيا “الفيلق الخامس اقتحام” من جبهات ريفي حماة الشمالي والغربي دون تحديد الوجهة.
وأضاف المصدر: “إن الميليشيات الأخيرة (الفيلق الخامس) تجمعت صباح اليوم الثلاثاء في قرية بريديج وعلى الطريق الواصل بين مدينة السقيلبية وقرية العشارنة”.
وتألف التجمع بحسب المصدر من مئات السيارات العسكرية المزودة بالرشاشات بالإضافة إلى 15 دبابة وعشرة مدافع ميدانية مقطورة وراجمات وما يقارب 1000 عنصر من عناصر الجوية والخامس اقتحام.
وأكدّ المصدر أن: “الميليشيات الأخيرة أخلت مواقعها وسلمت مناطق تواجدها للفرقة السابعة والحرس الجمهوري والأمن العسكري والفرقة الرابعة والثامنة والحادية عشر والرابعة عشر والثامنة عشر”.
وتزامنت تحركات قوات النظام مع هدوء نسبي تشهده جبهات ريف حماة الشمالي منذ عدة أيام، بعد معارك عنيفة على جبهة الحماميات.
وتكبدت قوات النظام وحلفائها خسائر كبيرة في العدة والعتاد، إضافة لعجز النظام خلال المرحلة الماضية عن تحقيق أي تقدم حقيقي على الأرض خلال الأشهر الماضية.
إخلاء مطار حماة العسكري
أخلت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها مطار حماة العسكري من الطائرات الحربية والمروحية إلى مطار الشعيرات بريف حمص.
وكشف مصدر خاص لـ جُرف نيوز بحسب ما رصد موقع تريند أن قوات النظام بدأت ليلة (الأربعاء-الخميس) الماضية، بإخلاء مؤقت لمطار حماة العسكري من الطائرات الحربية والمروحية المقاتلة إلى مطار الشعيرات في ريف حمص.
وأكد المصدر أن عملية الإخلاء جاءت تجنباً للخسائر المادية والبشرية، بعد الاستهداف المتكرر من قبل فصائل المعارضة للمطار، الذي يشكل القاعدة الرئيسية للهجمات الجوية في محافظتي إدلب وحماة.
وبهذا الإجراء الاضطراري من قبل قوات الأسد تتضاعف الصعوبات التقنية واللوجستية وتزيد النفقات على قيادة جيش النظام الذي يعاني أصلاً من محدودية قدراته.
وجاء إخلاء مطار حماة العسكري من الطائرات ونقل العمليات إلى مطار الشعيرات بعد الهزيمة الكبيرة لقوات الأسد على جبهة ريف حماة.
إقرأ أيضاً: وثيقة مسربة تكشف تسلم إسرائيل نفط سوريا بتفويض من قسد (صورة)
ومساء الأربعاء 10 من تموز،, سيطرت فصائل المعارضة السورية على بلدة وتلة الحماميات الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي، قبل أن يستعيدها النظام.
وقالت “الجبهة الوطنية للتحرير”، إنها قتـ.لت “العشرات” من قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، واغتنمت عدة آليات وعربات ثقيلة خلال معارك بلدة وتل الحماميات.
من جهتها أعلنت “هيئة تحرير الشام” أن السيطرة على التلة تمت بعد اشتباكات عنيفة لعدة ساعات وذلك لأول مرة منذ 2011.
وبعد 8 محاولات تقدّم لقوات النظام صباح الجمعة صاحبها قصف جوي وبري مكثف تمكنت قوات الأسد من إستعادة قرية “الحماميات” وتلّتها الاستراتيجية في ريف حماة.
ويعد مطار حماة العسكري ثالث أكبر المطارات العسكرية في سوريا ومن أهم مطارات النظام في المنطقة الوسطى.
ويعتبر المطار نقطة إمداد لقوات الأسد في الشمال السوري، بعد تحرير أو محاصرة جميع المطارات العسكرية له في الشمال، إضافة لاستخدامه كمعتقل لأهالي محافظة حماة تحت إشراف المخابرات الجوية.
وكما أن مطار حماة هو أكبر نقطة تجمع لقوات النظام في المنطقة الوسطى والشمال السوري، ويستخدم لإمداد القطع العسكرية المتبقية للنظام في المنطقة بالمؤن والعتاد كما يستخدم لقصف المناطق المحررة أيضًا.
عمليات إعادة انتشار
من جانبه أكد القائد العسكري في “جيش العزة” العقيد مصطفى بكور، لصحيفة “المدن“، أن المليشيات استقدمت المزيد من التعزيزات العسكرية إلى جبهات سهل الغاب، ونفذت عمليات إعادة انتشار في مواقعها المتقدمة على طول خط الاشتباك في منطقة جورين.
وبحسب بكور، فإن جبهات سهل الغاب ما تزال ثانوية، ولكنها مهمة بالنسبة للمليشيات في حال فكرت في إشغال محاور القتال الرئيسية شمال غربي حماة وجنوبي ادلب. وقد تستفيد المليشيات من إشغال المحاور الثانوية لتشتيت دفاعات المعارضة.
وتضمنت التعزيزات التي أرسلتها المليشيات مدرعات ودبابات ومدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ، وعناصر مشاة، ورصدت المعارضة جزءاً من تحركات المليشيات في المنطقة وقصفت بعض مواقعها بالمدفعية والهاون.
وردت المليشيات بقصف قرى وبلدات القطاع الشمالي من السهل معتمدة على الاحداثيات التي ترسلها طائرات الاستطلاع الروسية، والتي حلقت بشكل مكثف في سماء المنطقة خلال الساعات القليلة الماضية.
وباتت منطقة جورين القريبة من نقطة المراقبة الروسية قاعدة عسكرية تحوي مختلف أنواع الأسلحة وتتمركز فيها تشكيلات متنوعة من المليشيات الروسية، وتضم غرفة عمليات تدار من خلالها العمليات الهجومية والدفاعية في كامل جبهات سهل الغاب.
مصدر عسكري معارض أكد لصحيفة “المدن”، أن المليشيات تخشى من اختراق المعارضة لدفاعاتها في سهل الغاب من خلال عمليات الاغارة التي تكررت في جبهات حماة واللاذقية.
وأضاف المصدر أن جزءاً من تعزيزات النظام إلى جبهات سهل الغاب مخصص للدفاع، والجزء الآخر بهدف تنفيذ عمليات هجومية محدودة في بعض المحاور كمحور خربة الناقوس.
روسيا تبحث عن مخرج
من جانبها نقلت شبكة شام عن مصادر عسكرية من غرفة عمليات “الفتح المبين” أن روسيا ومن خلفها ميليشيات النظام والميليشيات الفلسطينية، فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من أهداف الحملة العسكرية التي بدأتها على الشمال السوري.
وأضافت الشبكة نقلاً عن المصادر: أن روسيا باتت تبحث اليوم عن خطة تخرجها من “مستنقع إدلب” الذي ورطت نفسها به.
ولفتت المصادر إلى عدة عوامل ساعدت الفصائل على كسر شوكة روسيا، وإفشال مخططها في حسم المعركة خلال فترة قصيرة، أبرزها صمود المدنيين وتوحيد عمل الفصائل المقاتلة في المنطقة، إضافة للشجاعة التي أبدتها تلك الفصائل في الدفاع عن آخر معاقل الثورة، وإدراكهم بأنها معركة وجود في آخر مراحلها.
وأوضحت في وقت سابق إن تغلب النظام وروسيا جواً كان له أثر كبير في تقدمها لقرى عدة بداية الحملة.
وأردفت: “إن فصائل الثوار تمكنت خلال فترة قصيرة من إعادة ترتيب صفوفها وتمكين دفاعاتها، وتوحيد كلمتها، والبدء بمرحلة الدفاع وتثبيت الجبهات، قبل الانتقال للهجوم وتكبيد النظام خسائر كبيرة يومياً”.
وأكدت المصادر أن الفصائل اتبعت تكتيكات عسكرية عديدة في معركتها ضد روسيا والنظام، لافتاً إلى أنها لم تكن في حساباتهم، وهذا ما وضعهم في حالة إرباك كبيرة، وشتت صفوفهم، أبرز تلك التكتيكات هي الهجمات المعاكسة على مناطق وجبهات عديدة من ريف حماة إلى اللاذقية.
إقرأ أيضاً: بشار الأسد يصدر مرسوماً حول تعديلات قانون خدمة العلم في سوريا
وأشارت المصادر العسكرية إلى خسارة النظام طاقات بشرية كبيرة، وصلت لآلاف العناصر خلال المعارك الأخيرة، هذا بالإضافة للخسائر في الأليات الثقيلة، والتي دفعت النظام للزج بمزيد من القوات من عناصر التسويات، إلا أنها خذلته وباتت تهرب من المعركة.
وكشفت المصادر عن امتلاك الفصائل عدة أوراق قوة إضافية وتكتيكات لم تستخدمها في المعركة بعد، على اعتبار أن المعركة طويلة الأمد وقد تستمر لأشهر، وتحتاج لمفاجئات بين الحين والآخر لخلط أوراق النظام، وتوجيه ضربات قاتلة له، تخلخل صفوفه وتجبره على تغيير خططه التي يستخدمها، مشيداً بصمود المدنيين رغم كل القصف الذي يواجهونه والتشريد، معتبراً أن هذا هو العامل الأبرز في صمود الفصائل على خطوط الجبهات.
ومنذ السادس والعشرين من نيسان الماضي, صعدت قوات الأسد بدعم سلاح الجو الروسي من عملياتها وقصفها مناطق المدنيين في ريفي إدلب وحماة موقعة عشرات الضحايا والجرحى في ظل إصرارها على اقتحام المنطقة واستعادة ما خسرته من مواقع خلال معارك مع قوات المعارضة.