أخبار سوريا

أسرار نهاية خلية الأزمة التي أنشأها بشار الأسد لقمع الثورة السورية

رغم مضي سنوات على تنفيذها إلا أن الغموض لا زال يلف تفجـ.ير “خلية إدارة الأزمة”، في مكتب الأمن القومي بدمشق والذي قـ.تل فيه كبار المسؤولين والقادة الامنيين في نظام الأسد.

وغصت وسائل إعلام محلية وعربية موالية ومعارضة بعشرات التقارير والتكهنات حول التفجـ.ير دون التوصل لأي دليل أو طريق يؤدي لتفاصيل تلك العملية التي طويت حيث دفنـ.ت شخصيات النظام الأكثر تأثيراً والأقرب من بشار الأسد.

وفي 18 تموز من عام 2012 فوجئ السوريون موالاة ومعارضة بخبر هزهم جميعاً حيث بادر النظام للإعلان عن مقـ.تل وزير الدفاع، العماد داوود راجحة، ونائبه آصف شوكت صهر بشار الأسد، إلى جانب حسن تركماني رئيس الخلية، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار.

ورغم أسلوب ودقة تنفيذ التفجـ.ير, إلا ان وزير الداخلية محمد الشعار، نجا رغم الإصـ.ابة وتباينت الأخبار حول مقـ.تل شخصيات أخرى ممن شاركت بالاجتماع المخصص لقمع المحتجين ووأد الثورة السورية.

ونقلت حينها بي بي سي عن مصدر مطلع قال لمراسلتها في دمشق إن نوافذ مبنى الأمن القومي لم تتحطم إثر التفجـ.ير، كما أنه لم يكن هناك تشديدٌ للإجراءات الأمنية حول المبنى في ذلك الوقت.

وسارع تلفزيون النظام السوري للقول: إن مسـ.لحا فجـ.ر نفسه في مبنى الامن القومي في العاصمة دمشق بالتزامن مع اجتماع عدد من الوزراء وقادة القطاع الامني في المبنى.

تضارب الأنباء

وتضاربت الأنباء حول منفذ التفجـ.ير, إذ قالت قوات الامن التابعة لنظام الأسد إن المفجر المشتبه فيه كان يعمل في طاقم الحراسة للدائرة المقربة من الاسد.

واعتقد حينها أن المفجر مسيحي اورثوذكسي، وهو ما يعد حالة نادرة في الجيش وحكومة النظام السوري التي تسيطر عليها الطائفة العلوية.

وأصدرت القوات المسلحة بياناً نشره في التلفزيون السوري أكد أن سوريا “اكثر اصرارا مما سبق” على محـ.ـاربة الارهـ.اب والقضاء على ” العصـ.ـابات الاجـ.رامية”.

وأثار التفجـ.ـير الذي هز أركان النظام حماس المعارضين ودب في الثوار روح العزيمة والمزيد من الإرادة على إسقاط النظام.

وتزامن التفجـ.ـير مع مئات الانشقاقات في صفوف العسكريين والضباط في مواقع مختلفة من سوريا.

وتعتبر شخصيات خلية الأزمة المقـ.تولين من كبار رجالات النظام الأمنيين وأبرزهم آصف شوكت وهو زوج بشرى، شقيقة رأس النظام السوري.

بشار الأسد يتصرف بشكل طبيعي

ولم يتوانى بشار الأسد عن تعيين بدلاء عن المقـ.تولين وكأن العملية كانت مخططة سابقاً.

عيّن الأسد العماد فهد جاسم الفريج وزيرًا للدفاع، وكان حينها رئيس هيئة الأركان، كما حلّ رئيس إدارة أمن الدولة علي مملوك مكان بختيار، وعُيّن عبد الفتاح قدسية نائبًا له، بينما خلف مملوك في رئاسة أمن الدولة، اللواء محمد ديب زيتون.

عقب التفـ.ـجير النوعي بقليل, اندلـ.ـعت اشـ.ـتباكات عنـ.يفة بين قوات المعارضة وقوات الأسد قرب العاصمة دمشق فيما استنفرت مدفعية النظام وبدأت إطلاق قذائفها على الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين دون هوادة.

الأمر الذي دفع الولايات المتحدة للتصريح بأن بشار الأسد بدأ يفقد السيطرة على سوريا.

كما حثت الإدارة الأمريكية روسيا والمجتمع الدولي على التكاتف لتنفيذ خطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان للانتقال السياسي السلمي من اجل منع تفجر حرب أهلية في سوريا.

الجيش الحر يتبنى لعملية ولكن!

وتبنى الجيش السوري الحر التفجـ.ـير لكن سرعان ما نفاه معلناً انطلاق المعركة الاخيرة للعاصمة واسموها “عملية بركان دمشق” وكانوا يشنون هجـ.مات في عدة مناطق من دمشق خلال الايام الثلاثة الماضية.

وبحسب بي بي سي, وصل القـ.تال وسط العاصمة، وتوجد تقارير عن اطلاق للنيران وارتفاع اعمدة الدخان في شارع بالقرب من البرلمان.

ماهر الأسد وخلية الأزمة

وترك حضور ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري وحافظ مخلوف رئيس قسم التحقيق بأمن الدولة وعدم إصابتـ.هما بأي أذى علامات استفهام عدة بالتزامن مع اتهامات مباشرة للأسد وإيران بتنفيذ التفجـ.ير وتدبيره.

وبحسب تأكيدات مراقبين فإن التفجـ.ير رغم غموض تفاصيله إلا أنه “تصفية مدروسة”، تندرج في إطار سياسة نظام الأسد منذ عهد حافظ وحتى اليوم.

ورأى معارضون سوريون أن ماهر الأسد خطط ونفذ التفجـ.ـير بأوامر إيرانية فيما رأى آخرون أن محمد الشعر وزير الداخلية كان يحمل حقيبة ذهب ليغسل يديه فانفجرت الحقيبة.

فيما وردت معلومات بأن آصف شوكت صهر بشار الأسد كان ينوي الانقلاب عليه مع عدد من الحاضرين بعد ثبوت اتصالات لشوكت مع فرنسا وحسن تركماني مع تركيا.

تحقيق استقصائي

وفي تحقيق استقصائي, اتهـ.م الصحفي الأمريكي «روي جتمان» إيران بتنفيذ تفجـ.ـير خلية الأزمة التي كانت حاضرة في مبنى الأمن القومي بالعاصمة دمشق في ١٨ تموز/ يوليو ٢٠١٢.

ووجه الصحفي الحائز على جائزة «بوليتزر» المرموقة للصحافة، أصابع الاتهام إلى النظام السوري وحلفاءه بتفجـ.ـيرات أخرى ضد منشآت له، ليظهر نفسه كعدو للإرهاب.

كما اتهـ.م جتمان أيضاً في التحقيق الذي نشره موقع «ديلي بيست»، النظام السوري بدعم صعود تنظيم القاعدة في العراق، والذي تحول إلى تنظيم الدولة لاحقاً، حسبما نقل موقع «عربي ٢١».

واعتبر الصحفي أن هذا التفـ.جير جاء ضمن سلسلة انفجـ.ـارات بدأت منذ نهاية عام ٢٠١١، تم جمعها معا من مقابلات أجراها مع مسؤولين كبار منشقين، وأفراد في الأمن، منهم اللواء المنشق «محمد خلوف» رئيس هيئة الإمداد والتموين في النظام السوري، الذي كان قد اتهم إيران بالوقوف خلف العملية كذلك.

الأسد يمنع التحقيق

كما نقل الصحفي الأمريكي عن اللواء خلوف، و«عوض العلي» الرئيس المنشق لفرع الأمن الجنائي بدمشق قولهما إن الأسد منع أي تحقيق بالانفـ.جار.

حيث أكد العلي أنه «أرسل ضابطين من وحدته للمشاركة في التحقيق، لكنه لم يسمح لهما الاقتراب»، بينما استلمت التحقيق إدارة المخابرات العامة التي يترأسها حافظ مخلوف ابن خال الأسد، ولم تصدر نتائجه حتى الآن.

وأشار العلي إلى أن سلسلة الانفـ.جارات هذه حصلت لتتزامن مع وصول وفود دولية من الدبلوماسيين أو الصحفيين أو شخصيات كبيرة، وكل مرة كان النظام يتهم الإرهابيين.

بينما كان يتم منع العلي مسؤول الفرع الجنائي في أمن العاصمة من الوصول إلى مشاهد الجـ.ريمة، حيث قال إن العميد أحمد ديب رئيس مكتب التحقيقات في الإدارة العامة لأمن الدولة، منعه من الوصول إلى موقع الجـ.ريمة، قائلاً له: «هذه قضيتنا، فاتركها لنا رجاء»، رافضا الإجابة عن أي سؤال.

ومهما اختلفت الروايات وتباينت الآراء تبقى أيادي بشار الأسد ملوثة في مستنقع هذا التفجـ.ير الذي دفنت أسراره مع تسوية التراب على جثـ.ث أو أشـ.لاء تلك الشخصيات التي تمثل النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى