أخبار سوريا

وزير الدفاع التركي وضباط أتراك على الحدود مع سوريا.. هل دقت ساعة الصفر؟

في زيارة طارئة, قام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اليوم الخميس، بتفقد الوحدات العسكرية التركية المنتشرة على الحدود مع سوريا.

ووفق وكالة “الأناضول”, فقد رافق وزير الدفاع التركي في تفقد الوحدات العسكرية رئيس الأركان يشار غولر وقادة القوات البرية والبحرية والجوية.

وأشارت الوكالة التركية إلى أن والي هاتاي رحمي دوغان وعدد من كبار الضباط في الجيش التركي كانوا في استقبال أكار والوفد المرافق له، لدى وصوله المنطقة.

كما قدم الضباط والمسؤولون عن إدارة الوحدات العسكرية إلى أكار معلومات عن فعاليات الوحدات العاملة قرب الحدود السورية.

وتكررت زيارات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وتفقده الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود مع سوريا والتي كان آخرها 30 آذار الماضي, بالتزامن مع تصعيد عسكري لقوات الأسد وروسيا على منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وعزز الجيش التركي على مدار الأشهر الماضية وحداته العسكرية المنتشرة على طول الحدود مع سوريا بعشرات الدبابات والمدرعات العسكرية كما أرسل مدرعات وآليات عسكرية وجنود إلى نقاط المراقبة المنتشرة في محافظة إدلب.

وقبل يومين أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه من الضروري أن “تصل المنطقة الآمنة إلى عمق 30 إلى 40 كم داخل سوريا انطلاقا من الحدود التركية”.

وقال أردوغان بحسب وكالة الأناضول، الأحد، إن بلاده تستعد للقيام بخطوات مرتقبة في الشمال السوري، بهدف تحويل ما أسماه بـ “الحزام الإرهـ.ابي” إلى منطقة آمنة .

وأضاف اردوغان أنه “دعا زعماء امريكا وروسيا وألمانيا إلى دعم خطوات تركيا في المنطقة لوجستيا وجويا، وإنشاء بيوت في هذه المناطق السورية، يعود إليها السوريون القاطنون في تركيا”.

وتابع أن الزعماء يوافقونه الرأي في هذه المقترحات، “إلا أنه عندما يأتي الأمر إلى التنفيذ يقولون لا يوجد نقود”، مشيراً إلى أن “واشنطن لم تف بوعودها المتعلقة بإخراج إرهابيي ي ب ك/ بي كا كا من منطقة منبج بمحافظة حلب شمالي سوريا”.

إقرأ أيضاً: أمريكا تعاود دعم وتدريب الجيش السوري الحر في قاعدة جنوب سوريا

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت قبل أيام عن التوصل إلى اتفاق مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لإرسال فريق عسكري أمريكي في أقرب وقت إلى أنقرة لبحث إقامة منطقة آمنة في سوريا.

وتعد العملية العسكرية المرتقبة في منطقة شرق الفرات الثالثة لتركيا بعد عملية “غصن الزيتون” التي نفذت في20 كانون الثاني 2018 وعملية درع الفرات في 24 آب 2016.

رفع الجاهزية العسكرية

كشفت مصادر صحيفة أن تركيا طلبت من فصائل المعارضة السورية رفع الجاهزية العسكرية والاستعداد لعملية مرتقبة في منطقة منبج التي تسيطر عليها ميليشيات “وحدات حماية الشعب” (YPG)، المصنفة في قائمة الإرهاب.

وميليشيات (YPG) تشكل العمود الفقري لما بات يعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وهي الذراع السوري لتنظيم “حزب العمال الكردستاني” (PKK)، ورغم ذلك تحظى بدعم كبير من الدول الغربية، وفي مقدمتها أمريكا.

صحيفة “عربي21″، نقلت عن “مصدر عسكري معارض” قوله إن تركيا طلبت من “الجيش الوطني” الذي شكلته المعارضة في منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” شمال حلب، رفع الجاهزية العسكرية، والاستعداد لعمل عسكري مرتقب في منبج.

وأوضح المصدر، بحسب الصحيفة، أن الطلب التركي جاء خلال اجتماع عسكري جرى في تركيا قبل يومين، جمع قيادات من الفصائل المنضوية في “الجيش الوطني”، بضباط أتراك رفيعي المستوى.

ووفق المصدر، فإن الجانب التركي أبلغ قيادات الفصائل بتجهيز قوائم عناصر الفصائل التي ستشارك في العمل العسكري، مبينا أن “الفصائل أعدت القوائم، وطلبت من المشاركين الاستعداد للتحرك نحو منبج”.

إنشقاق قياديتان

استلم الجيش التركي قياديتان في ميليشيات قسد بعد إعلان انشقاقهم عن الوحدات الكردية على الحدود السورية التركية بريف الحسكة الشمالي.

وعمل الجيش التركي بحسب ما نقلت “نداء سوريا” عن الناشط الإعلامي صهيب اليعربي على تأمين امرأتين من ميليشيا الحماية فور وصولهما إلى الجدار الأسمنتي العازل قرب قرية العزيزية غرب رأس العين”.

وأشار الإعلامي صهيب اليعربي إلى إمكانية وجود اتصالات مسبقة بين القياديتين المنشقتين و الجيش التركي.

وأضاف اليعربي: “تمكنت ميليـشيا الوحدات الكردية منذ قليل من استرجاع عربة عسكرية قرب الحدود السورية-التركية بعد ساعات من الترقب على إثر انشقاق قياديتين من وحدات حماية الثلاثاء”.

وكانت مصادر محلية قالت إن القياديتين وصلتا إلى الحدود بسيارة عسكرية لميليشيا الحماية.

وتزايدت في الآونة الأخيرة حالات الانشقاق في صفوف ميليشيات “قوات سوريا الديمقراطية” كان كل من الجيش التركي والجيش السوري الحر خير عون لأولئك الأفراد الراغبين بالانشقاق.

وتمكن الجيش التركي من تأمين انشقاق قياديين من ميليشيا “قسد”في 23 يونيو،2019 بالتزامن مع إلقاء القبض على أربعة آخرين أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا من مناطق شمال شرق سوريا.

وكان أشهر حالات الانشقاق عن ميليشيا “قسد” كانت انشقاق واحد من أكبر وأشهر قيادييها، وهو الناطق الرسمي باسم الميليشيا العقيد “طلال سلو” الذي انشق عن الميليشيا وسلم نفسه للجيش السوري الحر في تشرين الثاني نوفمبر 2017.

وتجدر الإشارة إلى أن الانشقاقات في صفوف الميليشيا بدأت تعود للواجهة من جديد، بعد وصول تعزيزات عسكرية تركية إلى الحدود السورية التركية المتاخمة لمناطق سيطرة الميليشيات، وتزايد الحديث عن انطلاق معركة تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة قسد.

فزع إماراتي وقلق أمريكي

سارعت الولايات المتحدة لتشكيل وفد اجتمع أعضاؤه مع قادة تنظيم “ب ك ك” في بلدة عين عيسى السورية بعد حشد الجيش التركي لقواته على الشريط الحدودي مع سوريا الأمر الذي أفزع الإمارات وفق ما نشرت صحيفة يني شفق التركية.

وقالت الصحيفة، بحسب ما رصدت الوسيلة إن مناطق سيطرة مليشيات “ب ك ك” الإرهابية في شرق الفرات شهدت تحركات جديدة ناجمة عن حشد القوات العسكرية التركية على الشريط الحدودي مع سوريا في إطار العملية العسكرية المرتقبة.

وأوضحت الصحيفة أن الوفد، وغالبية أعضائه مؤلفة من عسكريين وسياسيين أمريكيين، اجتمع مع قادة التنظيم الإرهابي وبعض زعماء العشائر في بلدة عين عيسى، وناقش معهم عمليات الدعم والتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية.

ووفق ما نقلت الصحيفة عن مصادر محلية فإن الاجتماع شمل أيضاً مناقشة نمط التحالف ما بين الولايات المتحدة وتنظيم “ب ك ك” للتصدي للعملية التركية العسكرية المرتقبة في المنطقة.

وتزامنت تلك التحركات مع تكثيف الطائرات الأمريكية من دورياتها على طول خط منبج – عين العرب (كوباني) خلال الأيام الثلاثة الماضية، لتصل إلى عدّة طلعات جوية في اليوم الواحد عوضاً عن واحدة فقط كلّ يومين.

وفي إطار الدعم العسكري المقدم من الولايات المتحدة للتنظيم الإرهابي، وصلت أول أمس الاثنين قافلة ضخمة شملت 280 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر إلى مناطق سيطرة التنظيم قادمة من العراق، فيما بلغ معدّل عدد الشاحنات التي تصل بشكل يومي من العراق نحو 60 شاحنة.

كما تحدثت شبكة “سي إن إن” الإخبارية عن رصد استعداد تركيا لإطلاقها عملية عسكرية جديدة في سوريا، دون التمكن من الوصول إلى أية معلومات استخباراتية مؤكدة حولها.

وكشفت الشبكة الأمريكية عن قلق البنتاغون الأمريكي على أمن وسلامة قواته المتواجدة في الشمال السوري في حال انطلاق العملية العسكرية.

إقرأ أيضاً: تركيا تطلب من الجيش الحر رفع الجاهزية والاستعداد للبدء بعملية إنشاء المنطقة الآمنة

ووفق ما ذكر مراسل الشبكة “ريان براون”, قالت وزارة الدفاع الأمريكية: “هناك قلق عميق من القيام بأي عمل عسكري أحادي الجانب في مناطق الشمال الشرقي من سوريا، خاصة التي يتواجد فيها الأفراد الأمريكيون، ونحن نجد بأن مثل هذه الإجراءات غير مقبولة، يجب أن يكون التنسيق والتشاور ما بين الولايات المتحدة وتركيا على نهج ومفهوم واحد”.

واعتبرت الصحيفة التركية أن احتمال القضاء على إرهابيي “ب ك ك” في الشمال السوري أفزع بدوره دولة الإمارات أيضاً.

وأرجعت الصحيفة ذلك استناداً لما نشرته مؤسسة إعلامية مقربة من ولي العهد الإماراتي “محمد بن زايد” زاعمة وجود أسباب للخوف والقلق إزاء التدخل التركي في الشمال السوري.

وبحسب الصحيفة التركية, فقد اعتمدت المؤسسة الإعلامية على تكرار الادعاءات الأمريكية المتعلقة بهذا الشأن، بحسب الصحيفة التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى